حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18

pt15

"إ-إنني ابحثُ عن جدي، لم أقصِد إستراقَ السمع"

تحدَثَ بِصوتٍ يائِس يشعُر بأنها نهايتُه.. ليسمَع صوتاً مألوفاً داخلَ الغُرفة يُنادي إسمَه..

" جيمين!!"

بقيَ جيمين مُتجمِداً مكانَه لِصاحِبِ الصوت.. ذلك الصوتُ مألوفٌ لَه لكنَهُ عاجزٌ عن التصديق بأنهُ هو.. ورُغمَ تفاجُئِه بتواجِدِهِ في مكانٍ كهذا إلا أنهُ سيكونُ مُمتناً لِوجودِهِ هنا فهو سوفَ يُنقِذُهُ حتماً ويُخرِجهُ مِن موقِفِه هذا..

إقترَبَ منهُ الأكبَر وهو يشعُر بالقلق عليه.. يخشى أن مكروهاً ما قد اصابَه..

"جيمين! مالذي تفعلهُ في هذا المكان"

سألَ بِقلق ليرتمي لهُ الأصغر يحتظنهُ بِقوة.. لَم يكُن سمعُه مُخطئاً ولا يهمُ ماهي اسبابُ تواجدِه.. بل المهمُ أنهُ استطاع إيجادَه..

"جدي!! لقد قلقتُ عليك"

أخذَ الجَدُّ يَمسَح على شعرِ حفيدِه الصغير يُحاولُ بَثَّ الطمأنينةَ لِقَلبِه.. بينما أعطى إشارةً للرجال بأن لا يقلقوا فجيمين ليس بِعدوٍ لهُم..

"آسِف صغيري.. آسِف على التَسبُب بِقَلقِك"

" إذَن جدي مالذي يحصُل هنا؟ مالذي تفعلُه في هذا الوقت في مكانٍ كهذا؟ ومَن يكونُ هؤلاء الرجال؟"

"لا تُرهِق نفسَك بهذه الأمور.. عُد للمنزِل واخلُد للنوم"

"مالذي تعنيه جدي! كيفَ لكَ أن تُخفي أموراً كهذه عني ثُمَّ تُريدُني ان انام بهدوء.. كيفَ لكَ ان تترُكَ المنزل هكذا دون ان تهتمَّ لأمري..! هل تعرف كم قلقتُ عليك"

نظرَ الجَدُّ للرجال لايدري كيفَ يشرح موقِفَه.. ليعطوهُ إشارةً صغيرةً برؤسِهِم بأنهُ لابأسَ في إخباره..

" بُنَي لَم أكُن أرغَب بإقحامِك في هذا.. سعادتُكَ وعيشُكَ الهانِئ هو مايَهمُني.. لهذا خرجتُ في منتصف الليل أعقِدُ إجتماعاتٍ سرية مع رجالِ القرية ورجالٍ من القُرى المُجاورى"

"رجالٌ من القُرى المجاورة! اجتماعاتٌ سرية!؟ مالذي تُخططونَ لَه؟"

سألَ بِتفاجُئ لِما يجري دونَ علمِه.. بقيَ سؤالُهُ مطروحاً دونَ إجابة فهو لم يتلقى من الاكبر سوى تنهُداتٍ يائِسة.. لِيدخُلَ العُمدة الغُرفة مُعلِناً عن بدءِ الإجتماع..

" إبقى هادئاً جيمين وشارِكنا الاجتماع.. ستعرفُ كلَّ شيءٍ حَتماً.. لكن عليكَ أن تُدرَك أنهُ اجتماعٌ سِري للغاية وكُلُّ ما يُقالُ هُنا لا يجبُ أن يتسرَّبَ للخارج ولو بالخطأ"