الفصل الثاني

8.4K 211 18
                                    

الحلقة الأولى
#نار_وهدان
.................
بسم الله ونصلي ونسلم على رسول الله 🌹

خُيم ظلام الليل على إحدى قرى نجع الصوامعة بمحافظة سوهاج واحتدم الظلام الدامس مع قسوة الصقيع
وهطول الأمطار التي تغسل الوجوه قبل القلوب .

وتخلل هدوء الليل صرخات بدور التى باغتتها ألالام المخاض فأخذت تصرخ ....ألحجونى يا خلج ، هموت يا ناس خلاص ، حرام عليكم .

فولجت إليها نعيمة خادمة فى دوار العمدة كما يطلقون عليه فى فترة السبعينيات .

وهو بيت توالت عليه العصور ويتوراثه تابع عن تابع لذا هو قديم يتكون من ثلاث طوابق يُزين أغلب حجراته

بنقوش بعدة ألوان مختلفة وكذلك تلك  النقوش  على نوافذ الشرفات .

وكان الطابق الأخير مخصص للعمدة سالم الصوامعى  وزوجته نچية بنت عمه ( زهران الصوامعى ) وبناته الثلاث ( زهرة و زينة وزينب ) .

وسالم الصوامعى ( العمدة )  رجل فى بداية الاربعينيات طويل القامة  ، ذو جسد ممتلىء ، خمري اللون يهابه
الجميع لسلطته ونفوذه وعلى الرغم من ذلك تراه مثل الحمل الوديع بين يديزوجته وحبيبته ( نچية ) التي تستغل دوما
حبه لها فتفرض سيطرتها عليه وعلى كل من فى البيت .
فلسانها لاذع وقلبها أسود قاسٍ، لا تشفع لأحد قط .
لذا يكرهها الجميع ولكن أمامها يمتثلون طاعة لها خوفا من بطشها .

وقفت نعيمة خادمة نچية وكاتمة أسرارها أمام بدور واضعة كلتا  يديها على خصرها .
وبنظرة تهكم ونبرة حادة .......في إيه يا غراب البين أنتِ ؟
هتصرخي ليه إكده وسط الليلالى ؟
أكتمى كتك حش وسطك يا بعيدة .

خلينا نعرف ننام في ليلتك المجندلة دي.

تأوهت بدور ألما من المخاض قائلة بتعب جَلى على وجهها ...حرام عليكِ يا نعيمة ، ده أنا هروح فيها وأنتِ السبب
في ده كله ، عشمتيني بالنعيم أتاريكِ رمتيني في جهنم ، حسبي الله ونعم الوكيل .

نعيمة ببرود .....ما أنتِ مصونتيش النعمة وكنت عايزة تعملي فيها صاحبة الدار ، ونسيتي نفسك يا بت أنتِ مين وبنت مين ؟
وتابعت نعيمة إهانتها بقولها ،،
أنتِ بت إسماعيل حارس المواشي وكنتِ انتِ هتشيلي بيدك الجَـلّة  من تحتيهم ( فضلات البهائم ) .

تقوس ظهر  بدور من شدة تفاقم الألم عليها فأمسكت ببطنها مردفة .....يارتني كنت فضلت إكده بدل العذاب
اللي شوفته عنديكم ده .

ثم إزدادت صرخاتها حتى زلزلت البيت كُلِه  ووصل عند مسامع  سالم ونچية ففزعوا من النوم على صوتها .
سالم فزعا....إيه ؟ هو فيه إيه ؟

مين هيصرخ إكده في نص الليالي؟

ثم قام سريعا  من فراشه ليضع جلبابه على جسده وعندما اقترب من الباب صاحت به نچية ...على وين العزم إن شاء الله ؟

نار وهدان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن