كأُمسيةٍ هادِئة، كَموعدٍ غرامي، كليلةٍ بِمئاتِ الليالي، يشعرُ بِهِ في أعماقِ قَلبِه.. ينغمسُ في كُلِّ دقيقةٍ تَمُر مُتناسياً كُلَّ ألَمٍ وخوف وغارِقٌ في السِحر الذي يُلامِسُ قَلبَه مِن دفئِ هذه اللحظات رغمَ برودة المكان..
هو مازالَ على سطحِ السفينة حيثُ الأجواءُ التي إستحوذَت عليه.. يشعرُ وكأنهُ في حكايةٍ خيالية او في أحدِ أحلامِه.. أو أن الحُلمُ إمتزجَ مع الواقِع ليَشعُرَ بِهِ بجميعِ حواسِه.. يملأُ العِطرَ رِئَتيه والمنظَر البَهيُّ أمامَ عينيه.. ولذةُ الجلوسِ قُربَ مَن إستحوذَ قَلبَه.. بينَ لُقمةٍ وأُخرى توضَع داخِلَ جوفِه يبتلعُ مشاعِرَهُ المُتناقِضة.. ما بينَ رَهبَتِه مِن قُربِهِ الشديد مِن الأكبر وبينَ اللذة التي يحصُل عليها مِن ذلكَ القُرب..
الظُلمةُ كانت تُحيطُ المكان.. لولا الإضاءاتُ الخافِتة على ظهرِ السفينة واضواءُ الشموعِ على المائدة.. أضواءٌ مُتناثِرة لامِعة كتناثُرِ النجومِ في السماءِ الداكِنةِ فوقَهُم، كَلمعانِ قَلبِه الذي ينبِض بمشاعِرَ لاتنهتي ولا تتوقَف..
الهواءُ العليلُ يُداعِبُ شَعرَهُ بِلمساتٍ تُشبِه لمساتِ الحاكِم، بارِدة لكنها تمنحهُ شعوراً دافئاً بشكلٍ غريب..
اصواتُ الأمواجِ في البحر قادِمة مِن كُل إتجاهٍ لمسامِعِه تُشبِهُ نغماتٍ ناعِمة.. تُشبهُ أُغنيةً رومنسيةً حالِمة.. تجعلهُ يرغَب بإغماضِ عَينيه والإستماعِ إلى ذلكَ الشِعرِ الخافِت.. حيثُ تهمسُ الطبيعة بصوتِها الناعِم في أُذنيه.. تُخبِرهُ أنَّ هذه الليلة هي ليلتُه، ليلتهُ هو وَحدَه ولا أحدَ غيرَه.. السلامُ والحَرب أمرانِ لا يعنيانِه.. وجميعُ مايجري في الخارِج قد أصبحَ بعيداً عن مشاعِرِه لينعمَ بهذهِ اللحظة الهادِئة مُغادراً الواقِع..
وماكان ليَخرُجَ مِن عالَمِه ذاك لولا صوتُ الحاكِم.. صوتٌ هامِسٌ أجَش، عميقٌ ودافِئ، صوتٌ يُلامِسُ إهتزازهُ أوتارَ قلبِه قبلَ أُذنيه، صوتٌ لايكرههُ أبداً، مهما حَمَل مِن نبرةٍ جافة ومهما كانَ غاضِباً او غليظاً، فهو لَن يكرَهَهُ أبداً..
"جيميني~"
إسمهُ إهتزَّ في قَلبِه قبلَ أن تهتزَ لسماعِهِ أُذُناه، لِيَستجيبَ بِخُدرٍ أعمى ولُغةٍ هائِمة.. صوتُ الحاكم بدا أشدَّ غِلظة مِن المُعتاد، وأشدَّ دِفئاً مما يعهدُه في الوقتِ ذاته.. وقد أخذَ يتسائل إن كانَ حاكِمُه ثَمِلاً، أم أنهُ مازالُ مُحافِظاً على وعيه، أم أنهُ نصفُ واعيٍ ونصفُ ثَمِل..
انزلَ زرقاويتاهُ قليلاً ليجدَ أكثرَ مِن ثلاثِ زُجاجات قد أصبحَت فارِغة، ولا يوجَد أحدٌ على المائدة سواهُما، وبما أنهُ لايشرَب فلا بُدَ أنَّ الحاكِمَ قَد أسرَفَ بالشُرب..
أنت تقرأ
حَرَكـةٌ جَرِيئـةٌ | YM +18
Romansaلَقَد وقفَ جيمين بشجاعةٍ وجُرأة أمامَ الحاكِم الطاغي مُدافعاً عن قريتِه ، لكن كان عليهِ دفعُ الثَمَن .. تحذير : الرواية لاتناسب الفئة العمرية الاقل من 18 المُسيطر : يونقي الخاضع : جيمين