الفصل الثالث عشر من رواية تائه في عيون عوراء.
لو كانت الطعنات خنجر كان الموت هو سبيلي!
قالت بفزع، وحنين عندما رأت صورتي على الشاشة:
-بحبك! لسه بحبك بعد كل السنين ديه.
قالتها بصرخات وهي تسحب جسدها من ذلك الرجل الذي ظل ممسكًا بالمقص، وانتشل به خصلات شعرها بعنف.
أزاحته بكل ذرة طاقة بها، وهي تقول بقوة:
- أوعى يجبروك بحاجة تغضب ربنا.
صفعها ذلك الفظ صفعات متتالية، وقفت ثانيًا ودموعها تقطع قلبي، كانت أقدامي غير قادرة على حملي.
أمسك ذلك الرجل حبيبتي من جديد، وهي تصرخ، ثم سقطت أرضًا، وفقدت وعيها، وانقطع الاتصال.
وقفت وأنا في منتصف الطريق، وأطلقت صرخة كان على إثرها إلتفات كل الحضور إليّ بتعجب!
سنوات تمر وجراح تنفتح، وذنب مجبر على ارتكابه حتى لا أفقد قلبي من جديد! سامحني يا الله أردت كثيرًا أن أستند على قارب نجاة، فوقعت في معصيتك!
& بقلمي شيماء عثمان
.......................بعد ما صُدمت من ردة فعل خالد، وبعد ما حدث لي على الطريق، وتم إزاحة الشاشة الطبية من عيني، وصلت أخيرًا إلى المشفى التي كنت أقبع بها.
تقدمت لي أمي، وهي تحتضني بقلق، أحاطني الجميع، وأسرعوا بإحضار الطبيب الذي وضع لي شاشة أخرى.
كنت ثابتة كالصنم الذي تم بتر أقدامه، لازلت لا أعي ما حدث منذ ليلة وضحاها، كيف تبدل خالد هكذا!
كان بارد المشاعر،متبلد إلى درجة أنني عند رحيله شعرت بالحرارة في فصل الشتاء!
أما عن الصيف فأنا أحترق...
كقبر أجفل منه الموتى، وخشوا سكونه.
تركه الجميع، وسكنه قلبي، فأُصيب بالفزع، وإلى الآن لم يطمئن.
أريد ترميم تلك الشروخ الساكنة في دهاليز قلبي، ولكنها عميقة إلى درجة غير مرئية لي ،لكنها تؤلمني إلى حد الصمت..فحينما يشتد الألم يتناقص الكلام تدريجيًا إلى أن يصل إلى مرحلة الصمت.
ظللت لعدة أيام فاقدة للنطق، كنت حزينة على كل الوجوه القلقة عليّ، لكن ما بيدي شيء لأفعله.
ألتفت الجميع حولي بالمركز الطبي، بعدما استمعوا إلى صوت نحيبي حينما كنت أتذكر ما حدث.
استفقت من ذكرياتي البائسة، واتجهت لكي استلم العين الصناعية الجديدة.
اخذتها، وقمت بالخروج من المركز الطبي، وحينها وقفت وعلامات التعجب صارت تملئ وجهي حينما وجدت يحيى أمامي!..................
كنت قد أشتقت إلى رؤية من تاهت روحي بها، تركت المتحف، واتجهت إلى مكان الجريدة، وقفت كثيرًا كي ألمحها فقط، رأيت ذلك الضابط المسمى بعابد وهو يخرج من مقر الجريدة.
أكملت انتظاري حتى وجدتها تخرج هي أيضًا.
وطأت سيارتي، وقمت بقيادتها وراء سيارة الأجرة التي كانت تستقل بها.
وصلت إلى مكان، فوقفت وانتظرت حتى تقوم بالخروج كي لا تراني.
عندما ذهبت خرجت من سيارتي بحرص شديد، وسرت بهدوء، لكني تجمدت مكاني حينما وجدتها تجلس أمام زياد!
للحظات عقلي كاد يجن، ما الذي يفعله معها؟ وماذا يحيك من الأساس!
انتظرت حتى انتهى لقائهم، وسرت وراءها من جديد، حتى توقفت أمام مركز طبي للعيون.
انتظرتها العديد من الساعات حتى خرجت، وحينها كنت أقف أمام المركز مباشرة، فوجدتها قد رأتني، وعلامات الصدمة تتجلى على وجهها.
طال الصمت بيننا، أردت أن تقول أي شيء؛ لاستمع إلى صوتها.
حتى لو كانت ستسألني ما الذي أفعله هنا، أعلم أن لا وجود لإجابة منطقية تنقذني من ذلك الموقف.
فقد عجزت حروفي على وصف شعوري حينما تلتقي عيني بها، حينما يتحرك الهواء فتغلق عينها، وتقوم بفتحها ثانيًا.
فقدت القدرة على قول أحبك، بلا تفسير منطقي أو تمحيص لموقفي، فقط أحببتك قبل أن أراكِ وبعد رؤيتي إليكِ أصابني الوجد!
تقابلنا في الوقت الخطأ، وكلانا قلبه يتغمد بالحزن، وغبار الأسى يحلق فوق رءوسنا.
شعرت بأن في عينها شيء جديد، شعور جديد داهمها حين رؤيتي، لو كان حب؛ فمرحبًا بقلبك ليسكن بين ضلوعي، ولو كان شيء آخر؛ فمرحبًا بالحزن الذي هو في الأساس ضيفي الثقيل!
قاطع وقوفنا والصمت يلفنا حضور شاب يتجه نحو ليلى، ويتأسف لها لتأخره عنها، وينظر إليّ بتعجب.
استفاقت وكأنها كانت مغيبة مثلي وهي تطلق عليه اسم طارق، وأخذها ورحلا من أمامه، وكأنهما قد تبخرا.
& بقلمي شيماء عثمان
.......................
أنت تقرأ
تائه في عيون عوراء(مكتملة)
Misteri / Thrillerلكني علمت أن قلبي قد أصابه الخواء، وما شهدته في أيامي الماضية أوصد باب السعادة بمفتاح قد تبخر! يبدو أن سهادي سيطول. مادمت حية سأتذكر الألم، أشعر بفرار قلبي من مكانه. ركضت لأتفحص أين هو قلبي، فقابلته هو بوجه يعتريه خواطر الحزن. وبأوراق قد فتحت باب جه...