بِلا نَبـضٍ || ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇ

شَمسٌ أم قَمَر؟ ~7

𝙒𝙖𝙩𝙘𝙝𝙞𝙣𝙜 𝙩𝙝𝙚 𝙢𝙤𝙤𝙣, 𝙞 𝙛𝙚𝙚𝙡 𝙞𝙩'𝙨 𝙥𝙖𝙞𝙣, 𝙄𝙙𝙮𝙡𝙡𝙞𝙘 𝙗𝙪𝙩 𝙘𝙤𝙡𝙙 𝙞𝙣𝙨𝙞𝙙𝙚-

إستيقَظتُ مِنَ النَومِ كَمَن إستَيقَظَ مِن كابوسٍ، ولكِن لا أذكُر، وَلا أعلَم إن كانَ كاَبوسًا حَتّى.

فَجأةَ شَعَرتُ أنّي أُريدُ لِرؤيَتِه؛ أشعُرُ أنَّ لَدَيَّ الكَثيرَ لِقَولِه.
لَكِن لِنَكُن واقعيين؛ الوَقتَ مُتأخِرٌ جِدًّا.

ذَهبت إلى الحَديقَةِ كَما إعتَدتُ أن أفعَلَ في اللَّيالي الّتي لا يُجافيني بِها نَوم.

الصَمتُ قاتِلٌ في مُنتَصَفُ اللّيلِ ولا أحَدَ يَجرُؤ عَلى الخُروجِ في هذا الجَو؛ فجَميعُم بالكادِ يَتَنفسون، ومُنذُ أيّامٍ أعلَنَ الشِتاءُ قُدومَهُ بِشَكلٍ رَسمي، جالِبًا مَعَهُ ثلوجَهُ بِحُلوِها وَمُرِّها.

فأصبَح المَكانُ مُتَّشِحًا بِبَياضٍ خَفيف، دُمِجَ بِخَضارِ الشُجيرات؛ وغيومٌ غَطّت بَعضًا مِنَ السَماء، مُخفِيَةً النُجومَ في غَياهِبِها.

برأيي المتواضِعِ أن هذهِ أجواءٌ مِثالية!

سيكون لَطيفًا لَو أستَطيع أخذَ غَفوَةٍ ها هُنا وعَلى الأرضِ البيضَاء؛ لكِن سَيُسَبِبُ ذلكَ إعلانَ مَماتي غَدًا وفي الصَباحِ الباكِر؛ فَحتّى ما أرتَديه مِن مِعطَفٍ وَعَشرِ طَبقاتٍ لَن يَكفي.

بَعدَ أن إبتَعدتُ عَنِ المَدخَلِ قَليلًا لَمَحتُ ظِلًا عَلى المَقعَدِ الأخير في الزاوية، إنّهُ هوَ؛ بِشَحمِهِ ولَحمِه.

عاقِدًا قَدَميهِ، مُمسِكًا بِكِتابٍ بَينَ يديه؛ لَم أكُن أعلَم أنّي مَحظوظَةّ لِهذهِ الدَرَجة.

إستَدارَ نَحوي وَحدّقَ لِثوانٍ؛ ثُمَّ عادَ إلى وَضعيتِهِ السابقة؛ فذَهبتُ لِأجلِس حيثُ يَجلِسُ، مُربِكَةً هُدوءَهُ وراحَتَه، فلَيسَ لَديَ شَيءٌ آخر لِأفعَلَه.

أخذتُ أتأمَّلُ مَلامِحَهُ الّتي لا أملُّ مِنها، ثمّ أخذتُ أنظُرُ لَيديه.
تِلكَ الهالَةُ السَوداوِيَةُ التّي تُحيطُ بِهِ؛ هي حَقًا لا تَتناسَبُ مَعَ ما رُسُمَ عَلى جَبيرَتِه..

لَم أستَطِع مَنعَ نَفسي مٌنَ الضَحِكِ، فَإنتَبَهَ أينَ أُحَدِّق.

«تُحفَةٌ فَنيَّةٌ ألَيسَ كَذلِك!».
صَرَخ والغَضَبُ بادٍ عَلى مَحياه، لَستُ بِمُتَفاجِئة، ولا ألومُه؛ فرَسميَ حَقًا مُعاق.
لا أحَد يَوَّد أن يَكونَ مكانَه.

«أنا آسِفَةٌ، ولكِن تِلكَ كانَت أوَّلَ مَرَّةٍ أرى جَبيرَةً حَقيقيّة؛ فأردتُ أن أفعَلَ كَما في الأفلام!».
أجَبتُ بِنَدَمٍ مُصطَنَع.
وهوَ أخَذَ يُحَدِّقُ بِحِدَةٍ عاقِدًا حاجِبَيه؛ فأضفتُ بِإنزِعاج. «لا تَتَذمَّر؛ فَلَم يَتبَقى سِوى أسبوعٍ فَقط!».