لقاء حاد

9.5K 263 132
                                    

ترجلت كارن عن باص النقل العام وركضت مسرعة بين الطرقات حتي وصلت الي العنوان المكتوب امامها علي الجريدة وهو محال لبيع السجاد .... دفعت الباب ودخلت بسرعة لتحتمي من لسعات البرد التي حولت لونها الي ابيض شاحب ولم يستعد نضارته الا بعد جلوسها لعشر دقائق قرب المدفاة وهي تنتظر قدوم موعدها الذي اتت عليه مبكرا بربع ساعة .. حتي سمعت صوت احدي الموظفات  يخاطبها برسمية

"انسة ستانسي المدير يرغب في رؤيتك "

تنفست بعمق لتهديء من روعها الذي زاد بها التوتر الي مستوي خطير  قبل ان تتبع الموظفة الي  مكتب صاحب المحال  .. طرقت علي الباب اولا ومن ثم دلفت لتجد ان المالك رجل عجوز قد تحول كل شعر رأسه الي الأبيض تقريبا ونالت خطوط التجاعيد مساحات واسعة علي بشرة وجهه الشاحبة ... حيته بتهذيب وانتظرته حتي  رد عليها بتحفظ

"انسة كارن استانسي اليس كذلك "

اومئت له  إيجابا

"اجل سيدي لقد تقدمت لشغر وظيفة بائعة هنا قبل اسبوع  وانتم اتصلتم بي مساء البارحة  "

اخذ بعض الوقت يتأمل ملفها  و هنا كانت كارن  حرفيا ستنهار من التوتر حتي سمعته يتمتم بكلمات رغم توقعها اياها لكن استطاعت طحن ابتسامتها بنجاح

"لقد اظهر ملفك انك اتهمت بسرقة رغم انك حاصلة علي شهادة في المحاماة "

انقبضت احشائها بقوة وشعرت بانها علي وشك ان تتقيء لتظهر الحالة التي تمر بها جلية في صوتها المتهدج

"اجل لكن صدقني لقد كان اتهاما زائفا انا لم أسرق شيئا ورب عملي السابق هو من ابتلاني به من غير وجهة حق "

وضع ملفها جانبا مع نظراته التي خلعها للتو ليعطيها قراره النهائي بشأن ما قالته

"لا اظن أن الشرطة قد تصاب في لبس بموضوع حساس كهذا ... لن استطيع تكذيبهم لمجرد نفيك الأن للامر  ... لذا  انا اسف لكني لا استطيع ائتمانك في متجري .. وبالتالي لن اتمكن من منحك الوظيفة   "

نزلت عليها كلماته كماء بارد اوقف دقات قلبها لثوان  وكاد ان يتسبب في اغمائها لكنها قررت ان تتمالك نفسها وتعيد الدموع التي اجتمعت علي حافة مقلتيها من حيث اتت .. سارت نحوه  بخطي بطيئة لتاخذ الملف  الذي مده لها وباخر طاقة لطافة  امتلكتها تمتمت له بصوت خافت

"لا بأس شكرا لك علي اي حال  "

لم يكلف نفسه حتي عناء الرد عليها لتخرج من محله مكسورة الجناح قلبها مثقل بيأس جفف كل تفاؤلها الذي بدأت به هذا الصباح ... ربما لن تكون هذه الوظيفة الاولي التي تم فيها رفضها خلال الاسابيع الماضية لكن ...هذه بالذات كانت تتأمل ان يتم قبولها بها ... فهي الأولي من بين العشرات التي تتلقي اتصالا يخبرونها بانها لاقت استحسانهم  و الان هي حقا لا تدري ما الذي جري فجأة  حتي دفعه لتغير رايه في اللحظة الاخير

عاهرة لكن عذراء 18+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن