كانت ورد تتبع العنوان الذي أعطاها إياه مجدي حتى وصلت في النهاية إلى شارع بعيد و هادئ نوعاً ما خالي من الناس، نظرت حولها بتعجب وقالت
ورد : هو ده العنوان؟! بس أنا مش شايفة أي بيت هنا!
: نورتي يا قمر
التفتت ورد لتجد المعلم رجب أمامها و بجانبه مجدي!! نظرت لهم بصدمة و فهمت بسرعه ما يحدث حولها
ورد : أيوة فهمت، يعني أصلا مفيش عنوان ولا في توصيله، كل ده عبارة عن لعبة رخيصة منك عشان توصلني لهنا و يا عالم هتعملوا فيا إيه مش كده ؟!
المعلم رجب : الله ينور عليكي، مش أنتِ عملتيلي نمرة في الحارة و فضحتيني، قولتلك ميت مرة اكسبي رضايا عشان زعلي وحش بس أنتِ شكلك مينفعش معاكي غير العين الحمرا
ورد : أتصدق خوفت، فكر كده تقرب مني و متزعلش من اللي هيحصلك
رجب أبتسم بشر : أنا مش هقرب منك، أنا هصور بس
قالت ورد بقلق: تصور إيه ؟!
رجب : فيديو حلو كده ننشره على الإنترنت، ده أنتِ هتتشهري أوي
ورد نظرت لهم بخوف و قالت : ابعدوا عني
صاح رجب : مجدي
اتجه لها الآخر فنظرت ورد حولها سريعاً حتى وقع بصرها على حجر بجانبها اتجهت إليه بسرعه و لكنه أمسك بها قبل أن تصل له، صرخت
ورد : أقسم بالله لو ما بعدت عني لهأذيك يا مجدي
مجدي : هو أنا أطول لما أتأذى على إيدك
ورد : طلبتها و نولتها
ثم دفعته عنها بكل قوتها و التقطت الحجر و عندما جاء ليمسكها مرة أخرى ضربته على رأسه بالحجر فصرخ بألم و وسال الدماء منه!!
و قبل أن تتحرك أمسكها رجب وصفعها بقوة على وجهها فوقعت علي الأرض ثم تحسست وجهها بألم و تجمعت بعض الدموع في عيونها و لكنها حاولت أن تتحلى ببعض القوة لتُمسك في يدها بعض التراب من الأرض و عندما أقترب منها رجب مرة أخرى ألقت به في وجهه فأمسك عينيه بألم و كانت تلك الفرصة المناسبة لورد حتى تهرب من المكان..
نزل كريم من بيت محروس ثم استقل سيارته و أنطلق بها نحو شركته و لكن في نصف الطريق أحس بدوار شديد فأوقف السيارة سريعاً و تذكر أنه لم يأخد دواءه فأخذه وبعد لحظات بدأ في استعادت قوته مرة أخرى،
تحركت ورد بسرعه و ركضت على الطريق، نظرت حولها فوقع بصرها على سيارة تقف في نصف الطريق ترددت للحظات و لكن لم يكن أمامها إختيار آخر و قد أحست أن أحداً ما يسير خلفها لذلك ركضت بسرعة نحو السيارة ثم اقتحمتها !!
طالعها كريم بفزع و تساؤل و نظر إلى هيئتها الغير مرتبه : إنتِ مين؟!
ورد : أرجوك أطلع دلوقتي و أنا هفهمك كل حاجة بعدين
و هُنا لاحظت اقتراب مجدي نحو سيارته فصاحت به برجاء : أرجوك أطلع و أنا هفهمك كل حاجة بعدين
نظر كريم للقادم نحوهم و استجاب لها لينطلق بسيارته سريعاً، تنفست ورد الصعداء و هنا أحست بوجع في وجهها تحسسته لتجد الدماء تسيل من فمها أدمعت عيونها للحظات ثم مسحت دموعها بسرعة قبل أن يراها أحد و لكن كريم كان منتبه لكل حركاتها و بعد لحظات أوقف سيارته في مكان هادئ نوعاً ما و نظر لها و عم الصمت للحظات و في هذا الوقت تأملها كريم قليلاً، شعرها الغير مرتب بالمرة و عيونها الواسعة بندقية اللون و التي تمتلكان سحر غريب و بشرتها التي و برغم ارهاقها إلا أنها لازالت محتفظة بسحرها، تحسست ورد جانب فمها بألم فقال كريم
كريم : أنتِ كويسة ؟!
ورد التقطت أنفاسها ثم نظرت له : أنا كويسة
كريم : نروح المستشفي لو حابه عشان وشك
ورد : ملهوش لزوم يا بيه، متشكرة جداً إنك ساعدتني
و جاءت لتترجل من السيارة و لكنه أوقفها
كريم : أنتِ مش هتنزلي غير لما تفهميني في إيه؟!
ورد : دي حكاية طويلة مش عايزة اعطلك كفاية إنك ساعدتني، أنا هعرف أحل كل حاجه
كريم : متأكدة؟
ورد : أيوة يا بيه
كريم أخرج الكارت الخاص به من جيبه ثم أعطاه لها : عموماً ده الكارت بتاعي لو حصل معاكي أي مشكلة أو احتاجتي مساعدة كلميني
ورد : و أكلمك ليه يعني، أنا هعرف أعتمد علي نفسي
طالعها كريم بدهشة وقال : والله، واضح فعلاً
ورد : أيوة، و متفتكرش إنك عشان ساعدتني مرة ولا حاجه ده يديك الحق أنك تاخد عليا أوي كده، متشكرين
كريم : اتصدقي أنا غلطان، إنزلي
الكاتبة ميار خالد
ورد أحست أنها قد صعبت الأمور أكثر و أنه قد ساعدها فلا يجب أن تحدثه بهذه الطريقة فصمتت للحظات ثم التقطت الكارت الخاص به و نظرت فيه
ورد : متشكرة يا أستاذ كريم إنك ساعدتني
كريم نظر لها للحظات و قد أحس بمدي قلقها و خوفها فهو لا يعلم ما حدث معها ليوصلها إلى تلك الحالة فابتسم لها و تجاهل طريقة كلامها منذ قليل
ابتسم كريم : العفو، ولو احتاجتي أي حاجه تاني أنا موجود، اتصلي بيا بس
ورد ابتسمت ابتسامة ساحرة و جاءت لتنزل و لكنه أوقفها مرة اخري
كريم : ممكن سؤال
ورد : مش بقولك شكلك هتاخد عليا
ضحك كريم و نظر لها بتعجب شديد بسبب كلامها لتكمل هي
ورد : اسأل
كريم : أنتِ مخوفتيش لما ركبتي عربية واحد غريب كده، افرضي كنت مش كويس و ..
ورد : من غير ما تكمل، كنت تفكر كده بس تمد إيدك الحلوة دي عليا و تشوف اللي هيجرالك
كريم : لا و على إيه
ورد ابتسمت ابتسامة خفيفة و جاءت لتنزل فقال : بس أنتِ مقولتليش أسمك إيه
ورد توقفت للحظات ثم نظرت له : أسمي ورد
ثم نزلت من السيارة سريعاً لتذهب في طريقها، أبتسم كريم ثم ذهب في طريقه هو الآخر، عدلت ورد من هيئتها قليلا ثم اتجهت إلى المنطقة التي تسكن بها وهي تتوعد لرجب!
..
أنهت ريم عملها سريعاً فقد كان لديها سيكشن واحد فقط ، لملمت أغراضها لتذهب ، خرجت ريم من الجامعة و سارت لوقت طويل حتى وصلت إلى محطة الباصات و انتظرت حتى جاء أحد الباصات فاستقلته حتى وصلت إلى المنطقة التي تسكن بها و لكنها لم تكن تعلم أن هناك من يراقبها !
و بعد لحظات وصلت ورد إلى الحارة لتجد رجب جالس أمام القهوة الخاصة به ببرود وقفت أمامه و عقدت ذراعيها لينظر لها ببرود
المعلم رجب : لا حول ولا قوة إلا بالله، إيه اللي عمل فيكي كده بس يا ورد
ورد : واحد أمه داعيه عليه يا معلم، بس متقلقش مش هيفلت مني !
ضحك رجب باستهزاء فنظرت له ورد بثقة و اقتربت منه أكثر
ورد : بس ياريت لما تحب تأذيني بعد كده تبطل حركات العيال دي و تجيلي دوغري
رجب بعصبية : حركات عيال! أنتِ مش عايزة تجيبيها لبر
ورد : لا! و لو راجل بصحيح و ريني أخرك إيه
رجب زادت عصبية ليصفعها كف آخر على وجهها فوقعت علي الأرض و قد لاحظ جميع الموجودين ما حدث فابتسمت ورد و نهضت مرة أخرى بدموع
ورد ببكاء : حرام عليك ليه بتعمل معايا كده، اكمني مليش حد تقوم تستقوي عليا بقى
و هنا جاء باتجاهها عم محروس و معه بسملة و يتابع الموقف الحاضرين
الكاتبة ميار خالد
محروس : في إيه يا بنتي!!
التفتت له ورد و ما أن رأى وجهها حتى شهق بشدة وكذلك بسملة بخوف ثم قال : في إيه! إيه اللي عمل فيكي كده
ورد : ده المعلم رجب، بياخد حق اللي حصل امبارح و ضربني زي ما أنت شايف كده، و كمان مكفاهوش ضربني تاني دلوقتي
محروس بعصبية : هو أنت ملكش كبير ولا إيه ! بتستقوي على البنت الغلبانه دي ليه ؟!!
رجب : ده كدب محصلش دي بتتبلي عليا
أحد الموجودين قال : إزاي يا معلم أنا شايفك و أنت بتضربها بالقلم دلوقتي إزاي بتتبلي عليك
و هنا فهم رجب خطتها حيث أنه كان هدفها من البداية اغاظته حتى يفقد عقله و يضربها و وقتها ستستطيع إمساك دليل ضده، لأنها اذا قالت إنه من ضربها لم يصدقها أحد لعدم وجود دليل
ورد : حرام عليك، كل ده عشان رفضت اتجوزك هو غصب يا ناس
رجب : البت دي كدابة و بتتبلي عليا محدش يصدقها !
محروس : إذا كان أنت بنفسك جيت طلبت أيديها مني و أنا رفضت بتكدب إزاي بقي
ورد : أنا عايزة حقي، و إلا قسماً بالله ما هسكت
رجب قال و هو يضغط على أسنانه : إيه اللي يرضيكي و نخلص المسرحية دي
ورد : تسيبني في حالي و من النهاردة ملكش كلام لا معايا و لا مع حد من أخواتي و الإيجار عم محروس هيبقي يوصلهولك
رجب بعصبية مكتومه : موافق، حاجه تاني
ورد : لا، كلكم شاهدين أن المعلم رجب وافق علي كلامي
محروس : متقلقيش يا بنتي، لو حصل حاجه تاني ارجعيلي
ورد : الله يخليك يا عم محروس، أنا بعرف أجيب حقي كويس !
وصلت ريم إلى الحارة و ما أن دخلت إلى منطقتها حتي رأت تجمع من الناس فاتجهت إليهم لتري ورد بتلك الحالة فذهبت لها بزعر !
ريم : ورد ! مال وشك حصل إيه
ورد : دي حادثة بسيطة بس، يلا نطلع
ثم أمسكت يد ريم و بسمله و أخذتهما ليتجهوا إلى بيتهم و أثناء مرورها نظرت إلي رجب بانتصار ليبادلها بنظرات توعد! و مر اليوم عليهم بسلام
_________________________________
وصل كريم إلى مكتبه و دلف إليه ليجد مروة جالسة على كرسيه زفر بضيق لتنهض هي و تتجه إليه
مروة : كنت فين ؟
تخطاها كريم و أتجه إلى كرسيه ليجلس عليه
مروة : أنا بتكلم على فكره !
كريم : و أنا مش عايز أتكلم، روحي على شغلك
مروة : إيه روحي على شغلك دي هو أنا شغاله عندك، أنا ليا نص الشركة دي! لو نسيت أفكرك أن مامتك قبل ما تموت كتبتلي نص الشركة دي و نص أملاكك، عشان نبقي شركاء في كل حاجة يا روحي
كريم نظر لها بضيق : مروة، روحي على شغلك
مروة بغيظ : ماشي يا كريم
ثم خرجت من مكتبه ليزفر هو بضيق مرة اخري، ثم نهض من مكانه و اتجه إلى النافذة المتواجدة في مكتبه
كريم : الله يسامحك يا أمي، ياما قولتلك مش عايز اتجوزها ولا هعرف أحبها، لكن بسبب تصميمك كل حاجة مشت زي ما هي عايزة، و عشان تضمني إني مطلقهاش كتبتي ليها نص أملاكي، عشان لو حصل و طلقتها برضو نفضل في وش بعض، ليه عملتي فيا كده لحد أمتى هفضل عايش في الكابوس ده، عندي ٢٩ سنه و العمر بيجري بيا و أنا بحاول اتجاهل وجودها في حياتي بس لحد أمتى! نفسي الاقي أي طريقة انتقم بيها منها و أكسر كبرياءها و غرورها ده، نفسي تخرج من حياتي بقى
و هنا أحس أن أحدهم وضع يده على كتفه فالتفت له ليجده عماد صديقه الوحيد
كريم : عماد أخبارك إيه
عماد : أنا تمام، أنت إيه؟
كريم : أنا زي الفل
عماد : فعلاً واضح على وشك
كريم : والله يا عماد ما ناقص حاجه، سيبني في حالي
عماد : مروة مش كده
كريم : و هو في مشاكل في حياتي غيرها
عماد : يا بني طب ما تريح نفسك منها و تتجوز، عيش حياتك
كريم نظر له بسخرية : والله؟! بالسهولة دي! يا عماد افهمني أنا عايز أخرجها من حياتي غير كده أنا عارف إني لو اتجوزت هي مش هتسكت و أكيد أنا مش خايف منها بس ليه أظلم بنت تانية معايا ليه ابوظ حياة بنت تانية، كفاية أنا في القصة
و هنا خطرت فكرة علي بال عماد ليقول بسرعه : أقولك على حاجة
نظر له كريم ليكمل عماد : لو عايز تغيظ ست جيبلها ست زيها !
كريم : بمعني ؟
عماد : يعني مش أنت اللي تقدر تكسر غرورها ده، بنت زيها اللي تقدر
كريم : و مش أي بنت !
عماد : كده أنت فهمتني، فكر في الموضوع كويس
خرج عماد من مكتب كريم لتنير تلك الفكرة في رأسه ليكررها : بنت زيها اللي تقدر تكسر غرورها، و مش أي بنت !
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظ كلاً من ورد و ريم و بسملة و جهزت ريم نفسها لتتجه إلى عملها و لكن قبل أن تخرج من البيت اتجهت لها ورد سريعاً
ورد : استني خدي سندوتشاتك
ريم : سندوتشات إيه!! يا ورد أنا كبرت على الكلام ده
ورد : برضو، خدي أكلك معاكي بدل ما تاكلي من برا و تتعبي
ريم : بس ..
ورد : مفيش بس، يلا عشان متتأخريش علي شغلك، ربنا معاكي و ينورلك طريقك و يبعد عنك كل شر
اتجهت بسملة لهم و شعرها يشبه البالون الكبير، و كانت تفرك عيونها بنعاس
بسملة : أنا جعانة
ورد : صدق اللي قال عليكي منكوشه، تعالي اسرحلك شعرك الأول
ضحكت ريم عليها ثم خرجت من المنزل و اتجهت إلى جامعتها، رتبت ورد شعر بسملة و بدلت لها ملابسها و اطعمتها ثم ذهبت لترتدي ملابسها و تتجه إلى عملها
ورد : بلاش تعملي شقاوة عند عم محروس يا بليه
بليه : طبعاً ده أنا ببقي هادية جداً
ورد ضحكت : طبعاً أنتِ هتقوليلي
بليه : صحيح نسيت أقولك امبارح و أنا عند عم محروس شوفت راجل و اد..
و لم تكمل الجملة حتى صدع صوت طرق علي الباب كاد أن يكسره ! شعرت بسملة بالفزع و كذلك ورد بشدة و اتجهت بخوف لتفتح الباب و في ثواني انتشر العديد من العساكر في أرجاء المنزل، قالت ورد للضابط الواقف أمامها
ورد : خير حضرتك
الضابط : إنتِ ورد محمد عبد السلام ؟
ورد : أيوة
الضابط : أنتِ مطلوب القبض عليكي ! هاتوها !يا ترا ايه اللي هيحصل مع ورد ؟
مين اللي كان بيراقب ريم ؟
توقعاتكم ؟؟ ارائكم ؟؟ ♥️
أنت تقرأ
وردتي الشائكة
Romansaفي صحراء قلبي جئتي أنتِ لتنثري رحيقك القوي ؛ لتُزهر حياتي على أثره. كم أنتِ غريبة؛ تهاجمين الجميع بأشواككِ؛ ولكن أنا هاجمتيني بسحرِك ..♥️🍂 ميار خالد