كَعكةٌ بالسُكّر~3

69 14 46
                                    

- آيرين

بَعدَ يَومين وأثناء ذَهابي لِكافِيتِريا المَشفى كَما المُعتاد؛ شَعَرتُ بِشَخصً ما يُراقِبُني، لا بُدَّ أنّه هو؛ لكِن ما الّذي يَجري؟
أدَرتُ وَجهِي، فأشاحَ بِنَظَرِه.
هوَ يَعلَمُ أني رَأيتُه.

الآن إن كانَ لديهِ ذرَّةُ عقلٍ، فَسَيَتَصَرّفُ وكأنّه لَم يرَني.

وها هو يَتَقَدَم نَحوي، أَظُنّهُ إستَسلَم لِغبائِه.

ما إن وَصَل نَظَرتُ لَه من أعلى لِأسفل بِإستنكار، ونطقت -لا أعلمُ حقًا أنّى لي هذه الجُرأة-:
«لَيسَ سَيئًا.».

«عُذرًا؟».
تكلَّمَ ومن نبرتهِ علمتُ أنّي قد بالغت.

«لا شيء كُنتُ أُكَلِّمُني.».

«حَسَنًا، سأتَصَرَفُ وَكَأنّهُ شَيٌ طَبيعي.».
ردَّ وهو يُقهقِه بهدوءٍ وكأني قد ألقيتُ نُكتةً ما!
أنا سعيدةٌ لأنّه يبدو في مزاجٍ جيد وليسَ غاضبًا كأولِ مرةٍ إلتقينا.

«بِما أنّكَ أتيت، هَل يُمكِنُني أن أسألَكَ سؤالًا سَيد سيهون؟».
أردفتُ بعدَ أن جلسنا على أقربِ طاولةٍ رأيناها.
أو بالأحرى رآها هو، فأنا فقط تبعتُهُ وحسب.

«إذًا لِمَ كُنتَ تُراقِبُني قَبلَ قَليل؟».
إستهلَلتُ الحديثَ وأنا أُعيدُ خُصلاتِ شعري للخلف بتكَبُّرٍ.

«لِمَ تَتبعيني؟».
أجابَ عن سؤالي بسؤوالٍ آخر.
فَتجاهلتُه كما فعل.


«حَسَنًا أنتَ مَن تَبِعَني ولكن لا بأس أظُنُّ لا مَفَر مِن هذا؛ فأنا شَخصٌ مَشهورٌ هُنا كَما أنّ والِدي مُديرُ هذا المَشفى، دَعنا لا نَنسى جَمالي الّذي لا يُقاوَم، إذًا لا عَيبَ بِكَونِكَ فُضولِيًا قَليلًا.».

ظلَّ يَرمِشُ بعينيهِ مُستَهزِئًا.

«أنتَ لا تَستَطيعُ أن تَنكُر أيًّا مِما قُلتُه!».
مازَحتُهُ بضربةٍ على الكَتِف

«كلا بِالطَبع، لَقَد إتَّفَقنا أنني شَخصٌ فَظٌّ ولكّني لَستُ عَديمَ الذَوق.».
أنا أكادُ أقسمُ أنّهُ يتعامَل معي كطفلٍ في الثانية، أظُنُّ ذلِكَ سببَ لُطفِهِ اليوم.

«أنتَ تَستَطيغُ قَولَ كَلامٍ لَطيف، نُقطةٌ لَك!».
قُلتُ بِمرحٍ وإبتسامَةٍ مُتكلِّفة أنا أعلَمُ أن هذه ليست النهاية؛ هُناكَ دائمًا مغزىً أو إهانةً بعد جُملٍ كهذه!

«إذًا يا آنسة -أنا أملكُ جمالَ العالم- أيمكنني كَسبُ النُقاطِ بتملُّقكِ قليلًا وحسب؟».
وكَما توقعت هو لم يسمَح لي بِالإبتهاجِ قليلًا لِما قال~

بِلا نَبـضٍ ||  ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن