فُتُور~9

36 6 42
                                    

-𝙬𝙝𝙮 𝙮𝙤𝙪'𝙧𝙚 𝙣𝙤𝙩 𝙝𝙚𝙧𝙚 𝙬𝙞𝙩𝙝 𝙢𝙚-

- sehun pov:

مرَّ أسبوعٌ وأنا لَم أذهب، لَم أُحرّك ساكِنًا، لَم أتصل حتّى.

-أردتُ أن أزورَكِ، ولكِن..-
ليتني أستطيعُ التحجُجَ بأيِّ شيءٍ، لكن لا سبب مُقنع لدَي، أنا فقط ترددت.

ولعلَّ الأمرُ في النهايةِ لَهُ عِلاقَةٌ بِخَوفي مِنَ التَّعلُقِ بِها.
هوَ خَوفٌ في غَيرِ مَحلِّه ولكِنّهُ ما زالَ يُسيطِرُ عليّ؛ فقلبيَ قَد تَعلَّقَ بِها مُسبَقًا مِن دونٍ إذنٍ، غيرَ آبِهٍ بالعواقب!

أنا لا أعلَمُ ماذا تعتبرني، وإن كانت تَهتّمُ لأمري حتى!

خوفيَ مِن الرَفضِ، والفُقدانِ، والفَشل؛ كُلُّ هذا أدّى لِما أنا عليهِ الآن؛ فحتّى لو كانت تَهتّم؛ فلا بُدَّ أنّها تكرَهُني الآن لقد فاتَ أوانُ الندم.

أنا كُنتُ قد تخلَّيتُ عن الجميعِ برغبتي، ففي مَرحلَةٍ ما شَعرتُ أنّي في المكانِ الخَاطئ، وأدركتُ أني بنيتُ عالَمي بِمشاعِرَ زائِفة، وأشخاصَ أكرَهُه كُلَّ ما فيهُم هُم مَن أحاطوني؛ الأشخاصُ الخَطأ.

وعدتُ ألّا أُكررَ فعلتي وأني لَن أَدَعَ أيًّا كانَ يدخُلُ حياتي، فإنتهى بي المطافُ وحيدًا مُنعَزِلًا خاليًا مِن أيِّ حَياة؛ كَمن لا مكانَ لَه.

قررتُ أني سأُنهي كُلَّ شيءٍ بيديَ ما إن يَستطيعَ أخي الإعتمادَ على نَفسِه، فحاوَلتُ ولكِن حتى هُنا قد فَشِلت!

عاهدتُ أنّي سأعيدُ الكَرَّةَ ما إن أخرُجَ مِنَ المشفى وها أنا ذا أُفكّر بِها متناسيًا كُلَّ وعودي!

هيَ؟! أعبِثت بي أفكارُها؟!

أكُلُّ هذا بسبب فتاةٍ في الثانوية؟
فتاةٌ تَقِفُ مُبتَسِمَةً على حافَةٍ الهاوية!

_

قاطَع ضجيجَ دواخِلي صوتُ جَرسِ البابِ الذي يَستَغيثُ طالِبًا الرَحمة.
خرجتُ لِأفتَحهُ وكانَ أخي؛ وَمَن غيرُه قد يَجرُأ على هَرجِ هدوئيَ كالمَجانين؟

بعدَ أن خَرجتُ مِن المَشفى أصبَح يأتي لِزيارَتي كُلَّ يومٍ لِيطمأن؛ الأمرُ مُزعِجٌ لكنّي بَدأتُ آلفُ الوَضعَ الحالي.

هوَ يأتي ويسألُني السؤالَ المعتاد:

«مَتى سَتذهَب إليها؟ أنا أتوقُ لِرؤيَتِها؛ فكيفَ لكَ ألّا تَفعل؟!».

«لا دَخلَ لك.».
ومنّي الرَّدُ الهادِئُ المُعتاد.

عُدتُ بتململٍ لِمَكاني على الأريكَةِ لِأُنهيَ كوبَ القَهوَةِ الذي بَدأتُه، أما هو فَسمحَ لِنفسِهِ بالذهابِ لِتفتيشِ الثلاجَةِ وعادَ خائبًا بعدَ أن وجدها شُبهَ فارِغة.

بِلا نَبـضٍ ||  ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن