لِـقَـاء

148 13 27
                                    

الـفَـصْـل الـأوَّل.

--

أنَـا مُحِـبَّة للهُـدُوء وَعِـندَ استَـيقَـاظِي فِـي الصَّـبَاح، استَيقَـظتُ عَلـى اصوَاتِ سَـيَّـارَات الـنَّقـل وَالكَـثِير مِنَ الـضَّوضَـاءِ فِـي الخَارِج أمَـام مَنزِلِـي.

يَالَـه مِن بِدايَـة يَـومِِ مُـزعِـج.

لِـهَذا أخَذتُ ادَوَاتِ الـرَّسـم وَذَهَـبت لِـأقرَب مَكَـانٍ هَادِئٍ؛ لِلهُـرُوب مِن الضَّـوضَـاءِ؛ للـاستِـرخَـاءِ.

كُـنتُ جَـالِـسَـة عَلَىٰ مِقْـعَدِيَ الـخَشَـبِي، بِـبِنـطَالِـي الـأبـيَض، و الخَفِـيف الدُّكُونَـة، الـوَاسِـع و الـذِي قَـد جَـعَـلتُـه مَـطيِيًا مِـن الـأَسـفَل، مَع حِـزام أسـوَد يَترَأسُـه، مَـع قَمِـيص فَوقِـيْ يَصِـل كُمَّاهُ لـأعلـىٰ مِرفَقَـيَّ، مَع حِذاءٍ أبيَـض بِعقدَتَـينِ تَتَرأسْـهُمَا، وَ أمَـامِي لَـوْحَـة فَارِغَـة، بَـيضَـاء، وَ شَـدِيدَة، بِجَانِبـها تِلك السَّلـة و الـتِي تَمْلَـأُهَـا فَرَاشِـيَّ، و ألوَانِي الـعَديدَة.

أتَـأمَّل شَوارِع بَـارِيس، وَ انتَـظر مَا يُلهِمـنِي لِـأرسِمـه.

يَرحَـلون وَ يَـأتُـون، و يتَـصَادَمُون، و يَقـعون بِـتَواصُل بَصرِي يَدُوم لِـلكَثِير من الوَقـت، حَتـىٰ أنه يَجـعَلنِي أمَـلْ!

يَـالـسخرِية، لَـم أعهَدنِي أمَـل قَبلـًا.

وَ لَـٰكِن كُـل تِلك التَّراهَـات و الـسَخَافَات، تَندَثِـر، و تَنطَبِـق و تُحتَـسب مِـن 'الـحُب'.

لِـذلِك لَـا استَعجِـب مَا أنـا عَلـيهِ الـآن، فَـأنـا أمقُـت الحُب.

فَقَط مُجَـرد سُخَـيفات يَعتَقـدن أنَّهُـن إِن وَقـعتَـن بذَلك المُسمَّـىٰ بـ'الـحُب'، سَيَحيينَ سُعـدَاء، هُم فَقـط يَربِـطن أنفُسَـهُن بـبَعـض الرِّجَـال، لِـيتثَنَّـىٰ لَـهُن المُتـعَة، لَـا ألقِـي الَّـلوم عَلَـىٰ النِّـساء، لَـا أنكِـر أن نَوايَـا الـرِّجَال سَيئَـة أيضًـا، لِـذَلك لَـا أثِقُ بِـهُم، لَـم أوَاعِـد مِن قَـبل، وَ لـم أمتَـلِك أحِبـاءً.

وَ فِي الحَقِيقَـة بِهِـن أيضًـا، انَـا لَـا أمتَلِك أصدِقَـاء.

مَا هَـٰذه الـمُزحَـة، 'أصدِقـاء'؟، 'أحِبـاء'!، يَالـسخرِيـة.

هَرِبَـت مِـن ثَغـرِي ابتِـسَامَـة سَاخِـرة، و أنـا أضَـع قَدَمًـا فَوقَ الـأخرَىٰ، لـأعُود لِـلوَاقِع، و انـظُر حَولِي، لـأبحَـث عَمَّا يُـلهِمنِي.

فَـتىٰ الوُرُودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن