عادَا للمنزِلِ جلسَـا علىٰ الأريكَـة، و قَد ذَهَبَـت أديلَـا للمَـطبَخ أمام الثَّلاجة، تُخرِجُ عَصِـير تُفاحٍ تَسكُبُـه فِي كُوبٍ شَفَّـاف، ليشعُـر بِهَـا جيمين وَ يُراقِبهَـا مَا تَفعَـل.
قَد اختنَقَت بالعصِيرِ، لتتلوَّن شَفَتَيهَـا باللونِ النبيذِي وَ صَارَتَـا شَفتَيهَـا بَل نبيذِتيْهَـا.-
وجهَـة نَظَـر جيمين
حَـملتُ خطوَاتِي نحوَها، رفَـعتُ يَـدي لِـتحُـط أسفَـل ذَقنِـها.
رفَـعت رأسَـها لِيقابِـل خاصَّـتِي.
أُنزِل وَجهِي أكثَـر فَأكثَـر..لِـتندَمِـج شَفتَـانَـا.
وَ تتنَـاغَـم سَـويًـا
فَـتحتُ زُمردَتَيَّ أتأمَّـلُهَـا.لَم أفهَم مَا تُروِهِ عَيناهَا مِن حكَاياتِ.
تراجَـعتُ لِلخَـلف، أنتَـشلت شَـفتَيَّ مِن بَين خاصَّـتِـها.لِـأجِدهَـا تَـعيدنِي مِـن طرَف قَميصِي بِهدُوء، وَ مِنثم رَجِعتُ لِـنفس البقعَـة التِي كُنت أقبَـع بِها.
وَقَفَـت عَلىٰ أصابِع أقدامِهَـا، لِـتمسِك بِـياقِـة قَـميصِي الـسَّوداء..لِـترتَـفِع هِـي..
وَ تَتلامَـس جبهَـتَانَا، لِتتلامَس أرنبَـة أنفَينَـا..
وَ مِنثَم كرزَتَـانَـا.إندمَـاج..
إنسجَـام..
تناغُم..
تَـلاقِي..لَـيس هُناك فِي عالمنَـا غير تلك الأربَع كَلمَـات، كُل كَلمتَين تتراقصا كَـالثُنائِي البَهِيّ بتمَيسٍ جمعهُم، يتناغَمُـون مَـع ألحَـانِ كَـمانِ الحُـب.
أنَـا مُسمتِـع بِتلكَ اللحظَـة وَ قَـلبي يكَـاد يُسمَـع تَخبُّـطه مِـن قِبَلِـها.بَينَمَـا هِـي تَتَـخبَّـط مَشاعِرهَـا كَـملتَـقَىٰ المُحيطَـين الأطلَـنطِي وَ الهِندِي، وَ يُغرِق عَـبَّارَة جوىٰ استوطَنهُ كِلانَـا..
فَـصَلَت القُبلَة فَتَسللت يدٌ لِحرير خصلَاتِيتُخَلِّل أنامِلها بِين كل خصلَةٍ وَ خُصلة..
وَ أُخرىٰ وجنتِي دَلَّكَت.فَصلتُ العِناق، لتقولَ:
"صَبابَةٌ كَالأُبَّهة بَعثتُها مَعَ الرِّيح لِتلقَاكَ، تقُصُّ مَا يُوجِع قَلبي من حُنُوٍ لَسِن، كَجريحٍ.. أتوجَّعُ بقولٍ وَ غَزَلٍ قَد كَتبتُه لَكَ، كَغَريقٍ.. فِي لُجَّةِ المَشاعِرِ نَفَسهُ بِأحبُّكَ يُسلَب،
أنوالكَ بالمُراد؟ ألدوامِكَ بِدوَام؟ أم أن مَن يَقعُ لِيانِعٍ مَلِيحٍ يُلزَمُ بِوُجومٍ وَ شَقَاء، فَقَلبٌ يَلوعُ شوقًا للقيَاكَ، وَ حُبٌ قَدُمَ وَ عَتُق فِي هَواكَ،
أيَا مَولَاهُ..
ألَن تُلَبِّي النِّداء؟ فَهوَ فِي حَضرَتُكَ مُتَكَبِّدُ العَناء..
أحِبكَ.. فَتايَ فتَىٰ الورود."لِألتَقِط شَفتَيهَـا فِي رِحلَة طَويلَـة، رزينَة مَهيبَة وَ غير مَعمورَة بِجلَبَـة.
أنت تقرأ
فَـتىٰ الوُرُود
Romance"أهَـٰذا هُو الشُّعـور بالـحُب؟." -هَذه الرِّوايَة بَسيطَة جِدًا، وَ لـيس بِهَا أحدَاث كَثيرَة، فَقط عَلاقِة حُب سَلِـس، و لَيـس بِهَا أي تَعقيدَات، لـأنها هَديـة لِـيَوم مِيلـاد فتَى الزهُـور خَاصَّتِـي.