صُدْفَة | Serendipity

٠٢

انا اسمي ليان ، في اخر سنه من دراستي الحمدالله ، بس اخر سنه يعني اصعب سنه بتمر في حياة اي بني ادم ، اعيش في الرياض مع ابوي و زوجة ابوي واخوي ثامر.
اخوي ثامر اصغر مني بثلاث سنين.
تقدرون تقولون ان عايلتنا كبيرة بسبب قرايبي اللي يجون يزوروننا كثير من فترة لفتره ، اقرب قرايبي لي هم بنات عمتي ، منال وملاك ، ملاك اكبر مني انا ومنال بسنه ، بحكم انها جامعية اللحين كل يوم توصلنا و تطقطق علينا ، ما كأنها توها تخرجت قبل سنه.
اليوم رحت فطرت عندهم و طلعنا مع بعض للمدرسة ، نزلتنا ملاك و راحت لدوامها.
اصطفينا طابور و ادينا واجبنا كطلبه و بعدها طلعنا فصولنا ، عدت اول ثلاث حصص بخير ، قعدت اسولف انا ومنال مع البنات الثانيين و شدتني سالفه وحده من البنات.
"والله تخيلي امس ابوي كله كان في الدوام يدور عليهم ، شغله كله راح عليهم"
كانت تتكلم عن عمل ابوها في الشرطة ، تحديداً في قسم مكافحة المخدرات ، كانت دايم تجيب لنا قصص كثير كيف ابوها يمسكهم و يقطهم في السجن و مرات احسها تبهّر السوالف ، كيف كل هذولي المهربين ينصادون بسرعه؟ اكيد الشرطه مفروض يكونون اذكياء بس مرات افكر مافيه واحد منهم قادر يلعب على الشرطة و لا هالاشياء تصير بس في المسلسلات والافلام.
قمت من عندهم و طلبت اروح للحمام ، رجعت للفصل و دق جرس الفسحة ، دخلت ولقيت منال تسولف مع نفس البنت وتسألها اسئله كثير ، ضحكت على منظرها اللطيف ، منال فضولية بزياده ومرات احس فضولها يوديها بدواهي.
"خلاص يا منال اعتقي البنت تكفين"
ناظرتني البنت و ضحكت.
"لا عادي والله ، بس صدق انا بطلع اللحين تجون؟"
"اللحين بنجي بس دقيقه"
قعدتني منال وصارت تناظر للفصل وتشوف البنات يطالعونا ولا لا.
"شفيك انتي ليكون مهربه مخدرات بعد"
"لاا ، بس شوفي ، ندى جايبه جوالها و ورتني صور العصابة اللي ابوها يلاحقهم ، شوفي هذا"
قالته وهي تأشر على واحد منهم ، قريت تحت اسمه "عمر".
"ياحيوانه والله لو يعرفون الاداره جايبه جوالها وفيه صور عيال بعد وربي يذبحونها ، انتبهي لحد يشوف"
"تكفين يا ليان مره يجنن يارب يخطفني"
"استغفرالله يا منال لو يخطفونك بكيتي اسكتي بس"
ناظرت في الصورة و جذبني واحد منهم ، حتى اسمه غريب اول مره اسمعه 'مصلح'.
فجاءه دخلت ندى وجت عندنا.
"منال"
قالت بصراخ خفيف.
"ابوي جاي يستأذن لي هاتي الجوال"
عطتها منال الجوال و اعتذرت منها.
"لا لا عادي ، برسلك صورهم اليوم لا تخافين فيه صور اكثر بعد"
ناظرت منال وكانت شوي وتموت من الفرحة ، ضحكت وقلت لها ترسلي انا كمان.
لفت علي منال.
"الله واكبر هذي اللي تقولي قبل شوي استغفرالله وتستشرف فوق راسي!"
"اسكتي ابغا اعرف عنهم اكثر بس مو نفسك اخق معهم"
هذي الصراحه كذبه ، للحين قاعده افكر باللي اسمه مصلح.
خلص الدوام وكان نفس كل يوم ، وقفنا انا ومنال برا ننتظر ملاك وتأخرت شوي ، مرت علينا وحده من صديقات عمتي.
"ليش واقفين هنا يا بنات يا ادخلوا يا تعالوا اوصلكم البيت"
"لا عادي والله يا خاله مشكوره ، ملاك بتجي اللحين"
"ياروحي انتوا ، سلمي لي على امك يا منال"
"يوصل ان شاء الله"
تأخرت ملاك كثير هالمره و خفت شوي.
"منال امشي ندخل داخل تكفين والله غلط نقعد برا"
"يا بنت الحلال المدرسة فضت قفلوها خلاص وش ندخل"
"كيف يقفلونها واحنا برا للحين مستحيل ، امشي داخل تكفين"
"تبين تدخلين روحي انا بقعد هنا والله"
قعدت يوم شفتها مصرّه تقعد ، مرت من عندنا سياره وهدت يوم قربت مننا ثم كملت مشت.
"منال والله لو يخطفنا احد اني بقتلك"
"هذا اذا ما قتلونا قبل"
لفت علي وقعدت تضحك ، يا بروده الدم اللي فيها.
رجعت نفس السياره وهالمره وقفت عندنا ، مسكت يد منال بقوه و حاولت اسحبها نروح.
"اصبري اصبري بشوف وش عنده الكلب هذا ، خير يبوي مضيع شيء؟"
"مضيع رقمك والله"
"يقطع ابو سخافتك حتى مغازلك رخيص!"
"لا تردين عليه خلاص"
فتح الباب ونزل وكان فيه واحد معاه ، وجهه مو غريب!
قرب مننا و مد لمنال كيسه شفافه وفيها حبوب ، انصدمت ، مخدرات!
مدت يدها منال بتاخذه وسحبت يدها.
"غبيه انتي! هذي مخدرات مو تاخذين اي شيء ينعطى لك"
"اووه عندنا الذكيه هنا ، خليها تاخذ وش وراها"
خذته منال بسرعه و تطالع فيها.
"يويلي والله شكلها مخدرات صدق يا ليان"
قالتها وهي تضحك زي الهبله.
"منال يويلي من ابوي لو شافني تكفين خلاص خل نمشي....وانت خذ كيستك وفكنا من شرك"
"علي! اخلص علينا يولد خلاص ما يبون امش نروح مكان ثاني"
نزل الولد الثاني و صرخ له من بعيد ، قعدت اناظر وجهه وابداً مو غريب علي.
"منال!"
سحبتي يدها و أشر بيدي للولد الثاني ، لف له الولد اللي واقف عندنا وضحك.
"عرفتيه هاه"
"منال ، هذا نفس اللي ورتنا اياه ندى هو نفسه والله ، مصلح ايه مصلح"
"عرفت اسمك يولد"
قالها اللي اسمع علي وضحك بقوه.
نزل الكيس على الارض و ناظر منال.
"هاك ياحلوه ، تبينها خذيها هديه بدون فلوس ولا شيء ، هديه مني لك"
خذتها منال وانا قاعده الطم من غبائها.
ركب علي السياره و راحوا ، ناظرتني منال وضحكت بقوه.
"انا في حلم ولا علم تكفين وش البياعين الاغبياء ذول"
"كان يمديهم يذبحونا يالخبله وانتي تضحكين"
"وش يذبحونا انتي صاحيه ، شكلهم شاربين شيء ولا بالله احد يبيع الظهر في عز الحر وقدام الناس كذا ولا زود على كل هذا يقط الكيس ويمشي"
"تكفين اخاف يرجعون خن نروح داخل المدرسة نكسر الباب ما يهمني نسوي اللي نسويه ولا نقعد هنا"
ما امداني تكلمت الا سمعت سياره قدامنا ، والحمدالله طلعت ملاك.
ركبنا معها وكنت شوي واصفقها.
"وش فيك تأخرتي!"
"اسفه والله دكتورتنا تأخرت كثير و صار فيه مشكله في الاختبار و تبهذلنا"
"بسرعه امشي نزليني البيت واشرحي لأبوي كل شيء قبل يجلدني"
وصلنا بيتنا و نزلت ملاك معاي وقالت لأبوي كل شيء وكنت ميته خوف انه ما يصدقها لكن الحمدالله كل شيء مشى تمام ، رحت غرفتي وبدلت و نمت علطول ما فكرت ايش عندي واجبات و مسؤوليات كل اللي كنت ابيه اني انخمد علطول.