الفَصل الحَادِي عَشر
-
"أُعَبر هَل هُناك مَانِع؟"
قَال هُو بابتِسامَتِهِ المِثالِية الأخَّاذَة للألبَابِ وَ الأنفَاسِ وَ مَا بَعدَهُن."هَل سَمِعتَنِي أتَحَدث؟"
قَالَت هِي مُقلدَة ذَات الابتِسامَة هِي مَن تَعلُو ثَغره."هَل تَسمحِين جلالَتكِ لِي بالتَّمادِي؟"
قَال يَقتَربُ مُتأمِّلًا كُل شِبر مُمكِن، يُعطِي كُل مِن مَعالِم وَجههَا حَقه فِي التَّطَلُّع."لَا تُفكِّر حَتىٰ، بأَي صِفَةٍ قَد تتمَادىٰ مِن الأسَاس؟"
قَالت تَرفَعُ حَاجِبهَا الأيمَن."لِمَ لا نَصنَعهَا إذًا؟"
قَالَ هُو، مُقتَربًا مُعطِي شَفتَيهِ الحَق فِي تَذوُّقِ مُحرمَتِها.هُو فَقَط قَبَّلهَا قُبلَة سَطحِية، وَ لكِنَّها لَهُ لَم تَكن هَكذا، بَل كَانت حَياة.
هِي فَقَط قَد تَصنَّمَت فِي مَكانِها، لَا تَعلُو مَعالِمهَا التَّعابِير.
بَقِيَت تَنظُر لِمَحجَريتَيهِ تَتَنَقَّل بَين يَاقُوتَاتَيهِ، يَاقُوتَة تارَّة وَ أخرىٰ تَارَّة.اقتَرَب بَعد أن ابتَعدَ بَعدمَا انهَىٰ فِعلَتَهُ قَبلًا.
قَائلًا يُبَادِلهَا النَّظَرات:
"مَا الحَالُ وَ العَمَلُ بِمُقلَتَيكِ، تأمُرانِنِي بِقَول مُطَاع لَهَمَا.
أستَسلِمُ لَهمَا دُون حَولٍ أو قُوة، ألِمُقابِلهُم حُجَّة؟
أمُبَاحٌ النَّظرُ لِغيرِهِمَا، وَ الكَفُّ عَن التَّغرُّلِ بِهِمَا؟
أهُو عَاقِلٌ مَن لَا يَقعُ لَهُمَا؟
وَ يَتفَاقَم حُـبُّهُ لِمَن لَا يَستحِقُّ أمَامَهُمَا؟
أَمِن مَلاذٍ يَحمِنِي مِنهُما؟
أم أنَّ الهَرَبُ مِنهُمَا لا يُفِيدُ بِوجُودِ الذِّكرَياتِ؟
فَأنتِ بِهَا وَ لا تَكُفِّ عَن الظُّهورِ.
كَم هُو مُرهِقٌ الحُبُّ وَ أنتِ مَن يُمنَحُ مِنْه."عَينَيهَا تَتأرجَحُ هُنا وَ هُناك بَين مَعالِمِ مُحيَّاه.
أخَذَت نَفسًا عَمِيقًا تُحاول تَنظِيم مَا تَبَعثَر مِن مَشاعِر.
هِي لا تَدرِي أتأخُذ مَا قَالَهُ كاعتِرافٍ أم أنَّ ذَلِكَ كَان تَعبيرًا عادِيًا لاشتِياقِيه.
أتأخُذه عَلىٰ مَحمَلِ الجِد أم تَتَجاهَلهُ كَما فَعَلت ذَات يَوم؛ لِأنَّهَا حَتمًا سَتُعامَل مِن قِبَلِ قَدَرهَا بِظُلمٍ كمَعامَلتِهِ السَّابِقَة؟
وَ لَـٰكِنَّ ذَلِكَ لَم يُزدهَا سِوىٰ عِشقًا وَ هَيمَنَة.
هِي لا تَدرِي مَا سَتفعَل، لَكِنهَا سَتفعَله."لَا تَحلُم، وَ سَتُحاسَب عَلىٰ فِعلَتِكَ تِلك، لا تَنسَاها."
قَالَت بِهُدوءٍ تُبعِده بِيَدَيهَا تَدفَعُهُ بِخِفَّة."سَتَتجَاهَلي مَا قُلتَهُ حَقًا!"
قَالَ يَهِز رأسَه كَعلامَةِ استِعجَابٍ وَ استِنكَار.
أنت تقرأ
فَـتىٰ الوُرُود
Romance"أهَـٰذا هُو الشُّعـور بالـحُب؟." -هَذه الرِّوايَة بَسيطَة جِدًا، وَ لـيس بِهَا أحدَاث كَثيرَة، فَقط عَلاقِة حُب سَلِـس، و لَيـس بِهَا أي تَعقيدَات، لـأنها هَديـة لِـيَوم مِيلـاد فتَى الزهُـور خَاصَّتِـي.