حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18

pt6

.. 15:00

استيقظَ الصغيرُ وهو يشعرُ بألمٍ يوخِزُ جميعَ أنحاءِ جَسَدِه.. ألَمٌ فضيع يجعلهُ عاجِزٌ عَن الحَرَكة..

نَظَرَ حولَه ليجَدَ نفسَهُ في هذا المكانِ الغريب.. حيثُ قضى فيهِ ليلتهُ المُرعبة، حيثُ نسجَ سِراً سيئاً على هذا السريرِ البائِس، ذِكرى هذا اليوم ستبقى في ذاكِرته للأبَد..

"ااه ا..-انا اتألم ! "

اخذَ يشتكي ألَمَه وهو لايدري أُيُّ الألمِ يُزعِجُه أكثر ألمُ قلبِه ام جسدِه.. رأسُه مستمرٌ في التفكير في جَدِّه يتسائلُ عمّا حصلَ معَه.. قلبه ممتلئٌ بالألم يشعرُ بتأنيبٍ في داخله، ضميرهُ لا يتركهُ مُرتاحاً، يشعرُ بالذنبِ الشديد تِجاهَ جَدّه..

ارادَ الوقوفَ على قدميهِ ليبدأ بالتأوهِ لذلكَ الالم الذي يجتاحُه اسفلَ ظهرِه، هو عاجزٌ تماماً عن الحركة، لايستطيعُ سوى الاستلقاءِ على سريرِه بهدوء...

لقَد أخذَ يتأوهُ ويأنُّ مُتألِماً لِوَحدِه في تلكَ الغُرفة الكبيرة القاتِمة.. يُراوِدهُ شعورٌ غريب، شعورٌ غامِض، لقد تذوقَ شعورَ النشوة، لقد كَرِهَ ذلكَ الشعور وأَحبَّه في ذاتِ الوَقت.. يتسائل.. ماهوَ ذلكَ حقاً..

الأسئلةُ تكثرُ داخلَ رأسِهِ الصغير والألمُ يَشتدُّ كُلما استمرَ في التفكير، لَقد كانَت حركةً جريئة يفخرُ بِفعلِها إذ كانَت سبباً لإنقاذِ قريته لكنها في ذاتِ الوقت كانَت حركةً قَلبَت لهُ حياتهُ بأكملِها..

بدأَ يُفَكِرُ في مُستقبله مالذي ينوي الحاكمُ فِعلهُ بعدَ هذا، هل ينوي الابقاء عليهِ هُنا ام سيسمح لهُ بالعودة لمنزلِه.. ايستطيع ان يطلُبَ من الحاكِم فُرصةً لرؤية جَده.. هل سيستمعُ الحاكم لِطَلَبِه..

لقد استجمعَ قواهُ اخيراً لينهضَ بهدوءٍ عن سريره إذ لاجدوى من الاستسلامِ للالَم... أخذَ يسيرُ بخطواتٍ مُتثاقِلة وهو يأنُّ الماً مع كُلِّ حَرَكة، لقَد كان الالمُ أكثر فضاعةً عندما حاولَ مواجهتهُ بتحريكِ جَسده، جسدهُ الصغير لَم يكُن كِفئاً لتلكَ المُمارسة.. جسدهُ اصبحَ ضعيفاً للغاية..

استمرَ بالسيرِ داخلَ الغُرفة الواسعة مُتَمسِكاً بالأثاث يُحاول الوصولَ لخزانة الملابس لعلهُ يجدُ ما يستُر عُري جَسَدِه ليتوقفَ عن الحَركة عندما لمَحَ صورةَ انعكاسِه في المرآة...

إقترَبَ بِبُطءٍ من المرآة يتمعنُ النظرَ في جَسَدِهِ الواهِن.. بشَرَتهُ الحليبية مُغطاةٌ بألوانٍ داكِنة... شفتاهُ المُنتفختين مليئةٌ بالكدمات.. كُلُّ انشٍ مِن جَسَدِه يحملُ آثاراً مِن لمساتِ الحاكِم.. لقد ظهرَت خطيئتُه على جَسدِه وقد عَلِقَت رائحةُ الحاكِم عليه، يشعرُ بأنهُ لن يستطيعَ إخفاء هذا الذنب مهما غسلَ جسده ومهما اخفاهُ عن الأنظار..