pt16

7K 397 99
                                    

بِخطواتٍ مُرتَعِشة يسيرُ خلفَ الحاكم إلى داخلِ مَنزِلِه.. عِطرُ المنزل يتخللُ رئتيه.. العِطرُ مَلأَ دواخِلَه.. يُعطيهِ شعوراً بالسلام.. يشعُر وكأنهُ مَنزِله.. وكأنه قد عاشَ في هذا المكان في طفولتِه او في حياتِهِ السابِقة.. او رُبما رآه وسَكَنه في إحدى مناماتِه.. الشعور مُشابِه لذلك.. الشعورُ المألوف يجعلهُ يُفَكِّر في ذلك.. منزلُ الحاكم يُلامِس مكاناً ما مِن ذاكرتِه.. ذاكرةٌ غيرِ واضحة.. بَل هيَ غيرُ موجودة.. فهو مجردُ شعورٍ في قلبِه.. يجعلهُ يألفُ المكان فقط لأنهُ ينتمي للحاكم..



إنها المرة الأولى التي يدخُل فيها أبوابَ هذا المنزل.. لم يكُن قد سَكَن هُنا حينما أُخِذَ للحاكِم أولَ مرة.. إنهُ منزلُ الحاكِم الجديد الذي اكتملَ بناءُهُ منذُ يومين.. ولم يتوقع جيمين ابداً أنهُ قد تَمَّ بناءُ غُرفةٍ مخصصةً لَه.. ولم يُفكِّر في ذلك أيضاً.. فما يشغلُ رأسه هو ملئُ دواخلِه بهذا الشعورِ الدافئ.. لقد اشتاقَ للاكبر كثيراً وكَم تاقَ لسماعِ صوتِه.. المنزلُ يحملُ رائحةَ الحاكِم وهالتَه.. وذلكَ مايجعلُه هائماً بتفاصيلِه..





"إذَن مالذي جعلكَ تأتي في هذا الوقت؟"

صوتُ الحاكِم الهادئ أخرجَهُ مِن شرودِه.. ليتذكرَ الأمر الذي قادتهُ قدماهُ إلى هُنا لأجله..


"في الحقيقة.. ثمةَ أمرٌ مُهِمٌ للغاية يجبُ يكونَ لكَ خَبرٌ عنه"


"ما هو ذلك الأمر؟"



"لقد اكتشفتُ ذلكَ صُدفةً ليلةَ امس.. ثمةَ أمرٌ يُحاكُ في القرية.. لقد وجدتُ رجالَ القرية يتآمرونَ مع القبائلِ المُجاورة لأجلِ إسقاطِ حُكمِك"



"هل حقاً ذلك! مالذي يُخططونَ له! "


تفاجئ الحاكِمُ مِن جُرئةِ القَرويين ومَقدِرَتِهم على التفكير بالمُقاومة حتى رغمَ ضُعفِ موقفِهم.. ولكن الجُزء الأكبر مِن تفاجؤه كان مِن موقِفِ جيمين الذي يقومُ بتسريبِ اسرارِ قريتِه..



" إنهُم يخططون لمُباغتَتِكَ سيدي.. ليسَ لديهم خُطة مُعينة بَعد لكنهم سيتوصلونَ قريباً.. لدى الكثير منهم دهاءً وخِبرة في الحروب لذا لايجبُ الاستهانة بهم"



"سأنظرُ بهذا الشأن.. لقد ارتكبتُ خطئاً بالإغفالِ عنهُم"


"المعذرة سيدي! ليسَ أنتَ مَن أخطأ فمَن يصنعُ الخيرَ لا يُعَدُّ مُخطئاً بَل مَن يَستغِلُ ذلكَ الخير ويُقابِلهُ بالنُكرانِ والغَدر هو المُخطِئ "



كلماتُ جيمين جَذَبَت إهتمامَ الأكبر راسِمةً إبتسامةً صغيرة على ملامِحِه.. يشعرُ بالسعادة تتخللهُ يشعرُ بفخرٍ ينبض في عروقِه كوالدٍ فخورٍ بِوَلدِه.. ولا يدري لماذا يُحِسُّ بالفخر وكأنهُ رباهُ بينَ يديه.. وكأنهُ يعرفِهُ منذُ الازَل..





حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن