٤١

321 33 1
                                    

تَجلِسُ في غُرفَتِها بِهِدوءٍ وَ سَكينه مِثلَ تِلكَ الأيام الهادِئة الَتي مَرت

أيامٌ هادِئةٌ خاليةٌ مِنَ المَشاكِل

تَتَرَجلُ لِلأسفل بَينَما تَتَجهُ لِطاوِلةَ الطَعام
تَجلِسُ عَلى ذَلِكَ الكُرسيُ الفاخِر
بَينَما تَتَوَسَطُ الطاوِله أطباقٍ كَثيره وَ مِن أنواعٍ مُتَعَدِدةً مِنَ الطَعام

تَنظرُ في الأرجاء مُنتَظِرةً إياه وَلَكِن لَيسَ لَهُ وجود

مَرَت الأيام وَهيه لَم تَراهُ لِإسبوعٍ كامِل بَعدَ إلتِقائِهِم في الحَديقة

تَستَيظ ، تأكُل وَ تَنام

لَم يَكُن هُنالِكَ شئٌ إضافيٌ أبَداً

بَينَما الأخر يذهَبُ لِمَخبئهُ المُعتاد قاضياً يَومَهُ هُناك بَينَما يَتركُ مَن أحَبَها في قَصرة بِجوارِ أتباعِه وَ حُراسة
..

يَجلسُ في مخبئهُ المُعتاد متأمِلاً الفَراغ بِعَينيهِ الغائِره وَ المَليئه بالدموع
بَينَما يَحتضن جَسَدَهُ البارِد
مُرَدِداً تِلكَ الجُملة بِحزن

"انَها لا تَستَحِقَني! ، أنا لا شئ بالنِسبةَ لَها "

يَنظرُ نَحوَ يَديهِ وَ لِخارِجَ مخبئِهُ الأشبه لِكَهفٍ صَغير

"لا يُمكِنَني التَحمل أكثر مِن هَذا! ،انا لا أستطيع"

يَقِفُ على قَديمهِ بَينَما يَتوجه إلى قَصره بِخَطَواتٍ هَزيلة وَهوه يتلفت ناظِراً في الأرجاء

"لا يجب عليك أن تَعثر عَليَ الآن يَجب علي رؤيَتِها لِأخر مَره! ، يَجب عَلي أن أوَدِعُها وَداعً قَد يَشفي قَلبي لِفَترةٍ طَويله!"

ليكمل بَينَما بَدأت تِلكَ القَطَرات الدافِئه تَهطلُ مِن عَينهِ

"كَيفَ لي أن لا أودع مَن أحبَبتَها من كُل قَلبي ، كَيفَ لي ان لا أودع من كانت تَدخلُ عَقلي وَ تَحتضنُ قَلبي كُللَما شَعرت بالضيق !"

يَصِلُ للقَصر مُتَجِهاً لِلحَديقة الخَلفيه وَهوه يَشعرُ بِهِ يَقترب أكثر وَ أكثر
ليَقف أمامَها مُقابِلاً ظَهرَها
يَرفعُ أنامِلَ يَدِهِ ماسِحاً دموعه مُتَظاهِراً كالعاده
مُختَبِئً خَلفَ قِناعِ وَحشهُ البارد الَذي لا يَمتلكُ قَلب ، وحشُ حقيرٌ جَشع

يَنطقُ بِإسمِها الَذي لَن يَستَطع نَطقهُ مُجَدَداً بَينَما يَجثو عَلى رُكبتيهِ مُمسِكاً بيَدِها بَينَ كَفيهِ مُحتَضِناً أياهُما بِحَنان شاعِراً بِدِفئِهِما
بَينَما يَنظرُ داخِلَ عَينَيها بِحُزنٍ كَبير وَهوه يَبكي بِحِرقةٍ كَبيرة

" ميا أتَعلمين! ، أشعرُ بالأسف نَحوَ نَفسي في بَعضِ الأحيان .. لأني وَ بِبَساطه مَخلوقٌ ضَعيفٌ لِدَرَجةٍ لَن تَتَصَوَريها ، مَخلوقٍ قَد نُبِذَ مِن قِبَلِ الجَميع ليتَحَول لِوَحشٍ أنانيٌ حَقير كانَ بِداخِلِهُ طِفلٌ صَغير قَد ولايازال يَحتاجُ لِلحَنانِ وَ العاطِفه "

"ولكن لن أشعرُ بالأسف حَولَ نَفسي بَعدَ الأن لِأني سَألتَقي بِمَن يَحِبَني في مَكانٍ أخر .. وَلكن أرَدتُ أن أخبركِ ما في داخِلي لِأخرِ مره لِذا إستَمعي لي أرجوكِ هَذِهِ المَره وَحسب"

..
..ميا..
أنظرُ إليه بَينَما أشعرُ بِشعورٍ غَريبٌ
عينيه ، طريقة كَلامه ، نَظَراته و صوته كُلِ شئٍ كانَ غريب

ليَستقم وهوه لازالَ يَنظرُ نَحوَ أعماقِ عَيني ليردف

"أعلمُ أنَني تَسبَبتُ لكِ بالكثيرِ مِنَ المَتاعب وَ أعلمُ أني كُنتُ حقير و وَحشٌ بِلا مَشاعر قَد تَسَبَبَ لكِ بالكثيرِ مِنَ المَتاعِب وَلَكن أقسمُ لَكِ أني لَم أقصد أي فِعلٍ مِن أفعالي وَلم أقصد أن أُذي مِن أحبَبتُ طَوالَ حَياتي أقسمُ أنَكِ كُنتِ مَصدر سَعادَتي كُلَما شَعرتُ بالحزن كُنتُ أكتَفيَ بالتَفكِيرِ بِكي وَحسب ... أنَ ما فَعلتهُ لا يُغتَفر وَلكن أرجوا مِن مَلاكٍ مٍثلُكِ أن يَغفِرَ لِشَيطانٌ مِثلي أرجوا مِنكِ أن تِغَفِرِ وَ تَنسي أخطائيَ وَ تَصَرُفاتيَ الحَقيرة "

ليكمل بَينَما يُقَرِبُ يَدَهُ مِن وَجهي

"وَ أتمنى أيضاً أن تَنسي هَذا الحقير أيضاً! ، إنسيني!"

شعورٌ غَريبٌ تَمَلَكَني لِأشعرُ بِجَسَديَ يَقَعُ عَلى الأرض بَينَما لَم أشعُر بِأي ألَم
ليختفي كُلِ شئٍ مِن أمامي وراءَ سِتارةٌ سَوداءٍ ضَبابيه!

أستَيقِضُ بَعدَ ثوانٍ بَسيطه ناظِرةً لٍلأرجاءِ بِخَوف
بَينَما سائِلٌ لَزِجٌ فَحميٌ كانَ مُنتَشِرٌ عَلى الأرض بَينَما يَتَبَخر
أستَقِمُ عَلى قَدَماي حامِلةً بيَدي فُستانيَ بَينَما أركضُ مُتَجِةً نَحوَ تِلكَ الغابة الكَثيفه
بَينَما أشعرُ بالألَم في رأسي

ألَمُ الصُداع!

أركضُ بِأسرَعَ ما لَدي بَينَما أتَلَفَتُ في الأرجاء
لِأقِفُ ناظِرةً لِذَلِكَ الظِلُ الضَخم بَينَما سِهامِ الرُعب قَد أصابَني

يَتَقَدَمُ بِمَظهَرِهُ المُرعِب وَالضَخم ناظِراً إلي بَينَما أقِفُ بِلا حَرَكه
كَما لَو إني قَد تَحَنَطت

ليَردف بِصَوتِهِ العالي وَ الخِشن مُتَحَوِلاً لِهَيأتِهِ العاديه

"ميا! ، هَذا أنا أريوس!"
يَردِفُ بِها بَينَما يَركضُ نَحوي مُحتَضِناً إياي

"كَيفَ هَرَبتي! ، هَل أذاكِ!"
أنظرُ لَه بِمَلامِحٍ مُستَغرِبه

بَينَما أقُل

"مَن هوه ؟ مَن الَذي كانَ سَيؤذيني!"
يَنظرُ ليَ الأخر بِأستِغراب بَينَما يأخُذُ بِيَدي عائِدينَ لِلمَملكة

..
أوَد أن أخبِرَكِ أني قَد ألتَقَيتُ بِوالِدَتي بَعدَ مِئاتِ السنين
..
أشعرُ كَما لَو أني عُدتُ طِفلاً
..
.
.



قَريني في جَحيم إركالا | 𝙳𝚎𝚖𝚘𝚗 𝚠𝚘𝚛𝚕𝚍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن