كانَت ليلةً جميلةً وهادئة كباقي ليالي الصيفِ الجميلة في قريتِنا الصَغيرة المُسالِمة... قضيتُ نصفَ الليلِ انظرُ لوجهِ والدايَّ وجَدي والغُرباءَ مِنَ القَرية وهُم يتجمعونَ حول النار يتحدثون ويضحكون ويقومون بتحظير المأكولات... ليالي الصيف اعتادت ان تكون مُنعِشة وهادئة في قريتنا الصغيرة... اعتادَ أهلُ القرية ان يكونوا جميعاً كالعائلة الواحدة ، يعقدون مجالساً في الاُمسيات للتحدُثِ واللعب وتبادل المأكولات بينهُم... اتذكَّرُ بلوغي السِّنَ الرابعة من عُمري آنذاك .. حين كانَ والداي يُصِرَّانِ أن اذهبَ لِلَّعبِ مع بقيةِ اطفالِ القرية حيثُ كنتُ قليلَ الاختلاطِ بِهم ...
حين ارتفعَ القمر في السماء ، اطفأ سُكان القرية النار وودعوا بعضهم كي يذهب كُلٌّ لمنزله ينعمُ بنومٍ هانئ متوعدين بعضهم بصباحٍ يتعاونون فيه على قضاء أعمالِهم وليلةٍ اُخرى يتداولوا فيها بقيةَ احاديثهم ...
اتَذكَّرُ تَفاصيلَ تِلكَ الليلةَ التي لم يَنسها احد ، اتَذكَّرُ جيداً تفاصيلها البائِسة التي عَلِقَت في ذاكِرَتي، ولاحَقَت ذِكرياتُها طفولتي كالكوابيس..
لقد استيقظتُ من مُنتصفِ نومي على صوتٍ مُرَوِّع ، انظرُ بخوفٍ لوجهِ والدي القلق ، أُراقِبُ بِعيناي الدامِعتان أُمّي التي حمَلَت بَندقيتها وخرجَت مِن المنزل.. لم اشعُر سوى بجدي يَحمِلُني بين ذراعيه يَفِرُّ بي لمكانٍ اخبَرَني فيهِ ان انام بهدوء .. أخبَرَني أنَّ كُلَّ شيءٕ على مايُرام ...
حُظنُ جَدي الدافِئ جَعلَني انامُ بِسَلام ... غفوتُ على صوتِ جَدي وهو يُهوِّدُ أُغنيةً ناِعمة عَن الحُرية والسَلام ، لَقد أخبَرَني أنَّ كُلَّ شيءٍ على مايُرام، ولَم يُخبرني بأنني في هذه الليلة سأفقدُ أُمي وأبي وسأفقد منزلنا الآمِن ..
..............
حينَ عُدنا الى القرية كانَت مقلوبةً تماماً ، كان الحُطامُ في كُلِّ مَكان... كانَت كأنها مكانٌ مهجور وكأننا لَم نَسكُن فيها بالأمس ..
القرية أصبحَت شُبهَ خالية، عدا بعض الناجين، لَم اعلم ماتِلكَ الفاجِعة التي حَلَّت في تِلكَ الليلة، كُلُّ الذي كنتُ اسمَعُه أنَّ مُنظمةً وَحشية هي التي تَسبَبَت بهذا الدمارِ لقريتنا..
لقد عَمِلَ جَدي مع بقيةِ الناجين على اعادتها الى سابق عهدها وبناءها من جديد ..
لقد كنتُ في كُلِّ مرةٍ اسألُ فيها جدي عن امي يخبرني أنها في مكانٍ أفضل من هنا ...
جدي اعطاني كُلِّ الحُبِ والدفئ عوضاً عن والداي ، هو اخذ بيدي ورعاني في منزلٍ صغيرٍ متواضع ، هو أحبَّني اكثر من اي شيٍء آخر وتعلَّق بي بشدة، علَّمني كُلِّ شيء وتولى أمر رعايتي لأكبُرَ على يديه حتى أصبحتُ في سِني السادِس عَشَر...
أنت تقرأ
حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18
Любовные романыلَقَد وقفَ جيمين بشجاعةٍ وجُرأة أمامَ الحاكِم الطاغي مُدافعاً عن قريتِه ، لكن كان عليهِ دفعُ الثَمَن .. تحذير : الرواية لاتناسب الفئة العمرية الاقل من 18 المُسيطر : يونقي الخاضع : جيمين