7{الخيانة مجددا}

238 28 9
                                    


🤎بسم الله🤎

الفصل السابع: الخيانة مجددا

كان الصباح الذي يحل في مدينتي مختلفا عن ذاك الذي يحل في بقاع العالم، لأن مدينتي التي صنعتها لنفسي كانت مظلمة، كانت مخيفةً ومرهقة لدرجة أن صباحها كان ليليا، كنت أعشق حالاتَ الليل والمطر والظلام، لأنها تشبهني.

النوم على الأريكة جعلني أشعر بأن عظامي جميعها انكسرت مخلفةً آلاما لا تُحتمل، كانت الشمس قد ظهرت في الأفق وكنت نائمة في الغرفة لوحدي.
حركت رأسي بخمول وتحسست مكان الألم على رقبتي، رميت بنظرات خاطفة نحو السرير ولكن إيريك لم يكن متواجدا هناك، يبدو أنه استيقظ قبلي.

قمت من مكاني بإرهاق شديد وألقيتُ بنظرة من خلال النافذة، لاشيء جديد ... سيارات تتحرك ذهابا وإيابا وأشخاص يتجولون في الخارج ويقتنون مستلزماتهم اليومية.

غيرت ثيابي بسرعة بعدما اغتسلت ثم خرجت من الغرفة متجهةً نحو الأسفل، كنت على وشك دخول المطبخ ولكنني توقفت قليلا أمام الباب عندما سمعت إيريك بالداخل يخاطب والدته قائلا: رغم ذلك لا تحزني كثيرا إن اختفيت من هذا العالم يوما ما، سيكون كل شيء على ما يرام، وكوني واثقة من أنني سأعود

ضحكت هي وضربت ذراعه مجيبة: «ما هذا الهراء؟ هل هددوك لدرجة أنك أصبحت تقول كلاما سخيفا؟ لن يحدث أي شيء لابني البطل، ستكون دوما هنا بجانبي.»

ضحك هو وجلس على كرسيه لأدخل أنا بعد ذلك مباشرةً كي لا يُفضح أمري، جلست بجانبه بعدما ألقيت السلام على كلاهما ليهمس لي إيريك بصوت مسموع: «أعتقد أن نومك لم يكن مريحا.»

ابتسمت وحركت رأسي نفيا لتقول والدته وهي تضع المربى على الطاولة وتجلس دون أن تنظر نحوي: «هل جعلت الضيفة تنام على الأريكة أيها المؤدب؟»
_«هي من اختارت ذلك.» رد لتحرك رأسها بقلة حيلة بينما تدعوني لتناول الفطور.

كان الصباح هادئا وعاديا، أخت إيريك استيقظت بعدنا لذا لم تزعجني كثيرا، أما كارين فقد عادت لمنزلها دون أن ألتقي بها، بصراحة! كارين التي أعرفها لا تملك أدنى ذرة كرامة، لا أعرف حقا كيف أصبحت متفهمة.

بعدما أنهينا فطورنا قررنا أن نخرج لزيارة عمتي، فقد طال هذا الشجار بيننا كثيرا وأردت إصلاح الوضع، إيريك وافق أن يوصلني، لذا استغليت الفرصة كي لا أتعب كثيرا وأُرهق بسبب السير.

لذا خرجنا من المنزل بعدما ودعنا والدته، واتجهنا نحو السيارة التي كانت مركونةً أمام المدخل، كان هو قد سبقني في الوصول إلى هناك، أما أنا فقد توقفت قليلا بعدما شعرت فجأةً بدوار شديد جعلني عاجزة عن رؤية الأشياء من حولي، ورويدا رويدا حتى صرت أتنفس بصعوبة لأهمس باسمه وقد فشلت مجددا في رفع صوتي بسبب التعب.

أين السبيلُ إليها؟ [2] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن