pt21 (الأخير)

9K 484 179
                                    



عيونُهُ المتوسِعة بِتفاجُئٍ مُتألِم بدأَت تنخفض شيئاً فشيئاً، جفونُهُ بدأَت تَنسدِل بِخفة و الالمُ بدأَ يضربُ رأسَه، الندمُ يأكُلُ دواخِلَه، وقد بدأَ يشعُرُ بأصفادٍ تُقيِّد يداه، وجنودُ الحاكم بدأت تقودُه بعيداً، يُلقي نظرةً أخيرة على حفيدِه ليجَدَهُ بينَ أحظانِ الحاكم وكأنهُ قد غادَرَ لعالمٍ آخَر، السعادةُ تلمعُ في عينيه وكأن مايحصُل لعائلتِه وابناءَ قبيلتِه لايعنيه،..



إلتفتَ عن حفيده بِخذلان يشعرُ بالعارِ أمامَ القبيلة ويعتذرُ في قلبه لوالديهِ الراحلين اللذان بذلا روحيهما هباءاً، قلبهُ بدأَ يؤلمهُ ثانيةً وهذه المرة الألمُ أشَد، قد تتسبب لهُ خيانةُ حفيده في أزمةٍ نفسية وقد تسوء صحتهُ ثانيةً ولعلهُ سيحتفظُ بِجُرحٍ لايُشفى أبداً..




عينا جيمين إلتفَتت إلى ابناءِ قريتِه، ينظرُ لهُم وهُم يؤخَذونَ بعيداً، ينظرُ إلى جَدِّه وهو يسيرُ بِبُطءٍ مُبتَعِداً.. يشعرُ بالحُزنِ عليهم حزنٌ ممزوجٌ مع البُغض فهو أصبحَ يحتقرهُم منذُ أن رأى مَدى إنكارِهِم لِكَرَمِ الحاكم، ومع ذلك فهو يشعرُ بالذنب تجاههُم فبعضهُم قد خرجوا لأجلِ إستعادَتِه عندما اعتقدوا بأنهُ قَد تعرَّضَ للخطف..!



عيناهُ لم تُغادِر ظهرَ جَدِّه الذي بدأ يختفي بينَ الحشود يشعرُ بالقلق عليه وهو أكثرُ مَن يعرفُ جَدَّه وكَم سيتألَم لِذلك الذي جرى معهم..





" ما الأمر جيمين أهُناكَ مايُقلِقُك؟"


تسائلَ الحاكم حينما رأى زرقاويتا صغيرِه تهيمُ بِقَلَق..


"سيدي،.. ماذا ستفعل بهم؟"


" سأفعلُ ما اراهُ مُناسباً.. وقد قُلتَ لي بنفسكَ أنَّكَ لَن تعترض على أيِّ شيءٍ أفعلُه"



"إنني أثقُ بِرَحمَتِك"


أردَفَ لترتفعَ زرقاويتاه تُحملقانِ بسوداويتا الأكبر بنَظراتٍ مُترجية.. ليبتسمَ لهُ الآخر بِلُطف يبتغي طَمأنَتَه..


" لا تقلق،! لَن أؤذيهُم، سوفَ أقومُ بنفيهم مِن القرية وحَسب "


إبتسَمَ الأصغر لسماعِ ذلك يشعرُ بإطمئنانٍ دافِئ يملأُ زوايا قَلبه هو يُدرِك بأنهُ لن يشعرُ بأيِّ ندَم على إختيارِه ويعلَم أن يونقي لن يَخذِلَ حُبَّهُ وثِقَتَهُ أبداً..



" لنتحرَّك من هُنا جيمين، دعني آخذك لمنزلك"


"لـ-لمنزلي؟!"


" ارغبُ بأن تجمعَ اشياءكَ المُهمة من منزلك فأنتَ لن تعودَ لهُ بعد اليومِ حتماً فالقرية أصبحَت فارغة وستصبح خالية تماماً بعدَ نفي سُكانِها"


"سَتُفرِغ القرية مِن سُكانها أيضاً؟"



"بالطبع، أم تريدُني ان انتظرَ هجمةً أخرى منهم؟"


حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن