قلب مكسور، أو عظام مكسورة؟

1.5K 195 405
                                    

(لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة، وذِكر الله).
استغفر الله • الحمد لله • الله أكبر.

ملاحظة2: لستُ نِسوية، أدافع عن حقوق المرأة داخل إطار الإسلام فقط، وذلك يتضمن حقوق الرجال أيضًا. :)
فقط توضيح بسيط قبل أن تتهمني بشيء ليس أنا، إنما الفصل لهؤلاء.

××××××××××

صدر صوت أنين منها، وهي تحاول الابتعاد أكثر فأكثر، ساحبةً نفسها بيديها، شعرت بألم ينخر عظامها أكثر، ومن شدة الألم قد تقيأت.
لقد كُسِرت قدمها.

حاولت التحرك أكثر، لكن الألم لا ينفك عن الازدياد...
شعرت بشيء دافئ ينزل من أنفها ورأسها، فرفعت يديها ببطء لتلمسه، فإذ به دماءً تنزف بشكل مخيف منها.

شعرت بالإعياء، بالهلع، وبالخوف، والوحدة...من سيساعدني؟ من سيساعدني وأقرب شخص لي يحب فعل هذا بي؟ فكَّرتْ بألم، وشعرت بغصة تخنقها، وتمنعها من إخراج أي حرف.
امتلأت عيونها دموعًا امتزجت مع الدماء، فحاولت مسحها بأيدٍ مرتجفة.

شعرت بالضعف يسري في جسدها، فقالت بصوت منكسر وبطيء للذي يقف خلفها:«أرجوك، اتركني...لمَ تفعل ذلك؟ لمَ تضربني؟ ألستُ زوجتك؟ ألم تعدني بأنك ستحميني قبل أن نتزوج؟ ما الذي حصل لما قلته لوالدي عن أنك ستحميني، ولن تجعلني أحزن مقدار شعرة؟ ما الذي فعلته في حياتي لأكون دميةً لتفريغ نقصك وضعف شخصيتك بها؟ ما الذي فعلته في حياتي لتفعل بي هذا؟ حتى واجباتي تجاهك أفعلها، ابنتنا وأربيها، فلمَ تفعل ذلك؟ لمَ...» لم تستطع إكمال حديثها، بسبب الركلة التي تلقتها على وجهها.

نظر لها باشمئزاز قائلًا: «لمَ أضربك؟ لمَ أضربك! لأنني أحبك! لأنني أهتم لأمرك وأعرف مصلحتك! أنتِ لا تفهمين، حبي لكِ يجعلني مجنونًا، أنا آسف لأني كسرت قدمت، سأحاول ألا أكسرها المرة القادمة، لأنني أعاني نقصًا، وضعفًا في الشخصية، ولأني أحمق كبير، ولأنكِ أنجبتِ فتاة، ولأن فتاتك أرادت ذلك» ثم خرج.

شعرت بانكسار أكثر، ابنتها فعلًا تريد ذلك...

جاءت ابنتها ركضًا وهي خائفة على أمها، فقالت وهي تنحني تجاهها: «هل أنتِ بخير؟ ما الذي حصل؟».

بقت الأم صامتةً، ثم قالت بهدوء: «أتعلمين ما المضحك في هذا كله؟».
صمتت الابنة دون أن تتفوه بأي كلمة، وانتظرت حتى قالت الأم وهي ترفع عينيها نحو ابنتها، وتنظر لها بعجز ويأس: «أنكِ أنتِ تريدين هذا أن يحصل لي...تتلذذين بعذاب والدتك».

لم تفهم الابنة المقصد من كلام والدتها، فأكملت الأم والحقد يزداد مع الغصة في حلقها:«أنتِ من كتب هذه القصة، أيعجبك أنك كتبتِ هذا أن يحصل لي؟ أنت من كتب قصتي، فهل يعجبك؟ هل يعجبك رؤيتي أتعذب؟ لقد قمتِ بقتل أختك جرَّاء كتابة هذه القصة، والآن أتعرض للتعنيف...باسم الحب؟ لأنه يحبني، فيضربني إلى أن أفقد وعيي؟ لا أدري ما فعلته كي أنجب عاهة مثلك، تتلذذ بأذى الآخرين، سواء كان المُتعرض للأذى امرأةً، طفلًا، أو حتى رجلًا، أنتِ تتلذذين بأذى الآخرين، أنتِ حتى جئتِ إلى هذه الحياة لأنه اعتدى علي!».

××××××××××××××

قرائي الأعزاء، أريدكم أن تعطوا أفضل ما لديكم من نصائح لطيفة جدًا، اتفقنا؟ :) ضعوها هنا، في هذه الفقرة، لتقرأها كاتبتنا التي تحب التعنيف، وانتبهوا، لطيفة جدًا. ؛).

أيعجبك ذلك يا كاتبتي؟ أقصد يا حلوتي؟ :)
كيف شعورك لو تعرضت والدتك لما يحصل في كتبك من تعنيف، اضطهاد، ذل، واستهزاء بالنساء؟

كيف سيكون شعور والدتك، إذا كانت قد سبق وتعرضت لتعنيف دون أن تخبرك به، فتفتش هاتفك صدفة، وتجد أنك تتلذذين بالموضوع، بل وتسمِّينه حبًا!

هل تعلمين أن واتباد نفسه، من شدة هذا القرف، قام بصناعة حساب فقط ليوعِّي أمثالك؟

كيف سيكون شعورها؟ كيف سيكون شعورها وابنتها تستخف بالموضوع؟ كيف سيكون شعورها عندما تعلم أن أكبر ألم في حياتها، ابنتها تشجعه، وتدعمه كل الدعم!

لن أقول كيف شعورك، لأنكِ أصلًا...عديمة إحساس أيضًا، وعديمة رحمة، لا تفقهين شيئًا من الحياة، ولا نعتبرك فتاةً أصلًا، ولأنك أصلًا لن تطيقي صفعةً على وجهك من والدك، فما بالك بضرب عنيف؟ :)

إذا كنتِ ترضين هذا أن يحصل لأحد ما، ولو كان عدوك اللدود -أو حتى مجرد شخصية خيالية-، فأنتِ إما *****، أو *****، لا خيار ثالث بينهما.

وما خطب (يعنفها لأنه يحبها، ثم يعتذر بعد أن يكسر عظامها)؟
ما خطبك أنتِ؟ هل أنتِ بكامل قواك العقلية؟

ما رأيكِ لو جئت لمنزلنا، وسأريك حبي لك على أصوله، وعلى أبهى صورة؟ لا تقلقي، لن أفعل شيئًا، مجرد خدوش فقط، ليس بالأمر الكبير. D:

فلو كنتِ تريدين الكتابة عن التعنيف، فإذا تكتبين لأنك تريدين توضيح نتائجه وما الضرر الذي يسببه نفسيًا واجتماعيا، أو لا تكتبي!
لا أن تأتي لي وتكتبي تشجيعًا له!

منشن؟ 💩

طقَّت مرارتي! -قيد التنقيح-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن