٢٠- الصندوق الأسود

21.5K 503 29
                                    


استيقظت ريم من نومها و ارتدت ملابسها و أستعدت للذهاب مع عمر حتى يشتروا الأغراض الذي سوف يحتاجوها في رحلتهم، تأخرت قليلاً ليزفر عمر بضيق و يتصل بها فردت عليه
ريم : خمس دقايق و نازلة
عمر : متنجزي يا بنتي إيه كل ده!
ريم : معلش اتشغلت شوية مع بسملة .. الميس بتاعتها جت و كانت خايفة منها شوية لحد ما أخدت عليها
عمر : طيب يلا
و بعد مرور خمس دقايق سمع صوتها خلفه
ريم : يلا نتحرك
التفت لها عمر و نظر لها بإعجاب واضح لتخجل هي قليلاً
عمر : شكلك حلو النهاردة
ريم : شكراً
عمر أبتسم بتوتر ثم تحرك الإثنان و اتجهوا إلى أحد المولات ليشتروا كل ما سيحتاجونه و بعد فترة وقفت ريم بتعب و قالت
ريم : كفاية كده لفينا كتير
عمر : فاضل كام حاجه و نمشي خلاص
و أثناء مشيهم اصطدم أحدهم بريم فنظرت له بضيق
: آسف ماخدتش بالي
ريم : حصل خير
أبتسم هذا الشخص لها و نظر لها بإعجاب و عندما لاحظ عمر تلك النظرات سحب ريم إلى الجانب الآخر و وقف يناظر هذا الشخص بحدة
عمر : في حاجه ولا إيه ؟!
: لا أنا بعتذرلها بس
عمر : طيب و اعتذرت اتفضل و أبقى فتّح بعد كده بلاش شغل الاستهبال ده
: ما قولت مكنش قصدي
عمر : مش عايز كلام كتير .. اتفضل أمشي
نظر له هذا الشخص بتعجب ثم ذهب في طريقه لتقول ريم
ريم : في إيه يا عمر ما هو قالك ماخدش باله
قال عمر بغضب : هو إيه اللي ماخدش باله ليه شفافه إنتِ
ريم : طب خلاص حصل خير .. أنت متعصب ليه؟!
عمر : ولا متعصب ولا حاجه أنا تمام
ريم : واضح فعلاً
عمر سار بها للحظات حتى خطرت فكرة في رأسه فقال
عمر : ريم بصي خليكي هنا ثواني هروح أسأل على حاجه و جاي
ريم : تمام متتأخرش بس
عمر : متتحركيش من هنا
ريم : حاضر
عمر أبتسم و تحرك من مكانه و ذهب إلى أحد محلات المجوهرات و أشتري عقد لريم رقيق جداً و راقي و قرر أن يهديه لها بعد الرحلة و خصوصاً عندما يعترف لها بحقيقة مشاعره تلك!
خرج من المكان بسعادة و وضع علبة العقد في جيبه فلم ينتبه للقادمة نحوه حتى أصطدم بها
عمر : أنا آسف جداً...
توقف عمر عن الكلام عندما نظر إلى وجهها، أنها أمامه بعد كل تلك الفتره !
_________________________________
ورد : يلا يا عم صابر جه معاد الدوا
ثم توجهت نحوه و ساعدته في تناول دوائه و لكن فجأة و بدون قصد أوقعت عليه كوب الماء لتفزع هي وتقول بضيق
ورد : أنا أسفة والله ماخدتش بالي
و ساعدته سريعاً لتخلع عنه ثيابه المبللة ثم اتجهت إلى خزانته و أخرجت منها بعض الثياب باستعجال فلم تنتبه للصندوق الذي وقع منها ، و بعد لحظات قد انتهت من تبديل ملابسة و رتبت الغرفة و استعدت للخروج و لكن استوقفها هذا الصندوق لتنظر له بتساؤل، كيف أتى هذا الصندوق إلى هنا؟!
التقطته من الأرض سريعاً و جاءت لتفتحه و لكنها وجدت صابر ينظر لها بتركيز و كأنه ينتظر أن تفتحه أيضاً! اقتربت منه ورد و قالت
ورد : تسمحلي أشوف الصندوق ده؟
أغمض صابر عينه و فتحها مرة أخرى كأشارة لها بموافقته، فتحتها ورد بهدوء لتجد بداخلها شال رقيق واضح أنه مصنوع يدوياً من الصوف دافئ جداً، وبرغم هجره كل هذا الوقت و حبسه في هذه الخزانة الباردة، أكملت البحث في الصندوق لتجد صورة لكريم مع والده و والدته في يوم تخرجه و كان والده يقف بصحة و سعادة و كذلك والدته، نظرت إلى الصورة بألم نوعاً ما، نظرت إلي صابر لتجد الدموع قد تجمعت في عيونه فندمت كثيراً على تطفلها هذا و جاءت لتبعد الصندوق و لكنه نظر لها برجاء أن تكمل البحث ففهمت هى نظراته و أكملت تفحصها للصندوق .
لتجد سلسال رقيق مدفون في إحدى جوانب الصندوق و ورقة مطويه معه لتحملهم بين يديها ولكن السلسال قد لفت انتباهها أكثر فوضعت الورقة في جيبها و تفحصت السلسال عن قرب لتجده عبارة عن وردة رقيقة مطرزة بأحجار صغيرة ذو ألوان خاطفة للأنظار كان كل ما يقال عنه أنه ساحر ابتسمت و جاءت لتعيده لمكانه و لكن هناك يد اوقفتها، استوعبت ورد أن تلك يد صابر لتنظر له بصدمة و عيونها متسعه من الصدمة!! و كانت يد صابر ترتعش بشده من الواضح أنه كان من الصعب عليه تحريكها ولكنه نجح في ذلك !!
ورد بصدمة : أنت حركت إيدك !!
أبتسم صابر بتعب لتفرح ورد بشدة و ظلت تردد بعدم تصديق
ورد : أنت حركت إيدك !! الحمدلله يارب
كانت السلسلة مازالت في يد ورد و جاءت لتعيدها لمكانها و لكن صابر ضغط على يدها فقالت
ورد : أخدها ؟!
صابر أبتسم بحماس لتفهم هي فقالت : بس دي مش بتاعتي .. شكلها بتاعت ماما زهرة الله يرحمها
الكاتبة ميار خالد
ظهرت بعض الدموع في عيون صابر و لكنه أصر أن يبقى السلسال مع ورد و بعد لحظات خضعت له و لبست هذا السلسال
ورد : أوعدك إني هحافظ عليه
و هنا استوعبت أكثر ما حدث لتقول : بس أنت إزاي حركت ايدك ؟
و فكرت بصوتٍ عالي : يبقى فعلاً العلاج التاني هو السبب في تأخر حالتك! طب و مادام هو بيأذيك كده ليه شوفت مروة بتبدل الدوا بتاعك !! أنا مش مرتاحه للموضوع و لازم أفهم
ثم نظرت إلى صابر سريعاً و قالت بصوت خفيض : مش عايزة أي حد يعرف إنك حركت إيدك دلوقتي يا عم صابر .. حتى كريم بلاش يعرف لأن لو مروة عرفت إنك بتتحسن ممكن تعمل حاجة تانية و أنا مش هضحي بيك !
و بعد لحظات خرجت من الغرفة لتصطدم بمروة التي طالعتها بكره و خبث و لكن تغيرت نظراتها عندما وقعت عينيها على السلسال الذي يزين رقبة ورد لتقول بفزع
مروة : إنتِ جبتي السلسلة دي منين!!
ورد : دي حاجه متخصكيش عديني
ثم تخطتها سريعاً لتمسكها مروة من يدها بعنف و قالت
مروة : إنتِ مش هتمشي غير لما أعرف إنتِ جبتي السلسلة دي منين!
ورد : و أنا قولتلك دي حاجه متخصكيش! أبعدي عن وشي
مروة : سرقتيها صح! ده طبعك أنا عارفه
ورد كادت أن تتكلم و لكنها تراجعت لأنها إذا أخبرتها أن صابر هو من أهداها لها سوف تعرف أنه يتحسن فسكتت
مروة : سكتي ليه ؟ انطقي سرقتيها منين
ورد نظرت لها ببرود : آه يا مروة سرقتها ميخصكيش أي حاجه بقى خليكي في حالك
ثم ذهبت من أمامها سريعاً لتظل مروة واقفة مكانها بصدمة و قالت
مروة : السلسلة دي بتاعت خالتي! وصلت لها إزاي دي أخر مرة شوفتها لما كانت في رقبتها يوم ما ماتت ! البنت دي بقت خطر عليا أوي .. هانت بكرة هتخلص كل حاجه
عادت ورد إلى غرفتها لتجد كريم جالس في شرفة الغرفة يقرأ أحد الملفات فتذكرت أنه لم يأخذ علاجه فأحضرته و خبأت السلسال بين ثنايا ملابسها حتى لا يراه كريم و اتجهت إليه
ورد : كريم بيه .. علاجك
كريم : نفسي افتكره مره
ورد : مش مشكله أنا هنا عشان أفكرك
كريم أبتسم و قال : و لما متبقيش هنا؟
ورد : هاجي عشان أفكرك و أمشي أنت هتعملها مشكلة ولا إيه ؟
كريم ضحك ثم صمت للحظات و قال : أنا عارف إن مروة بتجرحك كتير بكلامها و بتضايقك بأفعالها بس أرجوكي استحملي علشاني
ورد : أنا معنديش مشكلة يا بيه .. أنا متعودة على قلة الذوق دي مش أول حد يعدي عليا بس إيه الخطوة اللي جايه مش فاهمه، أقصد أن بقالنا فتره أهو و مفيش حاجه اتغيرت
كريم : بتهيألك، مروة قربت تجيب أخرها
ورد : بس من معاشرتي ليها معتقدش أنها ممكن تسيبك بسهولة
كريم : المهم عندي أنها متبقاش مرتاحه يكفى بس أنها عارفه إنك موجودة في حياتي و أنك بتشاركيها حقها فيا
ورد : أنا معاك للأخر يا بيه .. بس ممكن طلب؟
كريم : أكيد قولي؟!
ورد : ممكن تفضل واثق فيا مهما حصل مهما سمعت أو شوفت ممكن متحكمش غير لما تسمع مني
كريم : إنتِ لسه زعلانه من يومها ؟
ورد : لا والله
كريم : أومال ليه بتقولي كده ؟
ورد : مش عارفه بس أنا مش مرتاحه اوعدني
كريم : حاضر يا ورد أوعدك إني عمري ما هشك فيكي
ورد : ماشي يا بيه
كريم : للمره المليون هقولك بلاش كلمة بيه دي !
ورد : ليه مالها كلمة بيه يا بيه؟ هي بتضايقك يا بيه ولا إيه ؟
كريم : طب أمشي من قدامي يا ورد بدل ما أخرج عن شعوري بجد
ضحكت ورد ثم ركضت من أمامه سريعاً و ضحك هو ثم رجع الى الأوراق التي كانت بيده
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
ظل عمر يطالعها بصدمة و دهشة حتى قالت
اروى : لما شوفتك مصدقتش عيني .. بس مكنش ينفع أضيع الفرصة دي من أيدي
عمر أبتسم بتهكم : لا و إنتِ بتقدري الفرص كويس أوي
اروى : عامل إيه؟
عمر : ميخصكيش
أروى : لسه زعلان مني ؟
عمر : الزعل بيبقى على قد الغلاوة يا أروي و أنا مش شايفك أصلا عشان أزعل منك .. إنتِ بس اللي مش قادرة تستوعبي أنك بقيتي ولا حاجه في حياتي و ده مجهودك يعني برافو..
ظلت ريم تبحث عن عمر للحظات حتى وجدته أمامها يعطيها ظهره فاتجهت له سريعاً لتقول
ريم : أنت أتأخرت كده ليه ؟
و هنا تفاجئت من وجود تلك الفتاة فنظرت له بتساؤل فقالت أروى بتعجرف
اروى : إنتِ مين و عايزة إيه؟
ريم : إنتِ اللي مين ؟
ثم نظرت إلى عمر مرة أخرى ليمسك يدها و يضغط عليها ثم نظر إلى أروى ببرود و قال
عمر : متشغليش بالك مش حد مهم يلا عشان منتأخرش
و جاء ليتحرك و لكن أروى وقفت أمامه لتمنعه و قالت
اروى : إحنا لسه مخلصناش كلامنا
عمر : كلامنا خلص من زمان أوي يا أروى
ثم تحرك من مكانه و سحب ريم خلفه ليخرج من المكان سريعاً و بدون أي كلام استقلوا السيارة لينطلق بها و بعد فترة أوقف السيارة على كورنيش النيل ليستمتعوا بنسيم الهواء
عمر : عارفه الجو ده ناقصة إيه
ريم : كوبايتين شاي
عمر : الله ينور عليكي، دقيقة هنزل أجيب اتنين شاي و راجع
و بالفعل ترجل من السيارة و بعد لحظات عاد و بيده كوبان من الشاي ثم جلسوا بهدوء يتأملوا هذا المنظر الهادئ
ريم : ممكن سؤال ؟
عمر : مين اللي شوفناها في المول
ريم نظرت له بتوتر و قالت : أيوة
عمر : دي أروى، البنت اللي كنت بحبها، مش عارف قدري عايز مني إيه و أخيراً لما قدرت امحيها من حياتي و أكمل و أنسى الماضي .. ظهرت تاني
ريم : بس أعتقد لو أنت خرجتها من حياتك فعلاً ظهورها تاني مش هيفرق معاك
عمر : و هي فعلاً مبقتش فارقة معايا .. كل ذرة حب كانت جوايا ليها اتحولت لكره
ريم : أنت تستاهل حد أحسن منها بكتير
عمر نظر لها للحظات و لأول مرة لا تستطيع تفسير نظراته تلك، أطال النظر بها لتخجل بشدة و تقول بتوتر
ريم : ممكن نروح بقى عشان منتأخرش
ابتسم عمر و قال : خلصي كباية الشاي بتاعتك طيب
و بعد لحظات انطلق بسيارته و اتجه الى البيت و كان يختلس النظر إليها من حين لآخر و قال بداخله
عمر في نفسه : هانت جداً بعد ما الرحلة تخلص هقولك كل اللي جوايا، هقولك على كل اللغبطة اللي أنا مش فاهمها دي يمكن تلاقي لقلبي حل، هقولك على قلبي اللي دق و لأول مرة من فترة كبيرة أوي بس المرة دي في حاجه مختلفة .. هانت
في اليوم التالي،
استيقظت ورد باكراً و ذهبت إلى ريم حتى تساعدها في تجهيز أغراضها و كذلك عمر بدأ في تجهيز أغراضه و بعد فترة طويلة أستعد الإثنان للرحيل لتقف ورد و كريم و معهم بسملة
الكاتبة ميار خالد
كريم : عمر مش هوصيك خلي بالك من ريم
عمر : من غير ما تقول يا كريم في عيوني
ورد : خلي بالك من نفسك يا حبيبتي بالله عليكي أنا كل شوية هتصل بيكي أبقي ردي علطول
ريم : حاضر يا ورد
بسملة : أوعى تزعلها أنت فاهم .. هعرف على فكرة
عمر : والله إزاي بقى؟
بسملة : العصفورة هتقولي .. و أنا عصافيري كتير خلى بالك بقى أحذر مني
عمر ضحك عليها : حاضر يا ستي
ثم احتضنتها بسملة و قالت : خلي بالك من نفسك يا ريم و ارجعيلي بسرعة ها
ريم : متقلقيش عليا مش هتأخر .. إيه ده إنتِ بتعيطي !
بسملة : لا دي حاجة دخلت في عيني بس
ضحك الإثنان عليها ثم ودعوهم و خرجوا من المنزل و استقلوا سيارة عمر ليذهبوا في طريقهم، وقفت ورد أمام باب الفيلا ثم دخلت هي و كريم و أغلقوا الباب خلفهم و قالت بسملة
بسملة : ورد، ميس فاطمة زمانها جايه دلوقتي أنا هرجع البيت بقى
ورد : ماشي يا حبيبتي و لما تخلصي تيجي هنا تاني
بسملة : ماشي
ثم ذهبت بسملة من أمامها و وقفت ورد أمام باب المنزل بتوتر فقال كريم
كريم : اطمني مش هيحصل حاجه
ورد : بأذن الله
و في تلك اللحظة رن جرس الباب فقالت ورد سريعاً
ورد : دي شكلها ريم تلاقيها نست حاجه
و ركضت سريعاً لتفتح الباب و لكنها عندما فتحته تسمرت مكانها و نظرت للواقفين أمامها بصدمة كبيرة غير قادرة على الحراك و في لحظة توقف الزمن !!

أكيد طبعاً كلنا عارفين مين الشخص ده !
توقعاتكم ؟؟ ارائكم ؟؟

وردتي الشائكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن