تَـمَــاماً كَـالــزُجَـاْجِ هـيَ أَرواْحُـنَـا
حَــالَـمَا كُـسِـرتـْ
إسـتَـحَــــــالَ تَــرّمِــيْـمَــــهــــــــا
" د ... دير ...ك "
كانت كلمة متقطعة و لكن فهم الجميع معناها ، أدريان و إيما اللذان يعلمان منذ أول يوم بأفعال ديريك ، جيمس و آلن اللذان قاما بقراءة مذكرة إيدان التي حوت على كل ذكرياته ، آيريس وويليام و كذلك دانيال الذي عرفوا من خلال لحظات إيدان التي قام فيها بتفريغ ما بجعبته لهم .
ألجمت الصدمة لسان ويليام ليحمحم محاولاً تعديل نبرة صوته التي أخذت بالإهتزاز
" إيدان ... أترى ديريك ؟"
أنفاس إيدان إستمرت بالإضطراب ليومأ بالإيجاب بصعوبة فأغمض عينيه فجأة و شهقةٌ صدرت منه و شفتاه إستمرتا بقول 'آسف '
تبادل ويليام النظرات مع جيمس و أدريان بقلق شديد فقرر تهدأته فهذا هو عمله هنا ليمد يده محاولاً جعله يفتح عينيه
"إيدان إفتح عينيك ، هيا لا تقلق "
تطلب الأمر منه ثوانٍ عديدة قبل أن يفتح عيناه و خوفٌ شديد قد سكن روحه فوقعت عيناه في خاصة ويليام
"أنظر إلي يا إيدان ، ديريك ليس هنا أقسم لك ، هو لن يؤذيك مرة أخرى صدقني "
حاول إيدان إرجاع بصره لتلك الزاوية للتأكد أن ما يقوله ويليام صحيح ليمسك ويليام بخديه بكلتا يديه محاولاً جهده أن لا يجعله ينظر لأي مكان غير وجهه" إيدان ! لقد إختفى ذلك ، لم يعد هنالك ديريك هنا هذا خيال ٌ فقط ، هذه الغرفة تحتوي فقط على أشخاص يحبونك ، أنظر ! هاهي آيريس هنا ... تعالي يا آيريس " .
فعلت آيريس ما طلبه منها ويليام و جلست بجانبه في محيط نظر إيدان لينطق إسمها بوهن فور ما سمعها تتكلم
" نعم أخي أنا هنا ، لن أفترق عنك أبداً لذلك لا تخف ، لن يجرؤ أحد على أذيته من جديد " .شرد إيدان في وجه أخته لينظر ويليام لعيني دانيال ليومأ له بالتقدم بعد أن رفع سرير إيدان قليلاً لتكون وضعيته أحسن
"إيدان أنظر ، إنه دانيال ،لقد أتى للإطمئنان عليك "
إبتسم دانيال واضعاً يده على يد إيدان ليقول بنبرة حانية
" إيدان ، ويليام على حق ، فلتثق بنا و لا تقلق مرة أخرى لأنني أقسم هذه المرة أنني حقا لن اترك أي شخص يؤذيك مجدداً " .حالما رأى ويليام أن إيدان قد تقبل دانيال أومأ لإيما بينما آلن إستمر بالإبتعاد لأبعد نقطة ممكنة له خوفاً من رؤية وجه إيدان ، خوفاً من أن يرى إيدان وجهه إن كان صريحاً أكثر ، يتذكر ملامح الرعب التي ترسمت على وجه إيدان عندما ثار عليه و بعد كل ما حدث هو يفضل الموت على أن يتسبب بترسم نفس تلك الملامح على وجه حالك الشعر مرة أخرى .
إيما تقدمت و هي تجاهد عينيها لتحتفضا بمائهما المالح فصنعت إبتسامة قد مزجت بملامح الحزن لتجلس على طرف سرير إيدان فتفاجأت و هي تلمح علامات التفاجؤ ترتسم على وجه إيدان بالرغم من أن علامات التعب قد أخذت القدر الأكبر من وجهه .
أنت تقرأ
مُـذَكَـرةُ ديـسَمـبِـر
Spiritual﴿حِـيْــنَـمَـا يُـلـاَمُ الـضَـحِـية ﴾ بعد أربعة عشر سنة من الحرمان ... هل تراه ينتشل من الجحيم الذي قيده وتنعم روحه المنهكة بذلك الدفء ؟ أم أنه سيتجرع أضعاف معاناته بعد أن بزغ فجر الأمـل لتنقلب حياته سواداً مرة أخــرى ؟ ...