مؤسِفة لحظة الإدراك ، بعد وهم كبير .
.
.
تقفُ أمام القبر بهدوءٍ مزيف ترتدي ثوباً أسود اللون و فوقهُ عباءة و قبعة بذات اللون مع قفازين بسبب برودة الجو ، تحمل بين يديها الديا الصغيرة و تحدق بتابوت شقيقتها و هو يدخل القبر .. لقد دفنت شقيقتها تحت الأرض و تركت خلفها طفلةً صغيرة لتتكفل هي برعايتها .
انتهت مراسم الدفن لتبدأ ايلاريا بتلقي التعازي حتى غادر الجميع و لَم يبقى سواها مع كتالين و زوجها و ادرياس .. و ادونيس .
اقتربت كتالين منها لتحتضنها من كتفها و هي تبكي بصمت
: " ايلاريا أنا متأسفة حقاً لخسارتك و .. و لكن لا تفعلي ذلك بنفسك .. ابكي و اخرجي كل ما في داخلك "
: " أنا أحاول و لكنني لا أستطيع "
: " كتالين " تدخل نوفاك ليشير لها بالقدوم
اقتربت منه ليهمس لها : " لندعها بمفردها "
نظرت كتالين لايلاريا لوهلة قبل أن تومئ لهُ و ابتعدا عن المكان ، وقف ادرياس بجانبها ليقدم التعازي لها
: " جميعنا حزنا على فقدانها و أنا أعدك بأنني سأجد قاتلها و أقدمهُ لكِ لتأخذي بثأرها .. لترقد روحها بسلام "
: " شكراً لك "
مد يديه لها ليأخذ منها الطفلة : " دعيني أخذها إلى القصر الجو باردٌ عليها "
أومأت لهُ و هي تعطيه الطفلة ليأخذها و يغادر المكان . ظلت ايلاريا و ادونيس بمفردها ليهمس لها ادونيس من خلفها
: " لا تكتميها "
بدأت دموعها بالهطول لتسقط على ركبتها و تبدأ بالنواح على الديا ، لم يشأ ادونيس التدخل بل تركها على راحتها حتى تفرغ كل مكنونات قلبها
: " لقد أنجبتي فتاة يا الديا .. أنجبتي فتاة كما كنتِ تحلمين دوماً .. هل تعلمين ؟ لَم أسميها على اسمي كما اردتي بل أسميتها على أسمك لأنها تشبهك .. جميلة مثلك "
اقترب منها ادونيس و انحنى بجانبها ثم أخذ يمسح بكفه على ظهرها : " اهدأي "
التفتت نحوهُ و احتضنته بقوة و هي تبكي أكثر ، بادلها ادونيس و هو يحاوطها بيديه الكبيرتين و يهمس لها بكلماتٍ مهدئة حتى هدأت أنفاسها و ارتخى جسدها ليدرك بأنها قد فقدت الوعي ، حملها بين يديه ليركب العربة و يعود إلى القصر .
أنت تقرأ
خطيئة ايلاريا ( الوجه الأخر للعنفوان ) ✔️
Historical Fictionعِندَما يُصبِحُ الماضِي كابوساً يُطارِدُنا و نَسعَى خَلفَ الأنتِقامِ مِن أجلِ الفَوزِ بِمَعرَكَةٍ لا خاسِرَ فِيها سِوى المُستَقبَل ، صِراعٌ مِن أَجلِ الأنتِقام أَم العَرش ؟ هَل سَتَستَطيعُ تَحَمُّلَ تَكاليفِ انتِقامِكَ ؟ عِندَما تَتَحَوَلُ البَراء...