الحَرَسُ قُربَ بابِ مَقَرِّ الحاكِم استوقفوا الصغير الذي أَخبَرهُم بأنَّ لديهِ كلاماً مُهماً عن اهلِ القرية وأنَّ عليهِ رؤيةَ الحاكم فوراً...
أحدُ الحُراس قرَرَ أن يذهبَ ويسألَ الحاكِم إن كان يُريدُ أن يسمَعَ للصغير...
جيمين بقيَّ قُربَ الباب.. اطرافُهُ ترتَعِشُ بتوتر .. هوَ لَم يَستطِع كبتَ خوفِه مِن مسافةٍ بعيدةٍ تفصلهُ عن المدعو بالحاكِم فكيفَ سيستطيعُ مقابلتهُ عن قُرب!.
.........
"فالتدخُل أيُّها الصغير، الحاكم قد سمَحَ لك بالدخول"
قلبُه أخذَ يتسارعُ في ضرباتِه منذُ سمِعَ الإذن،.. إبتلعَ ريقه لعلهُ يبتلعُ بعضاً مِن خوفِه، دخلَ المَقَر ليشعُرَ بأنَّ روحَهُ قَد غادَرَت جَسدَه لِما راودَهُ مِن تَوَتُر.. ورُغمَ ذلك هو مازال مُتَمسِكاً بِقراره.. فقَد تكونُ لحركتِه الجريئة هذه أثراً على القرية بأكمِلها.. قد تكونُ زيارتهُ المُخيفة تلك هي أملُ القريةِ الأخير..
لقد دخَلَ غُرفةَ الحاكِم برفقةِ الحارِس لينحنيا له مُخفضين رأسيهُما أرضاً...
"ارفع رأسك"
تحدَثَ بنبرةِ صوتِهِ المُهيمِنة مُشيراً لِجيمين الذي ارتَعَدَ جَسَدُه لتلكَ النبرة مُنفذاً الأمرَ بِحركةٍ بطيئةٍ مُرتجِفة..
"ماذا لديك؟"
"س-سيدي الحاكِم ، ا-انا هُنا بالنيابةِ عن أهلِ القرية.. لدينا رجاءٌ واحِد مُلتمسينَ رحمةً مِنك "
تَحدَّثَ بصوتِهِ المَهزوزِ الناعِم ليَجذِبَ إهتمامَ الآخر..
"فالتتحدث دونَ مُقدِّمات"
"س-سيدي ، قريتُنا متواضعةٌ للغاية ، ابناؤها مسالمونَ وبُسَطاء، ليسَ لدينا حُلُم سوى ان نعيش بسلامٍ في ارضنا،.. نحنُ نرجوكَ سيدي أن لا تحرمنا هذا الحلُمَ الصغير، ارجوكَ استمِع لنا، والتَفِت قليلاً للحُزنِ الواضح في عيونِنا"..
تَحدثَ ليَصمُتَ عندَ جُملتهِ الاخيرة فالغَصةُ قد أخذَت صوتَه والدموعُ بدأت تنهَمِرُ مِن عينيه...
"سيدي~.. أرجوكَ، إننا نُناشِدُك ونرتجي رحمَتَك، الا يوجَد بداخلِكَ أيُّ شفقةٍ او رحمة ، هل ترى انهُ مِن العدلِ أن تُشرِّدَنا وتُخرِجَنا مِن بيوتِنا وأرضِنا لأجلِ أعمالٍ أنانية!، الا يوجد طريقةٌ أُخرى لإكمال تلكَ التِجارة! لماذا علينا أن ندفعَ ثَمَنَ أنانيتِكُم؟ ولماذا الثمنُ باهضٌ هكذا؟! نحنُ خسِرنا الكثير ومازلنا نتعرضُ للخسائِر، وكُلُّ ذلك لأجلِ مصالِحَكم التي لانجني منها سوى الألَم، إننا ندفعُ ثمنَ أطماعِكُم مِن دمائِنا ودماءِ أعِزائِنا.. إنها أرضُنا يا سيدي لماذا علينا الخروجُ منها؟"
نظَرَ الحارسُ الى الحاكِم بغضب ينتظِرُ إذناً بقطع رأسِ هذا الصغير الوَقِح.. كِلماتُه كانَت صادقة اكثر مما يجب لكنها كانت بالنسبة للحارس كلماتٌ وَقحة لا أكثر..
أنت تقرأ
حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18
Romanceلَقَد وقفَ جيمين بشجاعةٍ وجُرأة أمامَ الحاكِم الطاغي مُدافعاً عن قريتِه ، لكن كان عليهِ دفعُ الثَمَن .. تحذير : الرواية لاتناسب الفئة العمرية الاقل من 18 المُسيطر : يونقي الخاضع : جيمين