٢٦

382 49 1
                                    


أجلسُ عَلى تِلكَ المائِدة الفاخِرة
ذات اللون الذَهبي الَتي زُيِنت بِدقه وَ تألَقت بِشِدة
بَينَما يَجلسُ لِجانِبي آريوس ألَذي كَانَ يُخاطب
مَلِكة آليت بِمَواضِعٍ غَريبة

أنظرُ إليهِ بِتَمعن مُتأمِلةً إياه
شَعرَةُ الأسود الكَثيف ألَذي أرجَعهُ لِلوَراء
مُظهِراً تَفاصيلَ وَجهه الوَسيم
حاجِباه الكَثيفان اللَذاني رُسِما بِدِقة ، عَيناه الحَادَتان ، بَشَرَتةُ الحِنطيه وَ شِفَتَيةِ الكَرَزية

إذ يَرتَدي زيٌ أبيضٌ أخاذٍ قَد طُرِزَ عَليةِ
بِضعِ التَفاصيل الذَهَبية مَعَ جَوهرةٌ ماسية

لَقد...لَقد كانَ أميرٌ قَد خَرَجَ مِن قِصةٍ خَيالية
لَقد كانَ أجمل مَن رأتةُ عَيناي!

أنتظرُ لِحَركة شِفاهِه القُطنية
مُنزِلةً ناظِري لي رَقَبتةُ وَ تُفاحة أدم الَتي تَمسكَنت به
مُتَمَنيةً تَقبيلِها

مالَذي يَحدثُ لي !
أشعرُ إني أغرقُ في مُحيطٌ لا يَملكُ نِهاية

..آريوس..

أُحَدِقُ بِتِلكَ الَتي تَجلسُ لِجانِبي
بَينَما تَشرَبُ ذَلِكَ الشَراب المَخمور
غَير داريةً عَنة
أشَحتُ بِناظِريَ عَنها مُكمِلاً حَديثيَ مَعَ المَلِكة

دَقائِقٌ مَرت لِأشعرُ بِها تُحَدقُ بِي عَن كُثب
مُتأمِلةً إياي

لتَردف قائِلة بِصوتٍ خافِت
"أشعرُ أني أودُ تَقبيلة!"
ليَتَسلل صَوت ضَحِكات نوزومي
لِإذناي قائِلةً بِمَكر
"لَقد نَجَحَت خُطَتي!"

إستَقمتُ مِن مَكاني حامِلاً إياها
مُتَجِهاً لِتِلكَ الغُرفة الَتي جُهِزت لَنا
أمَدِدُ جَسَدَها عَلى السَرير بِلُطف
مُتأمِلاً وَجنَتيها الحَمراء عَن قُرب
لتَرفع أنامِلها الصَغيرة مُمَرِرةً إصبَعِها
عَلى شَفَتي مُتَحَسِسةً إياها

لتَقتَرب مِني إذ كانت أنفاسها تَختلط مَعَ أنفاسي

قائِلة
"آريوس.. أتَعلم إني أعشقُ تِلكَ النَدَبات الَتي سَكَنت وَجهك!"
أكمَلت جُملَتِها بِقُبلةٍ دافِئة قَد تَمَركِزت أعلى عَيني تَحديداً نَدبَتي !

لِتُكمِل

"آريوس...إبقَ لِجانِبي"
لِتُمِضُ هَويَتيها بَينَما تَتَمَسِك بِمَلابِسي
مُطلِقةً العَناء لِأحلامِها الوَرديه
..

..ميا..

أفتَحُ عَيناي ناظِرةً لِلأرجاء
بَينَما أمسِكُ بِرأسي بِقوة
ألَمٌ مُميت قَد إختَرقَ رأسي
لِأسمع صَوت عِظام إحدى أيادي مَن في القَصر
تَرطَطم في الباب مُخَلِفةً صَوتٌ مُزعِج

"يُمكِنكَ الدخول!"
صَوتٌ أجهش خَرَجَ مِن فَوهي
يَليةِ دخول ذَلِكَ الحارس الذَي إستَقبَلَني البارحة

البارِحة!

مالَذي حَدث البارِحة

لم أشعر إلى بِجَسَدي يَغرقُ
داخِلَ مُحيطٌ لا يَنتهي

ليُقِضَني صَوت الحارِس مُخاطِباً إياي
"آنِسَتي لَقَد أمَرَ السَيد آريوس أن تَشرَبي هَذا الدَواء انهُ يُساعِد عَلى أيقاف ألم الرأس و الدَوار الَذي تَشعُرينَ بِه "

أومأتُ لَه
اخذةً الدَواء بَينَ يَداي شارِبةً إياه
دِقائِقٌ قَصيره مَرت ليَختَفيَ الصُداع الَذي كُنتُ أشعرُ بِه
أستَقمتُ مِن عَلى السَرير ناظِرةً لِتِفاصيل الغُرفة الأخاذة إذ كانت شَبية لِغُرف المِلوك!

..

..آريوس..

أجلِسُ عَلى تِلكَ المائِدة الَتي إمتَلِئت بِأشهى أنواع الأطعِمه
ناظِراً لِما تَقتَرب بِخِمول جالِسةً لِجانِبي
"صَباح الخَير"
أردِفَتها بَينَما تَنظرُ لي
لِأجِب بِدَوري
"صباح الخير"
"آريوس ... مالذي حَصَلَ البارِحة؟ ، انا لا اتَذَكر"
أردَفَتُها بَينَما تَنظرُ لي بِجِدية وَ تَسائُل
لتَصرخ تِلكَ المُزعِجه الَتي ظَهَرت مِنَ العَدم
وَمن غَيرُها نوزومي

"نعم آريوس مالذي حَصَلَ البارِحة أشعرُ بالفضول إيضاً!"

إردَفَت بِها وَهيه تَحوم حَولَنا
" لم يَحصل شئ!"
جُملةٍ بارِدة خَرَجَت مِن فَوهي

باشرتُ بِأكل الطَعام بَينَما ميا
لِجانِبي شارِدةُ الذِهن
دَقائِق مَرت لِتَصرخ بِقوة
ضارِبةً إياي
"اللعنة أريوس!!"
أردِفت بِها بَينَما قَد إحمَرت خَجَلاً
مُهَروِلةً لِغُرفَتِها


.
.
لا أُجيد الأقتِراب ، إقتَرِب أنت!
.
.

قَريني في جَحيم إركالا | 𝙳𝚎𝚖𝚘𝚗 𝚠𝚘𝚛𝚕𝚍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن