الفصل الثالث من رواية تائه في عيون عوراء.
يبدو أن حلم الطفولة أصبح كابوس معتم، مُلغم بالضباب، تعثر لتسقط حروفه، وتتبدل!
كانت السعادة تغمر قلبه، وخاصة حينما قال له والده أنه سيأخذه في نزهة لعدة أيام، هو ووالدته.
ساعد والدته في تحضير الحقيبة بنشاط، ثم أتجهوا إلى السيارة، جلس على الأريكة الخلفية للسيارة وهو يدندن الأغاني.
كأن هُجر الدنيا، يعتلي قلوبنا.
تحركت السيارة، ظل الهواء يداعبه من النافذة، أراد والده شراء شيء، لكن السيارة تأبى الوقوف.
توترت والدته، وهو مازال لا يفقه شيء، ثم قال والده بتوتر:
- الفرامل!
أتسعت حدقة عين والدته، وهي تنظر ليحيى بخوف شديد، وتردد الأدعية بقلب أم يطوق خوفًا على ولدها.
نظر لهما برعب حينما أدرك أنهما في خطر شديد.
اقتربت هي من زوجها وهي تتحدث بسرعة قد زادت من قلقه، وظلت تصرخ.
ألتفت والده إليها محاولًا السيطرة على قلقهم، وعلى حين غرة منه قُلبت السيارة العديد من المرات، وزادت بها الصرخات حتى سكنت أخيرًا.
أتى الجميع بهلع فوجدوا صوت طفل يئن.
صرخات من أعماق من لايجيد سوى البكاء، الحنين، افتقاد كل شيء جميل فجأة، بلا تمهيد، وبلا بوادر صاخبة!
اقتربوا جميعًا إليه يسحبونه برفق، كانت على عينيه طبقة من الدموع، تهبط ببطئ، مثل قطرات الدواء التي تسقط على الأرض بلا أي فائدة! نظر إلى السيارة، فاتجهوا إليها ثانيًا محاولين إنقاذ والديه، لكن وبدون سابق إنذار تفجرت السيارة، وبداخلها والديه...
قد قُطع الوصال، بسكين ثلم، لتتناثر دماء مزيفة، لا أصل لها سوى إنتشال السكينة من الفؤاد!
صوت احتكاك عجلات السيارة دوى في المكان ثم توقف فجأة حينما استعاد ذلك المشهد الذي لم يفارقه في يومٍ قط.
هبط من السيارة بأنفاس متقطعة، وظل يسعل، ونظر إلى السيارة ببغض، ثم وضع يده على رأسه، وعادت إليه الأسئلة المتكررة من جديد.
هل هناك من قطع تلك الفرامل؟ أم أنه خطأ غير مقصود؟!
لم يجد إجابة ترضي نفسه؛ فدلف إلى السيارة ثانيًا بعقل مشتت...& بقلمي شيماء عثمان
★صلّ على الحبيب ★
كانوا قد انتهوا من أخذ الآثار وتسليم أموالهم، حتى استمعوا إلى صوت اصطدام شيء بالأشجار بشكل مفاجئ.
أمسك الجميع سلاحه، واقتربوا جميعًا إلى مصدر الصوت.
كان عمر يرتعش وهو يحكم يده على حقيبة الأموال، وفي ذات الوقت يخاف أن يراه أحد، فيفقد كل شيء.
وصل أحدهم إلى مصدر الصوت بقلق، لكنه ابتسم حينما وجد قطة تعبس في الأرض بقطعة خشبية؛ ففطن أنها هي من فعلت ذلك الصوت.
رجع ثانيًا، وأخبرهم بما رأه، فعادت الطمئنينة إليهم، ثم اتجهوا إلى سيارتهم ورحلوا.
كانت آية تضع يدها فوق ثغر ليلى، أزاحتها حينما رحلوا وهي تقول:
- الحمد الله كنا هنموت.
جلست ليلى على الأرض محاولة التماسك. أمسكت آية أداة التصوير الصغيرة التي تسكن بين يديها، قامت بتشغيل ما تم تصويرة قبل دقائق.
ابتسمت حينما رأت أن الجودة إلى حد ليس بقليل جيدة، وكذلك الصوت.
اقتربت منها ليلى وهي تقول بخفوت:
- إحنا كل خطوة بنمشيها الموضوع بيزيد خطورة.
لوت آية ثغرها وهي تقول:
- يابنتي أيه اللي دخلك إعلام طالما جبانة كده.
ثم أكملت بمرح:
- لازم يبقى عندك كده روح ال
قاطعتها ليلى مردفة:
- لا يا آية بقولك أيه أنا تعبانة.
ثم أكملت:
- إحنا لازم نروّح دلوقتي، الطريق ده يخوف.
أومأت إليها آية بالموافقة، ثم ذهبا كلًا منهم إلى منزله، وكانت الشمس على وشك السطوع.
أنت تقرأ
تائه في عيون عوراء(مكتملة)
Mistério / Suspenseلكني علمت أن قلبي قد أصابه الخواء، وما شهدته في أيامي الماضية أوصد باب السعادة بمفتاح قد تبخر! يبدو أن سهادي سيطول. مادمت حية سأتذكر الألم، أشعر بفرار قلبي من مكانه. ركضت لأتفحص أين هو قلبي، فقابلته هو بوجه يعتريه خواطر الحزن. وبأوراق قد فتحت باب جه...