تَراكُمْ~1

245 23 48
                                    

- سيهون

يومٌ آخر ها قَد بَدأ.
إنّهُ لَيسَ سِوى يَومٍ آخر، كالعادة...

أنا لا أَملِكُ سَبَبًا لاُكمِلَه، لَمْ أملِكْ يَومًا سَبَبًَا، ولا أُريدُ أن أملُكَ سَبَبًا.

لَقَد تَعِبت!

فَالعَيشُ وَحدَهُ يُثقِلُ كاهِلي!
النِفاق، والكَذِبْ، وتِلكَ القُيودْ الحَديديَة التي تُسَمى التَقاليد؛ كُلّها تَجعَلُني أَختَنِقْ!

كُلُّ ذلِكَ الكَلامْ عَن الحُريّة وَهُم يُقَيّدونَ بَعضَهُم البَعضْ، بِكَلامِهِم المَعسول يَطِيرونَ بِكَ فَوقَ الغُيوم إن أرادوا؛ وإن لَم تُعجِبهُم سَيَدوسونَ رأسَكَ بأقدامِهُم مِن دونِ تَرَدُد.

البَشَرُ مُقرِفونَ وَجدًا!

_

أستَيقِظُ وإذا أَجِدُ نَفسِي في المَشفى وَذاكِرَتي مُشَوشةٌ بَعضَ الشيء.

أصدَرتُ ضجَّةً خفيفة، فإنتَبَهَ على وجودي مَن كانَ يقفُ فوقَ رأسي وهو يُمسِكُ أوراقَه.

«ما الذي حَصَلَ لي؟».
إستفهمتُ وصوتيَ مبحوحٌ يَخرُجُ بصعوبة، كأنَّ شخصًا ما يُمسِكُ حُنجرتي وبقوة.

«سيّد سيهون، ألا تَذكُر؟ لَقَد حاولتَ الإنتحار
و جارَتُكَ السيدة هيونجي هيَ مَن أتَت بك إلى المَشفى؛ ولكِن..».
شرَح الوضعَ بأقلِّ تفاصيلٍ ممكِنَة، وقالَ آخِرَ كَلماتِهِ بتردد؛ فأومأتُ لهُ مطالِبًا بِشرحٍ أكثَر، ففعل.

«لَقَد تعرضتُما لِحادثِ سير في طَرِيقكُما إلى المَشفى.
هيَ سَتَكون بِخَير، أما أنت فَسَتَحتاجُ إلى وَقتٍ طَويلٍ لتتعافى؛ فبالإضافةِ إلى..».

«شكرًا، لا داعيَ لأن تُكمِل.»
قاطَعتُهُ ببرودٍ، فأنا أعلَمُ عواقِبَ أفعالي، وقد كُنتُ مُستَعِدًا لِلأسوأ.

تَباً لِتِلكَ الجارةِ الحَمقاء، لِمَ التَدخُلُ في شؤون الغير؟
الآن ستسبب المشاكِل، وأحصُل على زيارَةٍ لطيفةٍ مِن أخي الألطف!
أنا لا أُريدُ مُحاضَرَةً عمّا يَجِبُ عَلَيّ فِعلُه وأشياءَ أُخرى كالتَفاؤل!

دخلَ صارِخًا بإسمي غيرَ آبِهِ بكونِهِ إقتَحمَ مساحَتي الخاصّة بهَمَجية تامّة:
«سيهون!».

«ما الّذي جاءَ بِكَ إلى هُنا؟».
رفعتُ حاجِبيَ أطالِبُه بتفسير مُقنِع، رغم أني أعلَمُ الإجابة. فقط، إغاظَتُه ستُعطِي نكهَةً أفضل.

«ما الّذي تَعنيه؟!
لَقَد حاوَلتَ الإنتِحار! ألا تَظُنُ أنَّ إستدعاءَ أحد مِن أقارِبِكَ أمرٌ مُسَلَمٌ بِه؟ وأيضَاً..».
توقف عن الكلام لِيأخُذَ نَفسًا، فأردَف:

بِلا نَبـضٍ ||  ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن