وما إن دخلا حتى تجهمت ملامح والدها بينما هي رسمت ملامح لطيفة وبريئة لتتكلَّم برقة وهي تشاهد والد العريس ووالدته وإخوته مع جدها وأعمامها: الآن اخرجوا للخارج بضعة دقائق كي نتكلَّم قليلاً فحسب.
نظر الجميع لها باستنكار وقبل أن يتكلَّم أحد أردف الجد بحدة: ماذا تقولين؟!
لوسيليا ببراءة: كيف سنتكلم قليلاً مع هذا العدد الخانق.... اخرجوا بضعة دقائق فحسب لم أطلب منكم الكثير.... لا تقلقوا لن آكله، أردفت آخر كلمة بسخرية شديدة من نظرات عائلته لها.
نظر لها والدها من الذي تنوي فعله لتومئ له فحسب وهذا جعله يردف بقوة: فلتخرجوا كما قالت فبالنهاية سيتزوجان ليس وكأنَّ بضعة دقائق بسيطة ستؤثر.
بما أنَّ والدها كلمته مسموعة لدى الجميع فهم قد خرجوا بينما الجد تعمَّد الخروج آخر الحضور مع والدها وهو يرمقها بشك.... لأنه لأول مرة يجد نفسه عاجزاً عن هذه الفتاة التي أمامه... تارة يجدها مطيعة لطيفة بريئة وتارة أخرى قوية حادَّة الطباع خبيثة.
وجودها بالداخل معه لم يستغرق أكثر من خمس دقائق قبل أن يخرج عريسها الضخم من الغرفة قبلها وهي خلفه وملامحه تكاد تكون طبيعية... وقبل أن يتكلَّم أحد سارع هو بالكلام بنبرة جدية محاولاً إخفاء رعبه منها: أنا أرفض الزواج منها لأنها فتاة جميلة تستحق شخصاً أفضل مني بكثير فأنا لستُ سوى شخص جلف في التعامل مع الرقيقات أمثالها.
أنهى كلامه محاولاً قدر الإمكان عدم النظر إليها عكس تصرفه سابقاً عند دخولها للقاعة عندما كاد يلتهمها بنظراته.
الجميع نظروا إليه بصدمة شديدة وكأنه كائن فضائي أو وحش ذو رأسين.... لا أحد غَفِلَ عن نظراته الجريئة لها والآن بكل بساطة هو يرفض الزواج منها حتى أنه يغض بصره عنها؟! نقلوا أنظارهم إليها ليروها بابتسامتها اللطيفة وملامحها البريئة التي تسحر أياً كان لكن أين كل هذا ذهب ليرفضها بكل أدب ولباقة عكس كلامه الخشن والوقح!!
والدته بخوف تحت نظراتهم الساخرة من كلامها: ماذا تقول يا عزيزي؟! هل فعلت لك شيئاً هذه الفتاة الوقحة؟!
العريس وهو يكاد يتصبب عرقاً: لا لم تفعل وأرجوكم فلنغادر المكان بسرعة... لم أعد أريد الزواج من هذه العائلة أو دخول بيتهم حتى.... هيا بنا، أنهى كلامه منصرفاً للخارج قبلهم محاولاً عدم الهرولة في سيره أمامهم كي لا يشك أحد وتقتله هذه المتوحشة!!
لَحِقَ والداه وإخوته به بينما الجد تكلم بشك: ما الذي فعلته له ليرفض الزواج بعد أن كان موافقاً؟! تصرفه السريع يوحي بهروبه وليس رفضاً عادياً حتى!!
لوسيليا ببراءة وهي ترمش بعيناها عدة مرات: أنا فقط تكلمت معه بلطف وهو قرر التوبة عن تصرفاته السيئة السابقة وأن يصبح شخصاً صالحاً مع النساء منذ اليوم فهو وعدني، أنهت كلامها بتصفيق طفولي وهي تبتسم بتوسع.
أنت تقرأ
هذه ليست أنا؟!!
Fantasyكانا والديها عائدانِ من رحلتهما بالطائرة ليحضرا حفل تخرجها من الثانويَّة بمعدل عالي لكن ما حصلَ لم يكن متوقعاً فالطائرة انفجرت بهما بسبب عطل بسيط وهكذا ماتا في أفضل يوم لها لتتخلَّى عن أحلامها لبناء إمبراطوريتها بعدما تخلَّ عنها الجميع لكن عندما أصب...