بِـخـيْـــر گــلِـمَــة گــبــيْــرة بـالـنِــسـبة لِــيوَ لَــكــِن أضُــنْـ
أنــنِــي أبــلِــي حَــسَـــنــَاً
لــأنْخطى بخطواتٍ متناظمة داخل قاعة المنزل ليجد الاخر جالسا على حاله ليحل الاستغراب عليه فإقترب مردفا بإستفهام للاصغر
( ايدان .... ماذا تفعل هناك لماذا انت جالس على الارض؟) .رفع رأسه ناحية الاكبر ليستند على الاريكة الطويلة ليقف مقابلا الاكبر
( لا شيء .... تعبت فجأة فقط )
نظر له دانيال بقليل من الشرود ليردف
( لقد اصابتك نوبة هذا الصباح ...لم تستطع التنفس و لقد قال الطبيب ان هذه النوبة بسبب الهلع .... هل انت بخير؟) .همهم الاخر و الحزن قد عرف طريقه لوجهه ليردف بصوت خافت
( ابي ...هل ذهب حقا ؟ هو و امي ايما ).اومأ له دانيال ليستوعب سبب جحوظ عيني ايدان ليمد له هاتفه
(خذ)
لم يستوعب ايدان مقصده ليردف باستفهام ( لماذا؟)
( ابي اوصاني ان اتصل به عندما تستيقظ يريد اخبارك بأشياء ولا اعلم ما هيَ ) .اومأ له بالايجاب فأدخل الرقم و قدمه لايدان ليأخذه موجها اياه نحو اذنه منتظرا الطرف الاخر ليجيب
( دانيال بني كيف حالك ؟).
ملء رأتيه بالهواء بإضطراب ليهمس للاخر
( بخير ..... و .. انا ايدان ).ابتسم ادريان في الطرف الاخر ليردف بصوت حاول جعله مبهجاً
(سعيد انك بخير عزيزي هل تشعر بأي تعب ؟)
(قليلا)
تنهد بهدوء ليردف فقد لاحظ تكلم الاخر بصوت متهالك ( اسمع بني لقد سجلتك في المدرسة ..انها جديدة لذلك حاول التأقلم سيأخذك دانيال اليها و سيخبرك كل شيء عنها فكلهم درسوا فيها انها جيدة لذلك حاول ان تجد اصدقاء فيها اتفقنا؟) .همهم بصوت خافت لتتمرد دمعة من عينيه ليستغرب دانيال من الاصغر ليردف ادريان على الهاتف
( صغيري هل انت تبكي ؟ ماذا هناك ؟!)
تردد بإخراج تلك الكلمات التي كانت تطعن قلبه دون رأفة ليأخذ نفسا عميقا بصعودة ليردف بألم
(تركتني ...مرة اخرى ) .صُدم من كلام الاصغر ليردف بصوت متفاجئ
( عزيزي صدقني فعلت هذا لمصلحتك لكي تتقرب من اخوتك )
صمت الاخر لبرهة ليردف
(لا اريد هذا لا اريد اي شيء كل ما اريده هو ان تبقى انت و امي ايما معي لا احتاج اي شيء غير هذا افهمني ابي ارجوك لا اريد ان ابقى وحيدا مرة اخرى ).سكت ادريان قليلا متمعنا في كلام الاصغر ليردف بعد برهة من الزمن
( ستفهم صغيري ستفهم ..... اعطي الهاتف لدانيال اني احتاجه ) .شرد قليلا في كلمات والده ليعطي الهاتف للاكبر بقلة حيلة ليخطو خطواته نحو حديقة المنزل ببطأ فهي المكان الوحيد الذي شعر فيه بالانتماء في كل هذا القصر الواسع
أنت تقرأ
مُـذَكَـرةُ ديـسَمـبِـر
Spiritual﴿حِـيْــنَـمَـا يُـلـاَمُ الـضَـحِـية ﴾ بعد أربعة عشر سنة من الحرمان ... هل تراه ينتشل من الجحيم الذي قيده وتنعم روحه المنهكة بذلك الدفء ؟ أم أنه سيتجرع أضعاف معاناته بعد أن بزغ فجر الأمـل لتنقلب حياته سواداً مرة أخــرى ؟ ...