التاسع

2.1K 131 6
                                    

الحلقة التاسعة
#نار_وهدان
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"  هذا المثل من أشهر الأمثال الشعبية ذات الأهداف النبيلة، حيث ينذر الشخص قبل أن يحاول خداع الأخرين بأنه سيقع في نفس الحفرة التي يحفرها لغيره، وذلك من باب الصد عن القيام بأي عمل مشين.
.............
جلست ياسمين شاردة على فراشها ، تتضارب في رأسها الأفكار وكأنها تصارع أحدهم ، فكل مايشغل بالها منصور ،  تعشقه لأبعد الحدود ولا تريد أن تكون معه في الحرام وإن كانت حياتها تقطر حراما ولكن لا تريد أن تصل لهذا الحد ، لا تريد أن تتلطخ في الطين وتريد أن يكون ولو شيئا واحدا في حياتها بالحلال .

فروادتها الأفكار وتساءلت كيف تجعله يخضع للزواج منها عن طيب خاطر .

فحدثت نفسها ...مش هروح حداه تاني ولا هعبره وهو لو بيحبني صوح هيچي ويسأل عليه وأنا هديله الوش الناشف لغاية ميچول حچي برچبتي .

وآه حاچة كومان .....الغيرة أيوه چرب نار الغيرة على رأي الست لطيفة .

أول ميچي هعمل حالي مش واخدة بالي ، وهكلم حد من الزباين وأضحك وأشوف هيعمل إيه ؟

مهو لزمن أتصرف عشان يتلحلح شوي .

وبالفعل مرت عدة أيام انشغل بها منصور بعمليات عدة منها تهريب مخدرات وبيع آثار ولم يسعفه الوقت الذهاب للقهوة (نادى ليلي صعيدي ههه) التي ترقص بها ياسمين للزبائن .

ورغم انشغاله لكن صورتها لم تبرح عن مخيلته ، متذكرا كلماتها التي تذيب روحه شوقا إليها .

منصور محدثا نفسه .....وحشتيني چوي يا ياسمين ، ومش بعادة يعني أغيب كل ده عن الچهوة ومتچيش تشچري عليه .
إيه موحشتكيش معچول ولا يمكن نستيني؟

لزمن الليلة أسيب كل اللي ورايا وأروح أشبع عيني بطلتها الحلوة .

وعندما تلألأ القمر في السماء ، وقف منصور أمام مرآته يهندم جلبابه الصعيدي ثم وضع الچبة على رأسه  ثم لثم وجهه بالشال كي لا يعرفه أحد ليتوجه بعدها إلى القهوة .

كانت ياسمين ترقص كعادتها للزبائن ولكن عقلها مشغول بمنصور وعينيها تنتظر رؤيتة لتسكن هذا الشوق الذي يجتاجها له .

حتى لمحته من بعيد آتيا إليها ، وعلى الرغم من أنه ملثم الوجه لكنها حفظته عن ظهر قلب ولو وضع على وجهه ألف قناع ، فهي تحفظ شكل خطواته بل تستطيع تمييز  رائحة عطره من بين أكثر من رجل .

ثم ودت أن تسرع إليه لتخبره كم اشتاقت له ولكنها تذكرت  خطتها للإيقاع به ، فالتفتت مولية ظهرها له ثم أطلقت ضحكتها الصاخبة لأحد الزبائن وهي تميل إليه
لتشم رائحته وراءها فيهتز جسدها ثم وجدته قد أمسك بذراعها بقوة لتتألم قائلة وهي تلتفت له...هو فيه إيه عاد ؟

نار وهدان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن