لا تعلم كارن كيف اقنعت نفسها بابعاد الغطاء عن وجهها وفتح عينيها حتي وان كان بشكل جزئي قبل ان يجبرها ضوء الهاتف الساطع علي اغماضهما مرة اخري . لو كان الامر بيدها لواصلت نومها لكن طرق دانيال المتواصل علي الباب اجبرها علي النظر للساعة
"انها الحادية عشرة اذا"
لو كانت كارن القديمة ربما اصيبت بسكتة قلبية وتوفت من صعقة الحقيقة فورا ، لكن هي الان في إجازة ،إجازة اجبارية كما صاغ تعبيرها دانيال تماما .
فتحت له الباب بملامح وجه مجعدة، شعر مشعث، و بجامة غير مرتبة. لتطالعه باستهجان قابله الاخير بتنهيدة ارتياح برر خرجوها قائلا:
"كل هذا وكنت نائمة فقط ، ظننتك قد مت حين لم تجيبي علي وكدت ان اكسر الباب. تعالي لنأكل انا لم اتناول افطاري ايضا"
لم يثر ما قاله فضولها لسؤاله لما ظل مأضرب عن الطعام وانتظر استيقاظها، فجوابه في الغالب سيعاد كما حدث في اليومين السابقين ، وهو ان الوقت سرق منه دون أن يشعر وهو يعمل علي صياغة عقد وخاتم للمجموعة الجديدة التي ستعرض قريبا ، وهما سبب قدومه لهذا المكان المعزول حتي يقوم بتصميمهم . اما بشأنها هي ، فقط كان الامر صادما حين صرح دانيال انه لا يملك اي عمل لها لتقوم به ، واحضاره لها ليس الا لمنحها ايجازة اجبارية مدفوعة بعيدا عن ضوضاء لندن.
بكل تاكيد هي لم تصدقه من فورها ، ولم تقتنع انه تحوله فجأة الي ملاك باجنحة يشعر بالندم و يحاول التكفير عن الضغوط التي جعلها تعيش فيها طوال فترة عملها معه بإجازة مدفوعة دون ان تكون هناك خدعة.
لذا افتعلت معه شجار طاحن وهددته بالعودة للندن سيرا علي الاقدام حين لم يقبل اعادتها بسيارته ، آملة بذلك اجباره علي الاعتراف بسببه الحقيقى والذي لم يخرج في فكرها عن ثلاث.
الاول: اتخاذها خادمة تقوم باعمال منزله ، وهذا ضحض بعمله الحثيث خلال الايام السابقة في التنظيف واعداد الطعام ولم يترك لها شيئا لتفعله .
الثاني: انه يريد اتخاذها عاهرة لافراغ شهواته ، وايضا هذا الاتهام ابيد بعدم محاولته للاقتراب منها او اغوائها .
واخيرا: قتلها وبيع اعضائها ،لكن بساطة المنزل وخلوه من اشياء مساعدة لهكذا جريمة معقدة ابعدوا هذا الاحتمال في النهاية.
ومن وقتها اصبحت حرة في اختيار زمن استيقاظها متي ما أرادت وفعل اي شيء يحلو لها خلال النهار بحدود المنزل و ساحاته الخضراء المجاورة . و رغم بساطة المنزل وخلوه من التعقيد الهندسي، لكن مبناه حوي علي بعض الاشياء المثيرة للاهتمام . وقد تكون من غرفتين ،مطبخ ،وصالة تم اقتسامها بين غرفة معيشة وطعام . غرفتها علي سبيل المثال احتوت علي مكتبة داخلية استخدمت ارففها كديكور داخلي غلفت بها الجدران الاربعة من كل اتجاه، وكتبها التي تنوعت بين الرواية والعلوم مثلت ترفيهً لا بأس به باتت تقضي معظم يومها عليه . اما غرفة دانيال، فهي لم تدخلها سوي مرة واحدة ، وقد كانت اقرب للوصف بورشة مصغرة من غرفة نوم لولا ذلك السرير الذي وضع في ركنها، والشيء الغريب فيها هو وجود الحمام خارجها ، بل هو موجود خارج المنزل باكمله . هذا اللعين فعليا يستحم في العراء الطلق دون وجود ساتر يحجب عنه الرؤية ، لكن ربما بناء هذا المنزل علي سهل معزول عن العالم لا احد يعيش فيه علي الاطلاق وتخصيص استخدامه خلال فصل الصيف الحار ، بدي كعذر مقبول للمهندس الذي اشرف علي بنائه .
أنت تقرأ
عاهرة لكن عذراء 18+
Romanceحين تجد نفسك بيدقا في حرب لم تختار الدخول إليها فعليك حينها البحث عن حيلة تجعلك حيا رغم أنف الجميع. وهذا ما حدث مع كارن حين اتتها المشاكل إلي قعر دارها وفي لحظة أصبحت وسط صراع وحوش لا يحكمه حتي قانون الغاب. لتتحول بين ليلة وضحاها من فتاة بريئة...