١٤

597 67 1
                                    

نَتَجَوَل داخِل تِلكَ الغابة في حدود مَملَكة إركالا
فالساعة العاشِرة وَ خَمسون دَقيقة
أسفَل تِلكَ السَماء المُظلِمة الَتي زُينَت بالنِجوم المُضيئة
تُربَةٌ جافةٌ تَماماً قَد أمتَلأت بِتِلكَ الأشجار الكَبيرة ذات الجذور السَميكة
أشجارٌ عِملاقةٌ بِأوراقٌ مُختَلِفةٌ وَ غَريبة
ليأتي ذَلِك السؤال داخِلَ عَقلي
واقِفةٌ بِمَكاني
"آريوس!"
"نعم؟"

"اليوم فالصَباح كانَ هُنالِكَ أوراقٌ غِريبةٌ لِنَوعٍ مِن أنواع النَباتات ، هَل أنتَ مَن وَضَعتَها؟"
"نَعم أنها أوراق نبات المندر ، تعطي طاقة لِمَن يَستَحمُ بِها وَ سَيتَغير لَونَها بَعد الأستحمام للون الأسود وَ الأزرق المتوهج مِن بَعدها سَتَختَفي بِكل الطاقة السَلبية وَ الألام الَتي فالجسد!"
"هم حسنا فَهِمت ، لَم أكن أعرف هَذا"
"نَعم هُنالِكَ الكَثير مِنَ الأشياء الَتي لا تَعلَميها عَن هَذا العالم"

Flash back
..آريوس..
تَجلِسُ بِهدوء بِإحدى الزَواية ناظِرةً لِلغابة الَتي أمام قَصريَ مِنَ النافِذة بَينَما تَتَنَهد
لِتَستَقِم مُتَجِةً نَحوي
قائِلةً بِنَبرةٍ هادِئة

"آريوس...أيُمكِنَنا التَجَول داخِل تِلكَ الغابة أرجوك ، أشعُر بالضَجر !"
لأستَقِم ناظِراً لَها بِنَظَراتي الحادة عَن قَصد لِكَي أُبعِدُها عَني قائِلاً
"لا أنَها عَلى حدود المَملَكة!"
لتَردف بَينَما تَمسِكُ بِمِعصَمي
"هيا أرجوك أرجوك !"
دَقائِقٌ مِنَ الهدوء مَرَت عَلي وَ أنا أتأمَلُها وَ أتأمَل مَلامِحِها تِلكَ الَتي تَغَيَرت مِن المَلامِح الحادة وَ البارِدة إلى مَلامِحٌ أُخرى لَطيفة بَعدَما أتَت لِعالَمُنا
لِأشعُر بِها تَمسِكُ بِكَف يَدي مُحتَضِنةً أياه بِخاصَتِها الَذي غاصَ بَينَ مَعالِم يَدي
لتَصرخ بِحَماس بَينَما تُغَني
"سَنَتَنَزَةُ بالغابة سَنَتَنَزَةُ بالغابة !"
لأردِف بَعدَما أستَفَقت مِن شرودي
"اللعنة لا لَم أوافق عَلى هَذا !"
لتَردف بِحدة
" سكوتك يَعني موافَقَتَك!"
لأردف داخِلي بِأنزعاج
'اللعنة!'

Flash back end

..آريوس..
تُهَروِل بالأرجاء بِسَعادة
بَينَما أنا أمشي وَرائِها
لاردف بِداخِلي
'اللعنة! ، سَتَعبر حدود مَملَكتِنا واضِعةٍ قَدَمَها عَلى حدود غابة المُستَذئيين!'
لأسمع هَروَلةٌ مِن خَلفي ناظِراً لِصاحِبِها لامِحً ذِئبة
'اللعنة!'
ليَقفز مُعتَلياً أياها بَينَما يَلعَقُها وَهيه تَدفَعَةُ بيَدَيها الصَغيرة
لأتَجِة نَحوَها صارِخاً بِة
" كينتارو أيُها اللعين أبتَعد عَنها الآن!"

..

..ميا..

أستَقَمتُ مِن عَلى الأرض عندَما أبتَعد عَني ذَلِكَ الذِئب الضَخم ذو الفراء البُني
لأركُض مُختَبِئةً وَراء أريوس بَينَما أمسَحُ لُعابةُ وَ أنا أشتم
لأخرج رأسي بَعدَ قَليل ناظِرةً لِذَلِكَ الرَجل ذو البَشَرة البُنية ، بنية عَضلية ، شَعرُ بُني غامق ، أعينٌ عَسَلية ، أذن ذئب ضَخمة وَ ذَيلٌ طَويل بِبِنطالٍ جِلدي

ليَتَجة نَحوي بِسُرعة ناظِراً لي عَن قُرب
"يااااه أنتِ جَميلة حَقاً ، لَقَد أنتَشَرت الأشاعات بِكُلِ مَملَكة عَن جَمالَكِ وَ ها قَد تَأكَدت!"
ليَقف آريوس أمامي ناظِراً لِكينتارو دافِعاً أياه بَعيداً عَني
"الا تَعتَقد أنكَ تَقَرَبتَ كَثيراً!"
"أسف وَ لَكن جَمالَها يَستَحق التأمل ، انا أحسدَك!"
"لا يَهُم أياكَ وَ التَقَرُب مِنها وَ مالَذي جاءَ بِك!"
"لَقد كُنت أحرس حدود الغابة ، ماذا عَنكم!"
"أرادت التَنَزة"

"خيارٌ موَفق ميا ! .. هيا دَعينا نَتَنَزة بِأرجاء مَملَكَتِنا .. مَملَكة المُستَذئِبين!"
أردِفَها بَعدَما وَضَعَ يَدَةُ عَلى كَتِفي ساحِباً أياي مَعةُ!"
لأستَدر نَحوَ آريوس الَذي بانَ وَكأنَة غاضب
ليَردف كينتارو
"لا عَليكِ منه ، أنَهُ مُتَمَلِكٌ أحمَق!"
ليَصرخ آريوس
"كينتارو! ، أصمت!"
دَقائقٌ مَرَت لِنَعبر الغابة
داخِلينَ داخِل أسوار المَملَكة
بَينَما يَتَجَوَلونَ المُستَذئِبين بَعضَهُم بِهيئات ذِئابَهُم وَ البَعض الأخر بِهيئاتٍ قَريبةٌ لِلبَشَرية
أعني لا أعلم ما يُمكِنَني أن أطلِقُ عَلَيها

لنَتَجة ثَلاثَتِنا لِجانِب إحدى النافورات جالِسينَ لِجانِبِها ليَردف كينتارو أنتَظروني هُنا
مَرَت الدَقائق ليأتي إحدى الرِجال إلينا

بِشَعرٍ أبيض ، أُذونان بَيضاوَتان كَخاصة الذِئاب أعيونٌ خَضراء ، بَشَرةٌ حِنطاوية ، بنية جَسَد عَضَلية وَ ذَيلٌ أبيَضٌ طَويل إكتَسا بِفِراء الذِئاب
ليَردف مُخاطِباً آريوس

"آريوس! لَم أراكَ مُنذُ مُدة ، لِما لَم تَعُد تَزور مَملَكَتِنا!...أكانَ عَليكَ حَقاً الأنشِغال لكَونَكَ قَرين! ، أه صَحيح ماذا عَن حَبيبَ.."
ليَصمُت بَعدَما رأنيَ
ناظِراً لِأريوس اللَذي يَرمُقَةُ بِنَظَراتٍ حادة
ليَردف ذو الشَعر الأبيض
"أنتِ هيه ميا! ...واه تَبدينَ لَطيفة..أه أسف نَسيتُ أن أُعَرِفَكِ عَلي أنا يوجين !"
"لِما ليسَ لَديكم أنياب!"
ليَضحك يوجين بِسَبب سؤاليَ العَشوائي
"بَلا نَملِك أنظري"
أردَفَ بِها فاتِحِاً فَمَهُ مؤَشِراً عَلى أنيابة
لأردف بِأندِهاش
"جَميلة!"
"أتُريدينَ لَمسَها؟"
أومأتُ لَه
ليَصرخ آريوس
"أنظري لِهُناك!"
وَجَهتُ نَظِريَ لِذَلِكَ المَكان لَكِني لَم أجدُ شَئً
لأردف بِأستِغراب
"لَم يَكُن هُنالِكَ شئ!"
أستَدرَتُ مَرةً أُخرى لِأرى كينتارو يُهَروِلُ نَحوي بَينَما يُخَبِئُ شَئً خَلفَ ظَهره
ليَردف بِأندِهاش
"واه، يوجين هُنا أيضاً .. ماذا تَفعَل يا صاح!"
"لَقَد لَمِحتُ آريوس مِن بَعيد لِذا أتَيت!"
"هَل تَعَرَفت عَلى ميا؟"
"نَعم إنَها لِطيفة!"
ليَردف كينتارو
"أعطِني مِعصَمِك!"
وَجَهتُ مِعصَمي نَحوَةُ
ليَلبِسَني تِلكَ الأسوارة المُزَيِنة بِأحجارٍ غَريبة لَكِن جَميلة
"أنَها هَديةٌ لَكِ .. هَذِهِ الأحجار مِن جَبل سايو"
"سايو؟"
"نَعم إنَهُ جَبَلٌ أعتَدنا عَلى زيارَتَهُ كُل سَنة ، أنَهُ جَبَلٌ مُمَيز!"
أومأتُ لَه شاكِرةً أياه
ليَردف آريوس
"حَسَنا أعتَقد أنا تَنَزَهنا بِما فِيةِ الكِفاية دَعينا نَعود!"
أومأتُ لَهُ لِأولَوح لِيوجين وَ كينتارو
ليَردِفا
"سَنأتي لِزيارَتَكُم!"
ليَصرخ آريوس
"لا .. لا تأتوا!"
ليَردفُ كُلاً مِن هُما بِصَوتٍ خافِت لَم أستَطِع سَماعَهُ
"ذَلِكَ المُتَمَلِك غاضِب!"

.
.
أنتِ لي وَ أنا لَكِ الحُب جَمَعَنا وَ العَوالِم فَرَقَتنا!"
.
.



قَريني في جَحيم إركالا | 𝙳𝚎𝚖𝚘𝚗 𝚠𝚘𝚛𝚕𝚍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن