أين المنطق؟ أنا لا أراه!

1.4K 202 427
                                    

(الفصل لا يعني بالضرورة رأيي الشخصي حول سوء الغلاف = سوء القصة، إنما قلت ذلك متعمدة لغرض ما)

___________

درت بالكرسي حول نفسي، وأنا أشعر بملل لعدم وجود شيء لفعله.
ما الذي سأفعله يا ترى؟
فكرت وفكرت، ثم قررت وأخيرًا قراءة قصة، لمَ لا؟

فتحت التطبيق البرتقالي، وبحثت وبحثت حتى وصلت لأعماق العالم البرتقالي المظلم. (ضيب ويب بالواتبادي يعني)
ثم وقفت للحظة...ما هذا التلوث البصري؟

كان غلافًا أجزم بنسبة مئة بالمئة أنه يدل أن القصة مريعة تمامًا كالغلاف!
تريَّثت قليلًا، اهدأي، إنه مجرد غلاف، ربما المحتوى أفضل والغلاف ظلم الكتاب فقط؟ في النهاية لا تحكم على الكتاب من غلافه!

فتحت الفهرس، فإذ بعشر فصول وضعت فقط للتعريف بالشخصيات...
لابد أنها تمزح.
.
.
.
.
.
لا، إنها لا تمزح، عشر فصول بأكملهم فقط للتعريف بهم!
ما هذا! كم شخصية موجودة في الكتاب؟ القبيلة بأكملها؟

حسنًا، اهدأي، لابد أن كل فصل يحتوي على شخصية واحدة فقط...
فتحت الفصل الأول، وكان كالتالي:
غثملقخمستيمث كيتيتيني مينيتبن.

اشمأزت ملامحي وأنا أقرأ الاسم، لابد أنها ضربت لوحة المفاتيح كي يخرج لها هذا الاسم.

هي فتاة بيضاء، رشيقة بقوام ممشوق، نحيفة كالدودة الشريطية، وتمتلك أنفًا جميلًا وصغيرًا يُرى بالمجهر، وبشرة بيضاء جدًا إلى درجة أنني أرى أحشائها تهضم الطعام من شدة شفافية بشرتها.
وقدمان صغيرتان.

هـ...ها؟ هل أنتم متأكدون أن هذا إنسان وليس كائنًا فضائيًا؟ آخ، الله المستعان، لنُعطِها فرصة.

أكملت قراءةً، وكان التالي:
تتكلم أكثر من 50 لغة، (تركي اسباني، ياباني، كوري، عربي، روسي، هندي، أسترالي، أفريقي، ولغة الحيوانات أيضًا).

وتمتلك شركات عطور، سيارات، يخوت، طيران، صناعة، موضة، تعليم، طبخ، اقتصاد، وسفن، وبحر، ومن كل بستان زهرة.
وتسيطر على كل اقتصاد العالم.

وأخيرًا وليس آخرًا:
عمرها تسعة عشر....فقط.

أما شخصيتها: مرحة طفولية طيبة شرسة قاسية، ذو ملامح حادة لكن طفولية (ولا تسألني كيف)، غامضة، هادئة، مرعبة، مكتئبة، وبشرتها حليبية بيضاء تمامًا كحليب المراعي.

نظرت بصدمة لهاتفي، وانتقلت للشخصيات الأخرى برهبة...إنهم نفس الشيء! كلهم أنساخ!
كلهم بيض ذو بشرة حليب المراعي! كلهم لديهم 50+ لغة!
كلهم رشيقون، ممشوقي القوام كالدودة!

أين المنطق؟ ألا يوجد حتى واحد طبيعي؟

توجهت لأعطيها نصيحةً بلطف، كي لا يتنمر عليها الآخرون، فإذ بي آخذ حظرًا في وجهي...

_________________
التنمر عليهم حلال. :)
المنطقية: يا دمعة don't تطيحي.

أتساءل، أيعقل أن يستطيع إنسان حفظ 30+ وهو بعمر 19 عشر فقط؟
هل تمزحين معي؟ هل أكلت قاموسًا عندما كانت صغيرة أو ماذا؟

وما خطب الأسماء الغريبة هذه الأيام؟ سعيُك للتميز باسم مختلف، جعلك تبدو أبلهًا بالمناسبة.

وما خطب المثالية التي تقطر من الشخصيات؟ يسطا ايه ده!
هل أنتِ بكامل قواك العقلية؟ حتى الخيال يخضع للمنطق!

لا، وبشرتهم بيضاء تكاد ترى عبرها!
صدقيني، هناك ناس بشرتهم سوداء، بل حتى سمراء! هل يمكنك تصديق ذلك؟ هل يمكنك؟ هل يمكنك!

إلهي، كائنات جديدة، أليس كذلك؟ لم ترِ سود البشرة من قبل؟

BLACK LIVES MATTER, MOTHER FATHER!

أما إذا كنتِ عنصرية، فتلك قصة أخرى. :)

السعي وراء الكمال، يفقدك النِّعم. :)
شخصياتك كلما كانت مثالية، كلما قل مستوى الواقعية.

المثالية والواقع في علاقة عكسية.
وهذا يبرهن لي أنك لا تكتب لأنك تريد أن تكتب، بل لأنك تريد مشاهدات! يا أرعن.

ولمَ أصلًا تضع فصلًا للتعريف؟ هل سبق ورأيت كتابًا ورقيًا يعرف بشخصياته؟
إنه يعرف بهم مع سياق القصة!

طقَّت مرارتي! -قيد التنقيح-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن