هَلوسة ~12

68 11 30
                                    

irene's pov:

فتحتُ مرآتي الصغيرةَ أنظُرُ لوجهي والذبولِ البادي عليه، أنا حائرةٌ كيف لي ان أُقابِلَ سيهون بهذا الوجه! نحنُ لم نلتقي البارحةَ ولا بُدَّ أنّهُ سيكرهُ كونَ حالتي إزدادَت سوءًا بدل التحسُن وبهذهِ السُرعة!
يا تُرى هل سأتمكنُ من إخفاءَ شُحوبي إن كنتُ أُتقِنُ التبرجَ بشكلٍ أفضلَ؟ ولكن هل أنا حقًا أُفكرُ بشيءٍ كهذا؟ هيّا آيرين، أنتِ لم تكوني بذلك الجمال أصلًا! فمن يهتم؟
أَخفي تِلكَ الدموعَ حالًا فصوتُ طرقِ البابِ يزدادُ علوًا!

«آيرين!».
صرخ بإسمي بنبرةٍ قلقةٍ متوترةٍ وهو يفتحُ البابَ بِقوة، وقد كان ذلكَ كفيلًا بإيقافِ أفكاري وقطعِ ترددي فمسحتُ دموعيَ على عجلٍ وهو ما زالَ واقفًا بصدمةٌ أماميَ.

«أنا آسِف.».
إعتذرَ حانيًا رأسهُ وحاول المغادرةَ بسرعةٍ:
«أنا سأذهبُ إن كنتٌ لا تُريدينني هُنا، سأعودُ في وقتٍ آخر آسِف.».

الإنكسارُ البادي عليهِ يُمزقُني لأشلاءٍ من الداخل، أبسبب شكليَ أم دموعي أم خيبتهُ لعدمِ ردّي؟!
«إنتظر يا سيهون!».

ليس الأمرُ أنّها أولُ مرةٍ أُجهِشُ بالبكاءِ أمامهُ فما خطبيَ أنا؟ وليسَ كأنّ ذهابَهُ الآن سيُصلِحُ شيئًا أيضًا!

«أنا مَن عَليها أن تتأسف لإقلاقِك، لقد كُنت مَشغولةً بتنظيفِ عينيَ من الغُبار.».
تكلمتُ وأنا أُمسِكُ طرفَ قميصِه بعدَ أن إقترب حانيةً رأسي خجلًا، أشعُرُ أنّي أتصرَّفّ كطفلةٍ مُدَللة ولكن هذه المرةَ إنَّهُ ليسَ مجردَّ شعور.

«لا بأس، هذا ليسَ ما يَهِمُّ الآن، هل ربّما أصابتكِ حُمّى؟ وجهُكِ يبدو شاحبًا وعينيكِ...».
صمَتَ بعدَ أن لمحَ يدي الّتي تعتصِرُ المرآةَ وأنا أُشيحُ بنظري عنه.

«أنا آسِفةٌ لأنني أُصبِحُ أقبحَ يومًا بعد يوم!».
صرختُ بِهِ وها أنا على عكسِ عادتي أُفرِّغُ جام غضبي على الشخصِ الخطَأ!

«أنتِ..».
تنهد ثُمَّ أكملَ حديثَهُ بنبرةٍ هادئة بعدَ أن أدارَ وجهيَ ناحيتَهُ بِرِفقٍ:
«هل بأيِّ حالٍ كان شعورُكِ هذا هو سببَ بُكائَكِ؟».
إنَّهُ غاضِب، غاضبٌ وخائب.

تنهدَ مُجددًا وأكمل بصوتٍ هادئ عكسَ ملامِحِهِ الغاضِبةِ تِلك:
«

أنا لا أعلمُ الآن هل أشعُرُ بالخيبةُ بسبب أفكاركِ عن نفسكِ أم عنّي؟! لا أُصدِّقُ أنَّكِ فكَّرتِ أن شيئًا كهذا يُمكِنُ أن يُشعِرُني بالسوءٌ منكِ!».

«ولكن أنتَ تشعُرُ بالسوءِ لأنّني مريضة!».
أنا آسفةٌ لأنّي حمقاء، لا يُمكِنُني التفكيرُ بشكلٍ طبيعيٍ أحيانًا، أنا حقًا آسِفة.
أشحتُ بوجهي مجددًا فأعادني للنظر إليهِ مُجددًا، ثمَّ تكلّمَ وهو يَمسحُ دموعيَ المتناثرة:
«لا بأس، سيكونُ كُلُّ شيءٍ بخير، ما زال هُنالكَ أملٌ يا عزيزتي، لا تنسيه.».

بِلا نَبـضٍ ||  ɴᴏ-ᴘᴜʟsᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن