هَيام~8

72 12 20
                                    

-𝙮𝙤𝙪 𝙨𝙝𝙤𝙪𝙡𝙙 𝙠𝙣𝙤𝙬, 𝙞𝙩 𝙜𝙤𝙣𝙣𝙖 𝙗𝙚 𝙨𝙤 𝙝𝙖𝙧𝙙 𝙛𝙤𝙧 𝙮𝙤𝙪 𝙩𝙤 𝙡𝙚𝙩 𝙢𝙚 𝙜𝙤-

مَرّت الأيّام وحانَ وقتُ إنتِزاعِ تِلكَ الجَبيرَة.
صَدِّقوني لَيسَ في العالَمِ مَن هو أسعَدُ مِنّي؛ سأُعتَقُ مِن نَظَراتِه الطاعِنةِ وتَذَمُرِهِ المُستَمِر!

لكِن كانَ هُنالِكَ ما تَجنبتُ التفكير بِه لِمُدَة.
أن ذلِكَ قد يعني ذهابُه.

هو سيزورُني مِن فَترَةٍ لِأُخرى، ألَيسَ كَذلِك؟

بالطَبعِ سَيَفعَل!

تخلَّصتُ مِن الشُحناتِ السلبيَّةِ الّتي أحاطتني وذهبتُ لِمقصدي.

عِندما وَصلتُ وَجدتُ شَقيقُهُ الَّذي أحضَر مَعَه مِدفَع الوَرق وأخذَ يُطلِقُ هُنا وهُناك فورَ دخولي؛ مِمّا جَعَلَ الآخرَ يَستَشيطُ غَضبًا؛ فَقد أصبَحَ المَكانُ مَليئًا بِقصّاصاتِ الوَرَق.

شَرعنا بالضَحِكِ على مَنظَرِهِ؛ فَقَد كادَت إحداها تَدخُلُ فَمَه؛ فإنضَمَّ لنا بِدَورِهِ، ولِأولِ مَرَّةٍ أرى ضِحكَتَهُ تَعلو!

لَم تَكُن بِذلِك العلو؛ ولكِن هُنالِكَ تَحَسُّنٌ واضِح!

«عليكَ التَوَقُفُ عَنِ التَمارُض، فحتى الأرانِبُ عَلى يَديكَ قد إختَفتْ.».
رَمَقتُه بِنظرَةٍ لَعوبَة؛ فَكِلانا يَعلَم أن مَوعِدَ خُروجِه أُخِّرَ بِسَبَبِ حُجَجِه وإصرارِهِ عَلى البَقاء.
حَسبَ ما قالَهُ أنَّ الخُروجَ بِمَنظَرِهِ ذاك مُخزٍ وَبِشِدَّة.

لكِن طبيبُه النفسيُ كانَ لهُ رأيٌ آخر، إذ كان يتّهمُه بالإدعاءِ لأجلِ التعويضات وأخذِ فترَةِ إستجمامٍ في المشفى!
بحقِ الجحيمِ مَن قد يودُ البقاءَ في هذا الجحيم؟!

«أجَل هي مُحِقَةٌ؛ لَيسَ لَديكَ حُجَّةٌ الآن!
إلّا إن كانَ لَديكَ سَبَبٌ آخَر؟!».
تَكَلَّمَ هيون بِصَخبٍ كعادَتِهِ، بَينَما يَتَكِأُ على الكُرسيِّ يَهُزُّه، وأخَذَ يَغمِزُ لِلآخر، مَرَّةً، ومرَّتين، وثلاثًا، حَتَّى شَعَرَ بِوِسادَةٍ تَهُزُ كَيانَه؛ فتُفقِدُهُ تَوازُنَه كَي يَقَع أرضًا.

بَينَما تَحوَّل خَدّاي لِلَّونِ الأحمَر.

مَهلًا..
لِمَ بِحَقِ الجَحيمِ ظَننتُهُ يَقصِدُني؟!

صَفَعتُ ذاتي -ذهنيًا- وَمَدَدتُ يدي كَي أنتَشِلَ المُلقى عَلى الأرضِ، فَقد أطالَ البَقاء؛ حَتّى ظَننا أنَّهُ أُصيبَ بِمكروه ما.

«تَوَقف عَن المُزاحِ الثَقيل يا سيهون!
لا أوَّدُ أن أكونَ شاهِدَةً عَلى جَريمَةِ قَتل؛ ولا أوَّد تَمضِية آخِر أيّامِ حَياتي في غُرفَةِ الإستِجواب!».
أفسَدتُ الأجواءَ بِحَماقَتي؛ فالعُبوسُ بَدا واضِحًا على وَجهِ الإثنين، وإن حاوَلا إخفاءَ ذلِكَ بضِحكَةٍ باهِتة.

بِلا نَبـضٍ ||  ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن