حُجَج~6

84 14 91
                                    

- آيرين

بَعدَ كُلِّ تِلكَ الفَوضى، ذَهَبتُ إلى مَنزِلِ الجَدَةِ في اليَومِ التالي، أجَل لَيسَت أولَ مَرَةٍ يَحصُلُ فيها شَيءٌ كَهذا، لَقَد كانَت نِهايَةً مُتَوَقَعة.

عِندَ عودتي ذهبت بي قدماي إلى غرفتهِ بلا سبب.
وَجَدتُ شَخصًا آخر يخرج منها، فَإنتَظَرتُ إبتِعادَهُ حَتى طَرَقتُ الباب، لَقد كانَ يُشبِهُهُ جِدًا، جِدًا..
أوَلا يبدو أصغَرَ سِنًا؟

ما إن أذَنَ لي بالدُخول، حَتى دَلفتُ فَإستهللت بإعتِذاراتي، فلم أجد شيئًا آخر لقوله.

«سيهون، أنا آسِفَةٌ حَقًا عمّا حَصل، لَقَد تَصَرفتُ بِحَماقة، وأيضًا لا تَلم أخي بالذات، هوَ لَم يَقصِد أن يَكونَ فَظًا، هوَ فَقَط كانَ قَلِقًا؛ فَأنا من تَماد‌ت بِتَصُرفاتها الطُفولية!».
تَكَلَّمتُ بِسُرعَةٍ ولَم أُعطِهِ مَجالًا لِلرَد
حتى قَطَع سِلسَلة أفكاري مَنظَرُ يَدِهِ الّتي أصبَحَت أسوء، كانَت مَلفوفَةً بِشاشٍ فقط سابِقًا، والآن هيَ مُجَبَّرة بالكامِل، ما الّذي حَصَل بِحَقِ الجَحيم؟!

خَرَجت شَهقَةٌ فَوَضعتُ يَدي عَلى فاهي، مُحاوِلَةً إمساكَها.
«ما الَّذي...».

«الأمرُ لَيسَ كَما تَظُنين!».

«إذًا ماذا؟!» صَرَختُ بِإمتِعاضٍ، رُغمَ أنّ كَلامَهُ لم يَبدو لي كَذِبًا.

«إذًا لَقَد حَزَرتُ ما كُنتِ تُفَكِرينَ بِهِ بِشِكلٍ صَحيح؟! حَسَنًا، أنا لا ألومُكِ ولكن..».
توقف، تنهد ثم تكلَّم، أظُنني إعتدتُ على هذا، حتى وهو يتنهد يبدو لطيفًا! لا، لحظة، هُناكَ خطبٌ في عيني، هوَ ما زال مُخيفًا.
«لا يهُم، هذا لأنّي سَقَطتُ مِنَ السُلَّمِ لا غَير.».

أصبَحَت الأجواءُ مُوَتِّرَّةً، وما زادّها تَوَتُرًا دُخولُ ذلِكَ الفَتى.
عِندَما لَمَحَني بَدأ يَنظُرُ لي تارَةً وَتارَةً أُخرى لِسيهون، نَظَراتُهُ المَصدومَةُ وَعَينيه الَّتي كادَت أن تَخرُجَ مِن مَكانِها؛ ثُمَّ إبتَسَمَ إبتِسامَةً وَصَلَت لأذنيه، بَعدَ أن حَلَل المُعطَيات كَيفَما أراد، وها أنا ذا يَكادُ يُغمى عَليَّ مِنَ التَوَتُر!

«ما هذهِ الإبتِسامَة؟!».
قالَ وهوَ يَرفَعُ حاجِبَيهِ مُتَعَجِبًا، أحقًا لَم يَفهَم؟!

«لا شَيء، أنا ذاهِبٌ وَداعًا.».
لَوَّحَ الواقِفُ بِإحدى يَديه بَعدَ أن غَمَزَ، وَهَبَّ خارِجًا، أمسَكتُ قَميصَهُ مُستَوقِفَةً إياه.

«يَبدو أنّكَ أسأتَ فهم شَيءٌ ما؛ لَقَد كُنتُ أنوي الخُروج‌َ الآن؛ فَقَد إطمَأنَنت عَلى السَيّد سيهون وسأذهَب الآن.».

بِلا نَبـضٍ ||  ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن