المنظمة

1.."الموت"

طبق جفنيه بتثاقل وتمالكت منه الثماله فأخذ عقله يغيب و يشرد ويتذكر صرخاته و بكائه و ألامة.
صوت الماضي يعلو و يعلو ليصم أذنه عن كل ما حوله.

فنهض بتثاقل يقف فوق السور الفاصل بين النيل و الطريق، فمن لا يهاب من الموت يفعل ما يشاء.

ماذا لو أصبح فراشه تترنح في الهواء كان يساير عقله الذي جعله يقف هكذا و يجعل الهواء يتخلل لجسدة بكل عنف و قوة.
_ لو سمحت
ممكن تهدى و تنزل.

ولكنه كان في الحالة التي لا تسمح له بمجاره احد يحادثة ليقول وهو مازال على وضعه
_ مش عاوز انزل.

= انت عاوز تنتحر صح؟

سؤالها بديهي داعب عقلة الثمل جعلة يفكر هل هو مقبل على الإنتحار؟
أم أنه فقط يحآد الحياة!
يقف أمامها بشموخة ويقول هذا انا إذا أستطعت خذي حياتي ولكنها تركت حياتة ولم تشأ أخذها.

أكملت الفتاة حديقه
_ انا عارفة أن الحياة صعبة بس مش عشان حياة وحشه تضيع اخرتك كمان،
لو انتحرت دلوقتي هتموت كافر متخيل هتعيش عذاب في الأخره عشان شويه مشاكل في الدنيا فانية
و الله الدنيا ما ليها لزمة من فضلك انزل.

تابعها هو بملل ممزوج بالسخرية فمازال هناك أشخاص يحاولون التهوين على من أمامهم و إعطاءهم طاقه إيجابية، تبدو تلك الفتاة كمراهقه ساذجة.
= فعلا الدنيا ملهاش تلاتين لازمه
و بعدين مين قالك اني عاوز انتحر

_"امال انت واقف هنا ليه؟! "

ابتسم بخفوت وضحك بثماله من اثر ما تعاطى
_مستني... يمكن عاصفة هوا تيجي توقعني و اموت

هاجمته هدى قائلة
= وانت كده مش هتكون ميت كافر يعني
لا انت كدة هيكون زيك زيي ايي واحد مُنتحر ده ربنا بيقول " وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ"
جاي أنت تقف هنا و مستني نسمه هوا توقعك عشان تموت... انت بتتحايل على الخلق ولا الخالق

تملل لزين و زفر بقوة ثم رد
_بقولك ايه كفايه كلام بقا
امشي شوفي طريقك و سبيني في حالي لو سمحتي.

نظرت له بصدمه و ردت
=مش همشي غير لما تنزل
و تستهدى بالله و مضيعش حياتك

_ مش مستنيكي تيجي تقولي مضيعش حياتك هي اصلا ضايعه، انا ضــايــع

تملك منها الغيظ و صاحت به
=انزل وانا هساعدك انا دكتورة و ممكنـ

لم تكمل حديثها حتى وجدته يهاجمها بسخريه لاذعه
_ دكتورة.!
كان لازم يعني انك تقولي انك دكتورة عشان اتأثر بيكي و اسمع كلامك بقا ما انتِ دكتورة نابغه يعني كلية قمة

تعجبت كثيرا من حديثه ذلك فقالت بحدة
= هو انا بقول الكلام وأنت بتكمل بخطط عليه.
ايه كليه قمه دي كمان طب كليه زي ايي كلية على فكره.