نُزهَة~4

59 15 88
                                    

- آيرين


لقد قطعنا جُزءًا لا بأسَ بِهِ من الطريقِ ولكِن ما زالت الأجواءُ هادِئةً، وهذا أمرٌ لا يَسَعُني سِوى أن أكرَهَه.
هوَ الآخَرُ يتَظاهَرُ بِالثباتِ رُغمَ شُعورِهِ بالغرابَة؛ أنا يُمكِنِنُي الشعورُ بِذلِكَ من نظراتِه.

«بالمُناسَبَة إلى أينَ نَذهَب؟».

وها قد تَزَعزَع الجَبَلُ الصامد!

«هنالِكَ مقهٍى لَطيف، ومالِكُهُ يُعِدُ قهوة لذيذة جدًّا، أراهِنُكَ أنّها ستُعجِبُك!».

هَمهَم وكأنه يسايرني وحسب.
«ألا بأس بخروجك هكذا؟ أنتِ لم تخبري أحدًا.».

وصلنا زقاقًا فارغًا، كانَت تنسدلُ في أرجائِهِ أوعيةُ النباتات التّي يُربيها مالكوا الشُقَقِ في الأعلى، أذكُرُ أن الأمرَ بدَأ من شقةٍ واحدة ولكنَّ سرعان ما قلدَها الآخرون؛ فأصبحَ منظرًا لا يُعلى عليهِ بالنسبةِ لي.
المكانُ هادِئٌ وكأنه في عالمٍ آخر، حيثُ لا يسمع سوى صوتِ خُطانا.

«لا بأس سيُخبرهم رجل الإستعلامات.».

خرج رجل من المتجر في آخر الزقاق ليقلِبَ اللافتةَ الموجودة على البابِ، إنه السيد هيون، وقد حان وقتُ إغلاقِ المتجر؛ لكن بما أنني زبونةٌ دائمَة فلا بأس ببعض التأخير، أليسَ كذلك؟

«أنا أشم رائحة مؤامرة.».
عليَّ أن أعترفَ أنهُ جيدٌ في هذا.

«أنتَ تُهَلوسُ وحسب.».
رددت بإمتسامَةٍ توحي بِعكسِ ما قُلت فردَ بِصُراخٍ مكتومٍ خوفًا من أن يُسمَع:

«سَتَقَعينَ في المشاكِلِ إن كنتِ تُخططينَ لشيءٍ أحمق!».

أنا لا أعلَمُ إنت كنت جبانةً جِدًّا أم هو الّذي بدا جادًا ومخيفًا في كلامِهِ؟!

هرعتُ أجري لِأحتمي خلفَ الرجُلِ العجوزِ عابِسَةً ببراءَةٍ لعلَّ الأمر يُجدي ويرأفُ بي من نظراتِهِ الساخطة.

أما هو فصفعَ على جبينِهِ يُبدي ندَمَهُ، وأنا حقًا شاكِرة لِكونِهِ إكتَفى بِذلك فقط.
أحيانًا أُفكِّرُ ماذا سيحصُلُ لو كنتُ قد ورطتُ نفسي مع الشخصِ الخَطَأ؟

خطوتُ نحو الداخِلِ بعدَ أن أُذِنَ لي ولكنَّهُ لم يُحرِّك ساكنًا كانَ يتأمَلُ لافتَةَ المقهى بِصمت، فنطقتُ بِإرتباكٍ كي لا يَصرُخَ في وجهي مُجددًا:
«ألَن تأتي؟».

همهم بِهدوءٍ وثمَّ تَبِعني فجلَسنا سويةً قربَ النافِذة، ولَم يصبِر ثوانٍ حتى تكلَّم:
«إعترفي.».

بِلا نَبـضٍ ||  ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن