السادس عشر

444 39 21
                                    

الفصل السادس عشر من رواية تائه في عيون عوراء.
تملكني الرعب حينما وجدت ذاك الرجل أمسك رأس تلك الفتاة، وظل يصدمها بالجدار عدة مرات حتى أن الحائط أصبحت مليئة بالدماء، وسقطت الفتاة أرضًا فاقدة للوعي.
كان زياد ثائر للغاية، وأهتز جسده بعنف وهو ينظر إليها، انتقلت نظراته إلى الواقف الذي كانت نظرات الشرار تفترس وجهه.
خرج صوت زياد بنبرة غاضبة موجهًا حديثة لذلك الواقف:
- هندمك على كل حاجة عملتها.
ثم أكمل بنبرة أكثر قوية:
- هقتلك بإيدي، وهموتكم كلكم.
قهقه ذلك الرجل وهو ينظر لي بنظرة قد جمدت أوصالي، واستطرد بهدوء مخيف:
- المعلومات بالنسبة لك كانت أهم من حبيبتك.
ثم وقف أمامي مباشرة مستطردًا:
- وياترى حبيبك هيكون مين اللي أهم بالنسبة له؟
هززت رأسي رافضة، كنت أدعوا الله أن ينجيني لكن ليس بتلك الطريقة التي يريدها ذلك الرجل.
زاد صوت زياد، وزئر بعنف، وبعيون باكية ناظرًا لحبيبته التي ربما قد فارقت الحياة، كان يطلق الشتائم على مسمعهم.
استمعت إلى صوت رصاص يأتي من الخارج، فأمسك ذلك الرجل سلاحه، وأمسك شعري بعنف ووجه السلاح على رأسي منتظرًا ليعلم من أتى بالخارج.
زاد صوت الطلقات، وعلا صراخ زياد الذي لم يستطع أي منهم جعله يصمت.
كنت أرتعش بين يديه مغمضة عيني، دموعي تركض على وجنتي بصمت، وشهقاتي صرخت بالكتمان داخلي! كادت خصلات شعري تُقطع في يد ذلك الرجل، بت أرى جميع ذكرياتي الحزينة أمامي، وتم أضافة ذكرى حزينة أخرى تحيطها الصرخات.
قاطع سيل أفكاري المتدفق ولوج بعض قوات الشرطة بعد تحطيم ذاك الباب.
ظللت ثابتة، أحاطني ذلك الرجل بإحكام، مهدد إياهم بأنه سيقتلني إن لم يتركه يرحل.
لم أطمئن أبدًا بل زاد قلقي، حتى أني تمنيت منه إفراغ سلاحه في رأسي.
لكن هل أنا مستعدة للموت؟ هل مستعدة للوقوف أمام ربي بجميع ذنوبي!
أجفلت كثيرًا من هول أفكاري، بل كدت أموت من الخوف، كانت دوامة أفكاري تفصلني عنهم ببضعة مسافات، حتى وجدته يقف أمامي، ونظرات التيه تعتلي وجهه.
نظرت إليه بنظرة لم أفهمها، كان هو، يحيى يقف أمامي، وخلفه خالد.
ظل يسبه بعنف حتى يتركني، لكن ذلك الرجل كان عنيد، وصوته الجنوني أكد لي أنه من الممكن بالفعل يقتلني بلا ذرة شفقة.
وجدت صوته يخترق أذني قائلًا:
- ماتخافيش يا ليلى!
كنت أشعر بخوفه، لكنه حاول طمئنتي، ظل يقترب من ذلك الرجل ببطئ، وهو يتحدث معه محاولًا إلهائه حتى تستطيع الشرطة أنقاذي، شعرت بأنفاس الرجل من خلفي متوترة، فوجدته ينقل السلاح من رأسي، ويصوبه تجاه يحيى، وبجانب قلبه تم أطلاق النار!
كدت أجن حينما وجدت الرصاص يخترق جسده أمامي، وضع يده على الجرح، ونظر لي نظرة خشى قلبي أن تكون الأخيرة، وأغمض عيناه منبطح أرضًا. لم أتمالك نفسي، وظللت أصرخ بفزع حتى أنني استمعت لزياد الذي ردد اسم يحيى بنبرة قوية وحزينة.
استعنت بكل طاقتي، وأزحت جسدي عن ذلك الرجل بعنف، ومع مساعدة رجال الشرطة، حررت نفسي منه، وركضت تجاه يحيى بقلب قتلته الصرخات!

تائه في عيون عوراء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن