ليان
طلعت وانا اركض وخايفة وتفكيري كله بأبوي و ثامر وبنفس الوقت افكر بعمتي ومنال واللي داخل كلهم.
تذكرت كلام خالتي وهي تحذرني "خلي الناس حياتك اهم" ، ركضت للسياره فتحت الباب وجلست فيها وقفلت البيبان، اشوف الناس من حولي يركبون سياراتهم ويمشون وحسيت بشعور فزع وخوف، فجاءه سمعت خبط على شباك باب السواق ولفيت بسرعه وبخوف ولا اشوف واحد متلطم و يدق الشباك بقوه.
"ليان ادري انك داخل افتحي تكفين"
سمعت شيقول بصعوبة و رفعت راسي من المراتب اللي ورا الين ما شفته فك اللطمه وكان مصلح ، وش جابه هنا.
اشر لي بيده افتح له الباب طالعت وراي ولا ما لاحظت اي احد ورانا ، فتحت ابواب السياره بسرعه و ركب هو من جهة السواق وسكر الباب وراه و قفله.
"مصلح وش تسوي هنا!"
"مافيه وقت اقولك وين عمتك ومنال؟"
"داخل...اتوقع"
قعد يتمتم بشتايم و كلمات ما اسمعها زين وكان وضعه غريب ، طالع فيني وكأنه على وشك ان يصيح.
"مصلح.....وش صاير"
"اسف، والله اسف"
"وش اسف مصلح تراك خرعتني وش صاير"
طلع من جيبه فرد و حطه على التكايه بيننا ، طالعت في السلاح بعدها طالعت فيه بصدمه ، تذكرت طلق النار اللي صار داخل ، ابعدت عنه بشويش و حسيت فيني الصيحة خلاص.
"ليان اسمعيني تكفين، والله كل شيء صار غصباً
عني والله—"
"انت اطلقت النار على ثامر؟"
"هاه"
"اطلقت على ثامر ولا لا جاوبني تكفى"
سكت ونزل راسه وهنا خلاص حسيت الدنيا قفلت بوجهي ومو قاعده اشوف الا سواد، حاولت افتح باب السياره بس كان مقفل.
"مصلح افتح الباب"
"لا اسمعي مني"
"مصلح افتح الباب!"
صرخت بأعلى ما فيني و انا اصيح والدموع نزلت بدون ما احس.
"بس ابيك تفهمين ان كل شيء صار غصباً عني"
"وشو غصباً عني! انك تطلق النار على اخوي واحتمال انك قتلته غصباً عنك!"
قلت كلامي وصوتي يهتز من الصياح ، طالع فيني مصلح و فتح الباب ونزل هو و راح، كملت اصيح والحمدالله اني كنت جالسة لأني حسيت ان رجولي ما تشيلني في لحظتها، حسيت يا الله قد ايش كنت غبية وفي بداية اليوم كنت افكر افتح معاه موضوع زواج ولا خطبة على اساس ان كان فيه مستقبل بيننا!
حسيت مافيه نفس في السياره و ما دريت الا منال و ملاك وعمتي ومعاهم خالتي جايين للسياره ، فتحت لهم البيبان وانا احاول قد ما اقدر اوريهم اني ما كنت اصيح.
ركبت عمتي مكان السواق و شغلت السياره و مشينا علطول ، كنت اطالع في المراية و رجعت دموعي تنزل من دون لا احس، ليش عطيته فرصه يلعب بمشاعري زي كذا.
—
مر اسبوع على حادثة الزواج و الحمدالله ثامر اصابته كانت مو خطيره وطلعوا كل الشظايا ، يقول الدكتور الحمدالله ان الرصاصه جت في مكان في الكتف مو خطير بس بيضطر انه يقعد في المستشفى من اسبوع الى اسبوعين واسبوع زياده عشان يستعيد عافيته بالكامل.
طول هالاسبوع ما رحت للمدرسة ولا كان لي خلق اسوي اي شيء حتى طلعه من الغرفة مو قادرة.
دق الباب و دخلت خالتي و وقفت عند الباب.
"لينو حبيبتي كيفك اليوم"
دخلت وجلست على كرسي مكتبي.
"زينه"
قلت وانا ماني لمها و مخي في مكان ثاني.
"حبيبتي انتي انزلي تعشي معاي ابوك بيتأخر اليوم، سويت لك المكرونه اللي تحبينها"
"مالي نفس والله"
"ياحبيبتي يا ليان ما يصير تجوعين نفسك كذا، ثامر مافيه الا العافية وتطمننا عليه شفيك صاير شيء؟"
"لا يا خالتي مافيني شيء ، بس حاسه بخمول ومالي خلق شيء هالفتره"
"بكيفك ، انا بخلي العشاء في الثلاجه لو بغيتي منه شيء سخنيه وكليه"
هزيت راسي و لفيت على الجهة الثانية من السرير.
سمعتها طلعت و سكرت الباب وراها.
قعدت على هالحال الين نمت وصحيت على صوت طق مزعج ، فتحت عيوني بتعب و اشوف الباب كان مسكر ، فتحت الباب مافيه احد ، لا زال صوت الطق موجود ، مستحيل!
رحت عند الستاره و فتحتها والا اشوف مصلح واقف تحت و يأشر لي افتح له ، رجعت وسكرت الستاره ، مالي خلقه والله.
لا زال صوت الطق مستمر ، ما راح يتعب شكله.
فتحت الشباك و طليت عليه.
"لازم اكلم الشرطة عشان تستوعب وتنقلع"
"بنقلع بس اسمعيني تكفين"
"مابي اسمع شيء اذلف"
سكت ونزل راسه ، طلع من جيبه ورقه.
"اقري هالرساله و بعدها بذلف"
طالعت فيه وجاني فضول اعرف وش فيه، اللقافه لو اتركها بتتعدل اموري.
ابعدت عن الشباك عشان يصعد ، دخل بكل هدوء كالعاده و حاولت قد ما اقدر اني ابعد عنه بما فيه الكفاية.
مد لي الرسالة و ترددت امد يدي ، مديت يدي واخذت الرسالة بسرعة ، مابي يدي تلمس يده.
خذيت الورقة و حطيتها على مكتبي.
"ما بتقرينها؟ ترا مافيها حب وغرام معليك"
طالعت فيه وطيرت عيوني.
"لك وجه تنكت بعد اللي سويته، اذا ما عندك شيء تفضل اذلف مالي خلقك ترا"
"اسف والله حقك علي و ما كان بيدي الموضوع"
كان يتكلم وهو متكي على الكرسي جنب الشباك
"رشاش كان مهددني لو تكلمت للشرطه بأي شيء بيعدم حياة امي واخوي وحياتك انتي بعد ، ما بغيت اخسر اغلى ما املك بهالدنيا"
"لا تلعب علي بكم كلمه"
قلت ولفيت وجهي مابي اشوفه
"والله اعتذر منك ما كان قصدي اني اطلق النار على اخوك صدقيني ، وتراني لو ابيه يموت كان مات في الاسعاف لكني تعمدت اخطي"
"مصلح اسمعني ، اللي بيننا كانت علاقه عمل وخلاص خلصت ، اوراقك كلها اختفت من عندي و ما عندي اي سجلات ثانية لك—"
"طز في السجلات يابنت الحلال ما عاد ابيها ابيك انتي"
عدل جلسته و قرب مني.
"الصدق والله ان اهم شيء انك تفرحين هذا اهم ما عندي"
كنت اطالع في الارض مابي اطالع في وجهه عشان ما انكسر اكثر ، رفعت عيوني وطالعته وكانت عيونه احن من اي وقت قد شفته فيه.
"ليان انا شاريك"
"ايش!"
"شاريك ، ولو هالشيء تطلب اني اسلم نفسي للشرطه رحت وسلمت نفسي".
"انت من جدك اللحين تتكلم ولا ماخذ لك شيء قبل تجي"
قلت بكل صدمه وبعدت عنه شوي.
"ماني ماخذ ولا شيء انا جايك هنا وانا معزم محد ياخذك غيري بإذن الله"
جيت بتكلم ولكن ما حصلت اي كلمه توصف الوضع اللي انا فيه الان.
"ادري انك مصدومه الان لكن بغيت اقولك هالكلام عشان لو انمسكت وما قدرت اتواصل معاك ابيك تعرفين مشاعري تجاهك"
لف وراح عند الشباك وكان بيطلع، قبل يطلع طالع فيني ولوح بيده وطلع.
قربت من الشباك و راقبته وهو رايح لين ما اختفى عن نظري، رجعت قعدت على سريري وحسيت وكأنه اثقال ابعدت عن قلبي؛ شعور غريب. تذكرت الرسالة اللي عطاني اياها، خذيتها وقريتها,
(انا شاريك ، كتبت هالرساله احتياط لو ما رضيتي تسمعين اللي بقوله لك او كنت جبان اني ما اقوله بنفسي ، انا حبيتك يا ليان بدون لا احسب لهالحب حساب ، هو شعور استوطن قلبي وعيا يروح ، انا داري انك ما تبيني ولا تبين تشوفين رقعة وجهي ومتفهم ليش ، لكن ابيك تدرين اني سويت اللي سويته عشان احميك و مابي اي ضرر يجيك ولا حتى الهواء يأذيك ، اتمنى انك تقرين هالرسالة و تفهمين كمية المشاعر اللي حبستها بداخلي كل هالفترة)
سمعت صوت طق من الباب وصوت خالتي من بعده.
"ادخل؟"
"ايه"
دخلت وكانت تبتسم بطريقة غريبه شوي ، قربت وقعدت على الكنبة اللي عند الشباك.
"كيفك يا لينو"
"شدعوه خالتي توك سألتيني اليوم"
ضحكت هي ضحكة خفيفه وحسيت فيها شيء
"صاير شيء يا خالتي؟"
"لا لا ابد مو صاير شيء"
سكتنا شوي و قعدت احاول ابعد نظري عنها مره اطالع الباب و مره اطالع يديني ومره اطالعها وابتسم.
"ليان ممكن اسألك سؤال وتجاوبيني بصراحه"
"اكيد اسألي يا خالتي"
"انتي مدخله رجال لغرفتك؟"
—
أنت تقرأ
صُدْفَة | Serendipity
FanfictionSerendipity : او بالعربية ، صُدفة , [اسم] وقوع الأحداث وتطورها بالصدفة بطريقة سعيدة أو مفيدة.