ليسَ عليكِ أن تنطَفِئي يا شمسي.
ها أنا أُهديكِ قلبي فقط لكي أُشعِلَكِ فلا حقَّ لكِ بالإنطفاء، أنا أتصرفُ بأنانيةٍ؟ نعم؛ فاعذريني لعدم إمتلاكي طريقةً أُخرى.
وإيّاكِ أن تفكري بأنّي بعيد، فأنا في قمةِ السعادةِ الآنَ لعلمي أنّي الأقرب لك؛ لن يستطيعَ أحدٌ أن يدخُلَ قلبكِ بعمقٍ كعمقي وتأصلي فيه؛ أوليسَ كذلك؟وليسَ عليكِ أن تشغلي بالَكِ بعجوزٍ مثلي، فأنا قد إنتهت حياتي مُذ قررتُ إنهائها أولَ مرة ولم يكن لديَّ سببٌ لِلعيشِ حتى عَرَفتُكِ فتخيلي معي حياتيَ بعدَ ذهابك؛ وأيا بُؤسًا لن أستطيعَ تَحَمُلَه!
لكني متأكد أنّك تستطيعين، تستطعين النهوض وإن سقطتي مجددًا ومجددًا.لقد قُلتِ بنفسكِ سابقًا أنَّكٌ لم تجربي الكثير من الأشياءِ، عليكُ الآن تجربتها ما دامت الفرصة قد اتتكِ.
وداعًا يا شمسَيَ الساطعة، ولا تجعلي من وداعِنا نقطةَ وقوف فَوداعُنا ليسَ بنهاية الحِكاية.
___
إستَيقَظَت ورتَّبَت هِندامها، نظَرت في المِرآةِ وثمَّ إلى الرسالةِ المُعَلَّقَةِ بِقُربِها، فإبتسمت؛ إنّها ذاتُ الرسالةِ التي ذرفت من الدموع ما ذرفت عند قرائتها ولمرّاتٍ لا تحصى لكن هي لم تَعُد تستطيعُ فِعلَ ذلك في مرحلةٍ ما، فكلما نظرت إليها ظهرت هيئَتُهُ أمامها فأصبحت تبتسِمُ تلقائيًا؛ وكأنها تبتسم في وجهه.جلسَت على الطاولةِ حيثُ أُعِدَّ الفطور بِحُبًّ وإبتسامة، بجانبِها كُلُّ من أبيها وشقيقها، ووالِدتها تَضَعُ اللمساتِ الأخيرة على تلكَ الطاولةِ السعيدة.
مرّت سنةٌ وقد حل الشتاءُ مجددًا
صَباحٌ مليئٌ بالإبتساماتِ، واليومُ بالأخصِ يومٌ مميزٌ؛ إنَّهُ اليومُ الأولُ لآيرين في جامعتها.لقد قُبِلت في أفضلِ جامعةٍ في البلاد، وفي القسم الّذي جذبها أكثر من أي شي -الطِبُ النفسي- لقد إختارتهُ وهي تنوي أن تكونَ نقطةَ تغييرٍ في حياةِ أحدهم، ليسَ جسديًا ولكن نفسيًا تشفي جراحًا لا تُرى.
لقد كانَ حُلمًا ورديًا زُرِعَ فيها منذُ الطفولة؛ منذُ أن قابلت طبيبتها الّتي ساعدتها في تجاوز وفهم وضعها بِطريقةٍ أقلَّ إيلامًا من أي أحد، فنما هذا الحلمُ معَ لقائها بِسيهون؛ وسُقِيَ بِقلبِه.
«لا تقلقي آيرين، ستكونين رائعةً بالتأكيد، فقط لا تدعي التوتر يسيطر عليكِ!».
تكلَّمَ شقيقها بِإبتسامةٍ وهو يحاول طمئَنتها ولكن يبدو أنَّهُ فعلَ العكس فردَّت هي بِفَزع:
«رائعةٌ بماذا؟ وأيضًا من قالَ أني متوترة؟ هل أبدو كذلك؟».«ليسَ سابقًا ولكن الآن أجل.».
ردّ ممازحًا إياها ولكن لم يتلقى سوى التوبيخ من قبل والِدِهِ:
«يونغ جي توقف عن إغاضةِ شقيقتك، وعزيزتي أنتِ تبدينَ رائعةً، بل بشدةٌ الروعة؛ تذكرينني بوالدتكِ في يومٍ زفافِنا.».
![](https://img.wattpad.com/cover/282043183-288-k722677.jpg)
أنت تقرأ
بِلا نَبـضٍ || ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇ
Romance- مُكتَمِلة. كأروراقٍ صَفراءَ ذابِلة تَتَهاوى في الخَريف "فصلِ سقوطِها" كُلٌّ مِنّا لَهُ وقتٌ مَحَدد. من متجر أفكار ورقة صفراء | أفكار بالية للكاتِبة اللطيفة : @AamneSia00 𝒔𝒕𝒂𝒓𝒕𝒆𝒅 ♡ 18 / 8 / 2021 ៹ . 𝒆𝒏𝒅𝒆𝒅 ♡ ៹ .