٤٠

310 37 8
                                    


يَخرُجُ مِن مِرآةٍ غَريبة قَد تَواجَدَت داخِلَ غُرفةٍ مُضلِمةٍ قَد ضُمِرَت بالكُتب

ليَليها دخول فَتاةٌ ذا شَعرٍ أسوَدٌ حَريريٌ للِغُرفة بَينَما تُعاني مِن ثُقل تِلكَ الحَقيبة الَتي عَلى ظَهرَها

أُدَقِقَ في مَلامِحِها المُنطَفيه وَ جَسَدَها الَذي مُلِئَ بالجروحِ وَ الكَدَمات

تَرمي الحَقيبةً عَلى الأرض ليَليها جَسَدُها عَلى السَرير أخِذةً ذَلِكَ الكِتاب الثَقيل قارِئةً إياه

أخُذُ خَطَواتيَ مُقتَرِباً لَها مُأشِراً لَها بِكَفي

بَينَما الأُخرى لا تُيرُني أي إهتِمام

'هَذا غير أخلاقي!'

أتَجَوَلُ في المَنزل بِأريَحية
لِأدخُلَ لِ إحدى الحَمامات
ليُقابِلَني شَخصٌ ذي بُنيةٌ أصغَرُ مِني

قائِلاً بَينَما يأكُلُ الطَعام بِشَراهه

"أ أنتَ قَرينُها الجَديد أم ماذا!؟"

نَظَرتُ لَه بِعَدَمِ فِهم

ليَردف
"أنَ قَرينُها القَديم قَد رَحل مُنذُ ثَلاثةٍ إيام! ، لِهَذا أعتَقِد أنَكَ الجَديد"

"قَرين؟"

"نَعم إي يَعني عَليك مُرافَقَتُها وَ حِمايَتُها دائِماً"

"لا أُريد ذَلِك أنَها لَم تَنظرُ لِوَجهيَ حَتى ... أتَسائل عَن سَبب تَركِ قَرينيها القَديم لَها .. أنَها مُتَعَجِفة!"

أردَفتُ بِها جاعِلاً مِن مُقلَتاي تَدور نَحوَ الأعلى

"أنتَ أحمق ، كَيفَ لَكَ أن تَوَقع لَها رؤيَتك .. فَأنتَ في الأخر فِئه مِن فِئاتِ الشَياطين وَهيه مُجَرَدُ بَشَرية!"

تَستَيقِضُ في اليَومِ الأخَر في الصَباح

بَينَما أنا أتَمَدَدُ لِجانِبِها ناظِراً لَها مُطَوِلاً مُحاوِلاً تَرسيخُ مَلامِحِها داخِلاَ ذاكِرَتي

تَستَقيمُ بَعدَما قَد صَدَرَ صَوتٌ غَريبٌ مِن هاتِفِها
مُتَجِهةً لِلحَمام

لِأقِفُ في الخارِج مُنتَظِراً أياها

دَقائِقٌ عَديده قَد مَرَت وَهيه لَم تَخرُج!

'ماذا إن حَدَثَ لَها مَكروه! أو ماتت!!'

أدخُلُ لِحَمام بِسُرعة باحِثاً عَنها بِعَيناي

'تَستَحِم! أنَها تَستَحِم'

أردَفتُ بِها خارِجاً لِخارِج مُنتَظِراً إياها

ليَليها خُروجِها بَعدَ دَقائِق لافَةً مَنشَفةً قَصيرة عَلى جَسَدِها
لتَبدء بِتَجفيفِ شَعرَها ليَليها إرتِداءَ تِلكَ المَلابِس الَتي إرتَدَتها البارِحة

تَحمِلٌ تِلكَ الحَقيبة عَلى ظَهرُها بَينَما تَخرجُ خارِجَ المَنزل
مُتَجِةً لِإحدى الأماكِن

إذ بِها تَقِفُ أمام بِنايةٍ مُتَوَسِطةَ الحَجم
ليَبدء بصدور صَوتٌ أشبَه بِصَوتٍ قَرعِ الجَرص مِن داخِلَ تِلكَ البِناية

تَدخلُ لَها بَينَما الناس يَركضونَ بِجانِبِها
مُستَقصِدينَ ضَربَها بِأكتافِهِم

تَقَعُ عَلى الأرض بَينَما هُم يَصرخونَ مِن حَولِها
"ها هيه الحَمقاء أتَت مُجَدَداً!"

تَستَقِم مِن عَلى الأرض وَ هيه تَعرُج بِسَببَ ذَلِك الجُرح الأذي بَدء بالنَزيفِ أخِذاً طَريقةُ نَحوَ حِذائُها الأبيض الأذي تَلَطَخَ بالونِ الأحمر

'يا .. أنتِ تَوَقَفي .. أنتِ تَنزِفين .. اللعنه لِهَاؤلاء الأطفال!'

أردِفتُ بِها مُهَروِلاً لِجانِبِها وَ أنا لا أستَطِع فِعلَ شئٍ لِأجلِها!

تَمرُ الأيام وَهيه عَلى ذاتِ الحال
كَيفَ لِ أطفالٍ هَمَجيين إذاء فَتاةٌ ضَغيرةٌ لَطيفةٌ وَ هادِئةٌ كَهذه!

أنَها هادئةٌ لِدَرجةٌ قَد تَجعَلَ مِنك مُنجَذِباً لَها كُلياً

تَخرجُ مُتَجِهاً لِمَدرَسه مُجَدَدا كَ كُل يَوم قَد مَضى مِن هَذا الشَهر
وَ أنا أتَدَمَرُ داخِلياً
كَيفَ لي حِمايتُها

أود أن أحميها لِكَي لا تُعانيَ مِثلي ثَماماً كَيفَ لي أن أحميها!

تَجلِسُ في الفَصل الخاص بِها بينَما الجَميع يَلهُ وَيَلعَب مِن حَولِها

بَينَما هيه تَكتَفي بالنَظر لِلسَماء مِن نَحوِ تِلكَ  النافِذةُ الصَغيرة

يَرنُ الجَرص دالاً عَن إنتِهاء اليَوم في المَدرَسة
لِتَقتَرِبُ مِنها تِلكَ المَجموعه المُزعِجه مُجَدَاً

يَضرِبُها بِوَحشيةٌ أمامي بَينَما أقِفُ ناظِراً لَها بِلا حيلة

وَ قَلبي يَتَحَطَمُ لِأشلاء

يَخرجونَ مِنَ المَدرَسة وَهُم لا يَشعرونَ بِ إي نَدم مُهَروِلينَ في الأرجاء بِسَعاده

ليَختَفونَ مِنَ العالم بَعدَما دَهَستهُم شاحِنةً كَبيرةٌ

جاعِلتُم يُفرَمونَ تَحتِ إطاراتِها الضَخمة

..

.
.
لَن أجعَلُكي تُعانينَ مِثلي أبدَاً
.
.

قَريني في جَحيم إركالا | 𝙳𝚎𝚖𝚘𝚗 𝚠𝚘𝚛𝚕𝚍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن