أصـدِقَـاء

56 9 29
                                    

الفَـصل الـثانِـي

استَغرَقـنا حَوالِـي دَقِيقَـة وَاقِفِـين، صَـامِتين، وَ نَنتُظَـر من يَبدأ بالـكَلام، أو الذَّهـاب.

وَ لَـٰكِن فِي الحَقيقَـة، لَـا أرِيد الـذَّهَـاب، أرِيـد تَأمُّـل وَجهَـه المَلَـائِكِـي.

"إذًا.."

قَـالها وَ هُو يُطِـيل فِي آخَـر حَرفٍ وَ هُو الـألِف، لِـيمُد حَـرف الـنُون بِسبب التَـنوِين.

لِـأقُول أنَـا بِالـمِثل:
"إذًا.."

"إذًا ألَـن آخذهَـا وَ أذهَـب؟"
اردَف يَستَـفسِـر.

"لَـا."
قُلـت.

"لِـمَ؟، إنَّـه أنَـا!"
اردَف لـأقُـول و أنـا أنظُـر لِـلخَلف، لِـتفَـادِي النـظَر فِي مُقلَتَـاه:

"وَ لَـٰكِنـي لَـم أكُـن لِـأعطِـيهَا لَـكَ يَـا سَيِّـد."
"هَـل كُنـتِ سَتَـحتَفِـظِيـنَ بِهَـا؟."
"فِي الحَقيقَـة..أجَـل."
اردَفتُ لِتَهرِب ابتِسامَـة مِن فَـوق شَفتَـيَّ، و أنَـا مَازلـت أنظُـر لِلـخَلف، لـأمحِيهَـا بِسرعَـة وَ لَـٰكن كَان مُتأخِـرًا، فَلقَـد لَـاحَظ.

"حَسنًـا، احتَـفِظِ بِهَـا."
قَال لَـألُف رَأسِي باتجَـاهِه، لـأجِدَه مُبتَسِمًـا.

"حَسَنًـا."
قُلتُ مُستغرِبـة، هـذا ما كُنتُ سأفعَـل أساسًـا!

"إذًا..، سأذهَـب الـآن"
هَـسهَـس.

"ألَـا.."
اردَفـت بِصَوت عَـالٍ، لأستَرسِـل بِـصوتٍ مُنخَـفِض:"يُمكِـن أن نَتَحَـدث ثَانِيـة؟.."

لِـيَقُول:
"بِالـتأكِيـد، اسمِـي هُو چِيمِين."
مَد يَده لِـنتصَافَـح، لـألعَـن نَفسِـي، أنـا فَقَـط كُنـت افَكـر، وَ لَـكن ذَلـة لِسَـاني بَـاءت بالـنجَاح.

"أدِيـل، سَـيد چِيمِيـن."
بَسَطْـتُ يَدِي لِـمُصافَحتُـه، تَلـامَسَـت أنَـامِلنـا، مِنثَم كَـفنـا، و يَالـهَذا النعِـيـم.

"بِلَـا سَـيد، چِيمِيـن فَقَـط، وَ أنَـا كَذلِـك، أدِيـل."
كـيفَ لَـهُ النُّطق بـهذه الطريقة؟

"لَـم تُجَاوِبِـي.."
اردَف بِـقَلق، شَعـرت بـطُول وَقـت تَفكِـيري وَ تَأمُّـلي لِـمُحيَّـاه.

"ءء، بالـطَبْـع، چِيمِيـن."
قُلـت بِـتَقَـطع، لِـيبتَسِـم ثَغـره و عَينَـاه، لَـم أستَـطِع رُؤيَتَـها.

فَـتىٰ الوُرُودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن