مرَّت الأيامُ بِبُطءٍ وهدوء.. البردُ يزدادُ شِدةً يوماً بعدَ يوم.. كلُّ شيءٍ يسيرُ بشكلٍ طبيعي.. الأمانُ والهدوءُ يُحيطُ القرية.. الحاكِمُ مُنشَغِلٌ بالإشرافِ على المشاريعِ التي اصبحت قيدَ التنفيذ على الحدود.. وبدأ يعملُ على بِناءٍ منزلٍ له في مركزِ القرية..
لم يكُن الأهالي يشعرونَ بالراحة بوجودِ الحاكم ورجاله داخلَ قريتهم.. وجودُ رجال الحاكم وجُندِه في الأرجاء يُشعرُهم بالذُعر.. لَم يَعُد بإمكانِهم الإحتفالُ والسَهَر لساعاتٍ طويلة من الليل فالخوفُ مِن الحاكم يجعلهُم هادئينَ للغاية.. هدوءٌ كئيب يملؤهُم حُزناً.. يفتقدونَ الليالي التي كانت تَعجُّ بأصواتِ ضَحِكاتِهم.. حيثُ كانت القرية مِنزلَهُم الآمن.. يتصرفون فيها بِحُرية دون أي سُلطةٍ تَحِدُّ تَحرُكاتِهم.. وتُملي عليهم مايفعلون وما لايفعلون..
هُم ليسوا مُعتادين على هذا الوضع إطلاقاً.. شعورُ البقاءِ تحتَ سُلطةٍ تُخيفُهم هو شعورٌ لم يُجَرِّبوه مِن قَبل.. فهي قريةٌ إعتادَت الحُرية.. إعتادَ سُكانُها ممارسةَ طقوسِهم وإقامةَ مِهرجاناتِهم دونَ أيِّ ضغوطٍ او خوف.. اعتادوا ان يكونوا حاكمي أنفُسِهِم دونَ أن يحكُمَهُم أحد.. دونَ أن يفرضَ غريبٌ عليهم قوانينَ لا يألفونها..
لقد اعتادوا حياةَ البساطة وقد كانوا سُعداء في حياتهم.. بعيدين عن الحُكَّام والسياسة.. بعيداً عن شعورِ الخوفِ والذُل.. لكن هذا الشعورُ الخانِقُ الذي يُحيطُهُم.. شعورُ الإحتلال.. يؤرِق نومَهُم ويُفسِد صفوَ حياتِهم.. يجعلُهم كَسُجناءَ داخلَ بيوتِهِم.. يشعرونَ بالغُربة بينَ أراضيهم..
الغضبُ مخفيٌ في دواخِلِ كُلِّ فردٍ مِنهُم.. داخلَ كُلِّ قَلب وفي جوفِ كُلِّ بيت ثمةَ لعناتٌ تُتلى على العائلة الحاكمة.. العائلة التي لطالما سببت لهم الرُعب.. والتي اصبحَ حاكِمُها يسيرُ بينَ أراضيهم يتحكمُ بِهم كيفَ يشاء ويفرضُ عليهم قوانينه كما يحلو له..
........
ذو السادسة عشرَ ربيعاً كان مُبتَهِجاً بعودة جده لِصِحَتِه.. مُنعزِلٌ تماماً عن القرية يُساعِد جده في أعمالِ المنزل ويعتني برفقته بمزرعتهِم الصغيرة..
اصبحَ يَعيشُ روتيناً مُتَكَرِراً، يُساعد جَدَّه داخل المنزل وخارجَه.. فصلُ الخريفِ هو الوقتُ الذي يكونون فيهِ مُنشغلينَ أكثر من أي وقت.. وبِقَدرِ إنشغالِه بالاعمال عقلُهُ لَم ينفكَّ ينشغلُ بالتفكير في الحاكم.. هو لم يَرهُ منذُ تلكَ الليلة.. لقد مرَّ وقتٌ طويل.. لقد مَضت ليالي وأيام وهو بعيدٌ عَن تلكَ الذراعين.. بعيدٌ عن تلك الاحظان.. يتسائل عن سبب إنشغالِ الأكبر عنه.. ولماذا لم يصلهُ أي خَبرٍ مِنه منذُ ذلكَ اليوم..
أنت تقرأ
حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18
Romanceلَقَد وقفَ جيمين بشجاعةٍ وجُرأة أمامَ الحاكِم الطاغي مُدافعاً عن قريتِه ، لكن كان عليهِ دفعُ الثَمَن .. تحذير : الرواية لاتناسب الفئة العمرية الاقل من 18 المُسيطر : يونقي الخاضع : جيمين