بارت 1

1.4K 71 4
                                    

استيقظت لتجد نفسها نائمة على مقود السيارة ورقبتها تؤلمها بشدة رفعت رأسها لتـنظر أمامها بسبب تلك الأضواء التي خرجت من السيارة التي أمامها والتي توقفت على ما يبدو نظرت ببرود وغير اهتمام كادت تعودُ للنوم بنعاس وخمول لكن صوت طرق على نافذة السيارة جعلها تتأفف بملل وتضيق عيناها بانزعاج مع عقدة حاجبيها المستـفهمة فهي للتو بدأت تـفهم أنها لم تكن هنا أصلاً ومنذُ متى وهي تنام بالسيارة ؟! هي حقيقةً لا تخترق قوانينها الخاصًّة والتي من شروطها النوم في السرير فهي منظمة بشكل مخيف وتكره الإهمال .....

حدقت بساعة معصمها الثمينة والتي لا تخلعها أبداً لكنها لم تجدها فقررت فتح نافذة السيارة لتستـفهم أين هي بالأساس فهي لم تكن هنا حسبَ ما تذكر بل بالريف لإجازة من العمل .

بعدما فتحت النافذة ظهرت فتاة جميلة جداً ذات شعر أشقر أملس جميل يصل لنصف ظهرها وعينان عسليَّة وبشرة بيضاء ناصعة كالثلج كادت تتكلَّم لكن ذات الشعر الأشقر صرخت بوجهها : كيف تخرجين إلى هذهِ الساعة ؟! أتعلمينَ كمِ الوقت الآن ؟!

نظرت لها نظرة قاتلة ومرعبة فلا أحدَ تجرأ ورفع صوته عليها غيرها وتكلمت ببرود مميت : أولاً عزيزتي صوتك لا يرفع عليّ ثانياً لا أعلم كمِ الوقت الآن لِمَ لا تبدعي وتخبريني ؟!!

رفعت ذات الشعر الأشقر حاجبها بدهشة واستغراب مع بعض الخوف من نبرة صوتها الباردة سرعانَ ما تداركت نفسها وتكلمت باستهزاء : طبعاً لن تعلمي فأنتي خرجتِ للسهر واللعب مع أصدقائك ويبدو أنكي شربتِ فماذا والديَّ سيتوقعان من فتاة مثلك ؟!

لوسيليا بهدوء مخيف : أعتقد أنني سألتك عنِ الوقت أليس كذلك ؟! وأيضاً ما رأيك أن توضحي أكثر ما فعلت فأنا أعتقد أنني لم أسمع جيداً ،

وأنهت كلامها بحدة فما الذي يحصل هنا بحق اللعنة ؟! والدين ؟! خرجت للسهر واللعب ؟! أصدقاء ؟! شرب ؟! هذا غير معقول بتاتاً .

حسناً هذا هدوء ما قبل العاصفة كما يقال لكن ملاك لم تهتم فأختها مجرد كتلة جامدة ووقحة ومستفزة لأبعد درجة وغضبها نادر وتهديدها مجرد كلام فارغ فهي لا تهتم لشيء حتى دراستها في الجامعة تكادُ ترسب فيها!!

هذا ما فكرت بهِ ملاك قبل أن تنطق بحدَّة: الساعة الواحدة صباحاً ولقد خرجتِ من البيت على الساعة الثامنة مساءً مع اعتراضات أمي وسخط أبي على أساس أنكي تريدين أخذ بعض الأوراق من صديقتك لامتحان ما كما تزعمين وأنكي لا تريدين الرسوب وبعد ساعة من تأخرك اتصل أبي بصديقتك المفضلة التي أخبرتنا أنكي بحفل مع أصدقائك توأمتي العزيزة ليغضب أبي ويرسلني للبحثِ عنك وبالنهاية بعد بحث مطول وجدتك بالقرب من البيت وأنتي نائمة في داخل السيارة والنهاية، أنهت كلامها بدرامية لا تخلو من السخرية.

تمالكت لوسيليا نفسها مِنَ الانقضاض على هذهِ المخلوقة وقتـلها لنبرتها الغير محترمة معها لكنها سرعان ما أعادت الأحداث التي حصلت معها والأحداث التي تقولها حتى تكلمت بعدم استيعاب: مهلاً ما هذا الهراء؟!!

هذه ليست أنا؟!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن