حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18

pt20

إستيقظَ الحاكِم على صوتِ الحَرَس الذين أوصلوا لهُ خبَراً غيرَ سار وهو أنَّ القرويين يَشنّونَ هجوماً عليهم، ليستيقظَ الأصغَر بِذُعر لذلكَ الخبر، أبناءُ قبيلته مع بعضِ القبائِل المجاورة يُقاتِلونَ ضِدَّ الحاكم ويخططون لإقتحامِ منزِلِه..

"م-مالعملُ سيدي؟"

"لا داعي لِلقلق، أعرفُ تماماً كيفَ سأتعاملُ معهم"

.........

في مركزِ القرية كانَت تجري فوضى عارِمة، حيثُ تحصلُ معركةٌ شديدة وإلتحامٌ عنيف بينَ جُندِ يونقي ورجالِ القرية، وقد كانَت غايةُ القرويين هي إقتحامُ منزلِ يونقي لأجل إستعادةِ جيمين ونزعِ حُكمِ يونقي عنهُم..

لَم يكُن عدد القرويين بِقَليل ولَم يكونوا ضُعفاءَ ابداً بَل كانوا شديدي القوُّة مُسلحين بأسلحة خَطِرة مما يجعلُ رِجال الحاكِم يواجهونَ صعوبةً في صَدِّهم..

الفوضى تَعُمُّ المكان منذُ أشرَقَ الصباح وقد كان مِن أهلِ القرية أشخاصٌ لَم يحملوا السِلاح لكنهُم يقومون بثورةٍ غاضِبة أمامَ منزلِ الحاكم يصرخونَ مُطالبين بإعادة جيمين، والذي شاعَ بينهُم أنهُ خُطِفَ مِن قِبَلِ الحاكم، كما أنهُم يُطالبون بخروجِ الحاكم مِن القرية، وهُم يظنّونَ أنَّ الحاكم يونقي في منزلِه بِرفقةِ جيمين..

إستمرَّت الأمورُ على هذا النحو الفَوضَوي بل إنَّ الفوضى تزدادُ سوءاً مع الوقت وقد شَهِدَت القرية يوماً آخَراً غارِقاً في الدَم بعدَ سنينَ مِنَ السلام، ولم تتوقف هجماتُ القرويين حتى هَزموا رِجال الحاكِم في مركز القرية مُسيطرينَ على المَقَر ولَم يتبقى لهُم سوى إقتحامِ المنزل..

"توقفوا ~"

صوتُ صُراخٍ جاءَ مِن خلفِهِم يُخبرهُم بالتوقُف حينما كانوا على وشكِ إقتحامِ المنزل،.. الصوتُ كان ناعماً ومألوفاً لديهم.. ليتعرفوا على صاحبِه ما إن حَطَّت عليهِ عيونُهم..

"الحاكمُ ليسَ في منزله لذا لا تتعبوا انفُسَكُم"

اردفَ مُكمِلاً حديثَه ليسمعَ أحدَهُم من بينِ حشدِ القرويين يُنادي عليهِ بِلهفة وهو يَجري نحوَه..

"جيمين ~... جيمين! عزيزي؟"

"جدي~"

"الحمدُ للربِّ على سلامتِك صغيري، كَم قلقتُ عليك"

"لقد قلقتُ عليك أيضاً جدي"

" كيفَ استطعتَ القدومَ لِهُنا هكذا ومالذي ارادهُ الحاكمُ منك؟"