___________________________قد يبدو لك يوما عادياً، ولكن اليوم الواحد يحتضن الكثير من المشاعر والخطط..
في لحظات حياتك الهادئة إذا رأينا الصورة من
جهة أخرى، نرى من يفكر في كل الطرق لوصول األذى اليك! فقط
ليطفئ نار الحقد بداخله، أحترس لأنك لا تعرف من أين سوف تأتيك الصفعه في الغد!
___________________________***
صل كريم إلى بيته في المساء بتعب بعد أن أنهى عمله ليجد البيت هادئ، صعد إلى غرفته و ما أن فتح بابها حتى وجد مروة جالسة على سريرها تطالعه بغموض
كريم في نفسه : بدأنا
مروة : أتأخرت ليه ؟
كريم : كنت في الشغل مش بلعب
مروة : اممم، طب ليه كده يا حبيبي بلاش تتعب نفسك في الشغل هو أنا مش ليا حق عليك برضو
ثم اتجهت إليه لتعانقه بتملك فضاق صدره كلما اقتربت منه أكثر، أبعدها عنه بهدوء و جاء ليتحرك و لكنها أوقفته مرة اخري
مروة : هتفضل لحد أمتى تعاملني كده
كريم : لحد ما تخرجي من حياتي
مروة ببرود : ليه عايز تخرجني من حياتك، يا حبيبي استوعب إني حاجه أساسية في حياتك يعني مينفعش أمشي
ثم صمتت قليلا و قالت : ولا اتبدل !
نظر لها كريم بعدم إهتمام ثم أبتعد عنها و اتجه إلى الحمام ليبدل ملابسه و بعد لحظات خرج ليجد هاتفه في يد مروة!
كريم أخذه منها بعصبية : إنتِ اتجننتي!!
مروة : مالك اتخضيت كده ليه، هو عليه حاجه و أنا معرفش ولا إيه ؟
تجاهلها كريم و جاء ليتحرك لتقف أمامه بعصبية
مروة : أنا بكلمك !!
كريم : آه يا مروة، مش أنتِ عايزة تسمعي كده صدقي أي حاجه في دماغك و حلي عني شوية
مروة بغضب عارم : إزاي يعني! أنا مراتك على فكره
كريم : أنتِ مراتي بالاسم و بس، أساس الجواز المشاركة و كلمه مشاركة دي مش في قاموسك أساساً
مروة : طب ما أنت طلعت عارفني أهو، عندك حق كلمة مشاركه مش في قاموسي عشان كده مستحيل أقبل إني أشاركك مع حد! و لو ده حصل أنت عارف كويس أنا ممكن اعمل إيه
كريم : إنتِ تحمدي ربنا إني مستحملك كل السنين دي! لولا أمي و اللي عملته كان زماني طلقتك من زمان
ابتسمت مروة بخبث : و أنت فاكر أنك ممكن تطلقني بسهولة كده، أنا حاربت الكل و حاربتك أنت شخصياً عشان اتجوزك أكيد مش هضيعك من أيدي بعد ما بقيت مراتك بسهولة كده !
كريم : تقدري تقوليلي إحساسك إيه و إنتِ عايشة مع واحد غصب عنه بيكره حتى قُربك منه !
قالت مروة ببرود : عايشة أحلى سنين عمري يا روحي، كفايه حبي عليك
ثم اقتربت منه لتقبله و لكنه ابعدها عنه بسرعه و خرج من الغرفة بأكملها و أتجه إلى غرفة أخري ليبيت فيها، و ما أن خرج حتى زفرت مروة بغيظ و التقطت هاتفها لتتصل بوالدتها
مروة : الو
سحر والدة مروة : حبيبة ماما، خير متصله متأخر كده ليه
مروة : كريم..
سحر : ماله ؟
مروة : حاسة أنه يعرف واحده عليا
سحر : لقيتي دليل يعني أنه يعرف واحدة ؟
مروة : لا بس مش مرتاحه، خصوصاً أنه مش عايزني أمسك تليفونه أكيد عليه حاجه أكيد هو مخبي عليا
سحر : أهدي أهدي دلوقتي
مروة : أيًا كان اللي يعرفها فهي حكمت علي نفسها بالعذاب، أوصلها بس
سحر : إنتِ هبله يا بت إنتِ؟ ده أنا مصدقت إنك اتجوزتيه عايزة تخربي علي نفسك ليه ما تركزي مع جوزك و خليه يحبك كده
مروة : ما أنا مركزة أهو
سحر : لما نشوف اخرتها
مروة : تمام
أنهت مروة المكالمة و أخذت تفكر في طريقة للإيقاع بهاتف كريم !
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم من نومه بتعب بعد أن استطاع أن ينام لساعات قليلة، أخذ دش و أرتدي قميص أبيض مع بنطال أسود ثم اتجه إلى غرفته بضيق فتحها و دلف إلى الداخل و حمد ربه عندما وجد الغرفة فارغة، جلس علي سريره بأرهاق لتظهر ورد في رأسه مرة اخري و زاد إصراره علي تنفيذ ما في رأسه التقط هاتفه و جاء ليتصل بها و لكنه تراجع عندما وجد مروة أمامه تطالعه بشك
مروة : رايح فين بدري كده ؟
كريم تجاهلها و نهض من مكانه لتتابع بعصبية : أنا بكلمك !
كريم : هو إنتِ بس اللي مسموحلك تكوني مستفزة؟!
مروة كررت سؤالها : رايح فين !
كريم : الشركة
مروة : حلو، طريقنا واحد
كريم نظر لها بحدة و قال : طريقنا عمره ما كان واحد
و تحرك من أمامها بسرعه فضربت مروة الأرض بقدمها بغضب ثم اتجهت إلى مرآتها و نظرت إلي عيونها الحمراء من شدة الغيظ و إلى ملامح وجهها التي تكسوها الخبث و الغموض أغمضت عيونها قليلاً ثم فتحتها بشر و أخذت نفساً عميق و فكرت في طريقة للوصول إلي قلب كريم ، خرج هو من غرفته و اتجه إلى غرفة والده ليطمئن عليه كعادته كل صباح و بعد لحظات خرج من الغرفة و من منزله و اتجه إلى الشركة، استيقظت ورد من نومها و ذهبت لتحضير الفطور و في تلك الأثناء استيقظت ريم و أرتدت ملابسها و كانت عبارة عن فستان وردي اللون بسيط و محتشم مع حزام جلد أسود يتناسق مع لون شعرها التي عقدته و عقد بسيط زين رقبتها ثم خرجت من غرفتها بسرعه لتذهب إلى عملها
ريم : ورد أنا رايحة الشغل
ورد : مفيش خروج غير لما تفطري الاول
ريم : كده هتأخر يا..
ورد : قولت مفيش خروج غير لما تفطري، يلا
ريم : أمري لله
ثم جلسوا سويًا ليتناولوا طعامهم
ريم : أومال فين البت بليه ؟
ورد : سيبتها نايمة مرضيتش اصحيها بدري كده
ريم : صحيح أنتِ لسه بهدوم البيت ليه، أنتِ مش رايحه الشغل النهاردة ولا إيه ؟
ورد : لا ما هو أنا مش هروح تاني
ريم تركت طعامها : ليه؟!
ورد : حصلت مشكله كده، يا ستي ربنا اللي بيبعت الارزاق مش البشر، أنا شوية كده و هنزل أدور على شغلانه تانيه و ربنا يكرم بقي
ريم : و ليه تنزلي خليكي و أنا هصرف على البيت
ورد : لا والله، أنتِ يدوب مرتبك على قدك بس تشيلي البيت كمان فوق راسك ليه دي مهمتي هنا أنا أشيل مصاريف البيت ده عايزة تساعدي يا ستي ماشي لكن متشيليش كل حاجه فوق دماغك
ريم : يعني إنتِ اللي تشيلي كل حاجه فوق دماغك
ورد : ريم أنا بعمل واجبي أنتم عيلتي و اللي باقيلي في الدنيا و أحَب ما على قلبي إني أشيلكم فوق دماغي
ريم : إنتِ عملتي حاجات كتير أوي عشاننا، إنتِ كمان من حقك تعيشي و تفرحي
ورد ابتسمت : فرحتي الحقيقة هي راحتكم
ريم نهضت من مكانها و احتضنتها بحب لتضحك ورد وتقول : يلا هتتأخري علي الجامعة بتاعتك
: الله الله
نظرت ريم إلى بسمله و قالت سريعاً قبل أن تتحدث : ما إنتِ لو بتصحي بدري يا هانم كنتي لحقتي حبة الحب الحلوين دول
بليه : لا ده مش عدل أنتم عارفين أني مبعرفش أصحي بدري يا ورد !
ورد : معلش يا بليه هي ريم كده بتحب ترخم عليكي، أنتِ تيجي تاخدي حبة الحب بتوعك في أي وقت
بليه : أنا عارفه أنك بتحبيني يا ورد أكتر من البنت دي بس مش بحب أقول عشان متزعلش و تعيط
ريم : طبعااا طبعاا
ورد ضحكت عليهم ثم ودعت أختها لتذهب إلى عملها و اطعمت ورد بليه و ذهبت لتبدل ملابسها و عندما انتهوا خرجت ورد و اختها و اتجهوا إلى بيت عم محروس و دقت الباب ليفتح لها بابتسامته الدائمة
محروس : أهلا أهلا بحبيبة عمو محروس
ابتسمت ورد و قالت : أنا خايفة أكون بتقل عليكم والله بس خايفة اسيب بليه لوحدها خصوصاً إني هطول النهاردة يا عالم هلاقي شغل تاني ولا لا
محروس : تاني يا ورد عيب يا بنتي كلامك أنا زي ابوكي برضو، ده أنا حتى أخدت إجازة مخصوص عشان أعرف أقعد معاها روحي يا بنتي ربنا يرزقك و يوقفلك ولاد الحلال
ورد : آه يا عم محروس ادعيلي بالله عليك محتاجه دعواتك أوي
محروس : من غير ما تقولي يا بنتي أنا جاتلي فكرة
ورد : إيه هي ؟
محروس : إيه رأيك اكلملك صاحب الشغل بتاعي لو يعرف يشوفلك شغلانه كده ده راجل طيب و محترم أوي و بيعزني مش هيرفضلي طلب
بليه قالت : عمو بتاع الشوكولاتة ؟
ورد : ده إنتِ عرفاه كمان !
بليه : أيوة ده جميل و ذوق كده اداني شوكولاتة مش من هنا يا ورد كنت هقولك امبارح بس ساعتها حصلت المشكلة بتاعتك
نظرت ورد إلي محروس : ممكن بجد يشوفلي حاجه مش عايزة أحطك في موقف محرج
محروس : ولا إحراج ولا حاجة استني كده
ثم نهض من مكانه و احضر هاتفه لتقول ورد : أنت هتعمل إيه ؟
محروس : هتصلك بيه حالاً عشان لو وافق متنزليش تتبهدلي في الشوارع يا بنتي و ربنا يقدم اللي فيه الخير
تنهدت ورد بقلق نوعاً ما ثم أتصل محروس بصاحب عمله و هو كريم ! دلف كريم الي مكتبه و بدأ في مراجعة بعض الأوراق حتى صدع هاتفه رنيناً برقم محروس فرد عليه
محروس : صباح الخير يا بيه
كريم : صباح النور يا عم محروس خير في حاجة ولا إيه ؟
محروس : أنا بس كنت قاصد حضرتك في خدمة
كريم : أكيد اتفضل
محروس : الله يخليك يا بيه، هو بس كان في بنت جارتنا كده يتيمه و بتشتغل و تصرف على أخواتها و هما ملهمش حد و للأسف البنت دي سابت شغلها امبارح و مش عارفه تعمل إيه لو بس حضرتك تقدر تشغلها عندك أي حاجة يبقي كتر خيرك
كريم أنتبه له و قال : مش لازم تنزل تشتغل مادام بتقول ملهاش حد يبقي بلاش تتبهدل و هما بنات زي ما بتقول أنا هتكفل بيها و كل شهر هيوصلها مبلغ تمشي دنيتها بيه
محروس : والله ده كرم كبير من حضرتك والله بس هي مش هتوافق بكده لو ينفع بس تشوفلها أي شغلانه يبقي كتر خير حضرتك
كريم : خلاص اللي يريحها، عموماً خليها تجيلي النهاردة في الشركة و أنا هشوف مؤهلاتها إيه و أكيد هشغلها يا عمي
محروس : الله يخليك يا بيه والله ما عارف أقولك إيه
كريم : متقولش كده أنا مش غريب عنك يعني ده أنت اللي مربيني، خليها تجيلي زي ما قولتلك و بأذن الله خير
محروس : تمام يا بيه ربنا يبارك في عمرك
و ما أن انهى المكالمه معه حتى قالت ورد سريعا : ها قالك إيه ؟
محروس : والله إنتِ بنت مرزقة قالي خليها تجيلي الشركة النهاردة و أنا هشغلها
ورد بفرحة كبيرة : بجد !! أحلف كده
محروس ضحك لفرحتها فقالت سريعاً : طيب أنا هروح أجهز نفسي قولتلي العنوان فين ؟
محروس : استني
ثم ذهب و أحضر ورقة و قلم ليكتب لها عنوان الشركة
محروس : و إنتِ داخلة الشركة هتلاقي مكتوب K.M
ورد : فهمت ياعم محروس تسلم يارب من كل شر ربنا ما يوقعك في ضيقه أبدًا
محروس : ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا بنتي
ورد : استأذنك أنا بقي هروح أخلص كام حاجة و أجهز نفسي عشان أروح
ثم خرجت من بيته بحماس و فرحه كبيرة و ذهبت إلى منزلها لترتدي أحسن ما لديها و بدأت في تجهيز نفسها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصلت ريم إلى الجامعة و اتجهت إلى مكتبها لترتب جدولها و لم تمر ثواني حتى اتجه إليها زميلها أيمن لتزفر بضيق
ايمن : صباح الخير
ريم : أهلا يا أيمن صباح النور
ايمن : بقولك
ريم : خير ؟
ايمن : أنا عازمك النهاردة على الغدا ممكن تقبلي؟
ريم : معلش والله مش هينفع
ايمن : مش ملاحظة إنك بتتهربي مني
ريم : اتهرب منك؟ و أنا هعمل كده ليه
ايمن : يعني أكيد في سبب جواكي مخبياه عني
ريم : حتى لو؟! إيه يجبرني إني أقولك اللي جوايا أنت مجرد زميل ليا مش أكتر
ايمن : كل ده عشان طلبت اتغدى معاكي!
ريم : أيمن أنا بقول لو تشوف شغلك أحسن من الكلام ده
ايمن : إنتِ مالك مقفلاها أوي كده ليه، حقيقي أنا مش عارف إنتِ إزاي اتعينتي في كلية متحضره زي دي بدماغك الغريبة دي
ريم قالت بثبات : دماغي مش غريبة ولا حاجة، أنت اللي عمال تلف و تدور
ثم نظرت له ببرود و لململت أغراضها لتتحرك من أمامه سريعاً وقالت
ريم : عند أذنك
و جاءت لتخرج من المكتب و لكنها اصطدمت بعمر ليسقط كل شيء على الأرض، نظرت له بضيق نوعاً ما ثم جثت على ركبتيها لتلملم أغراضها التي سقطت و ساعدها هو في ذلك بينما نظر لها أيمن بتكبر ليتركها و يرحل
نهضت ريم من مكانها و قالت لعمر : شكراً
عمر : العفو، عامله إيه دلوقتي ؟
ريم : أحسن الحمدلله شكراً لسؤالك
عمر : لا عادي مفيش حاجه
ابتسمت ريم ابتسامه صغيرة و جاءت لتتحرك ليقول : صحيح أنتِ ليه خوفتي امبارح لما الكهربا قطعت ؟ كنت فاكرك مبتخافيش من حاجه
ريم : مفيش حد مش بيخاف من حاجه، كل واحد فينا عنده جانب محدش يعرف عنه حاجه
ثم تنهدت بضيق لتكمل : أنا عندي فوبيا من الضلمه بسبب حادثة حصلتلي و أنا صغيرة، عشان كده بكره الضلمه و مش بقدر استحملها
عمر : غريبة، كنت فاكرك مش هتتكلمي !!
ريم : أنت ساعدتني، يبقى من حقك تعرف وعموماً شكراً و يلا عشان عندك سيكشن دلوقتي ياريت متتأخرش لأني مش بدخل حد بعدي
عمر بصوت خفيض : بدأنا تاني
ريم : قولت حاجه ؟
عمر : اتفضلي بقول اتفضلي
و بعدها تركته ريم و ذهبت لتباشر عملها و عندما رحلت أتصل بإيهاب صديقه
عمر : إيهاب اسمعني كويس !
ايهاب : بتقول إيه ؟ مش سامعك الشبكة وحشه
عمر : نفذ اللي قولتلك عليه بس بلاش تقطع الكهرباء، طلع عندها فوبيا من الظلمة و أنا عايز اندمها بس مش اتسبب لها في أذي
إيهاب بصوت متقطع : كهرباء؟ تمام تمام كله هيتم زي ما قولتلي
عمر تنهد بضيق لينهي معه المكالمه ثم أتجه إلى محاضراته و ما أن أغلق إيهاب هاتفه قالت له مي الجالسة بجواره
مى : عمر ؟
ايهاب : أيوة
مى : كان بيقولك إيه ؟
ايهاب : و إنتِ مالك
مى : إيهاب أخلص بقي متبقاش رخم
ايهاب : مش عارف مسمعتهوش كويس، كل اللي فهمته منه إني أنفذ اللي قال عليه
مى بحقد : يبقي اشطا نفذ و خلينا نضحك شوية!توقعاتكم .. ارائكم ؟♥️
أنت تقرأ
وردتي الشائكة
Romantizmفي صحراء قلبي جئتي أنتِ لتنثري رحيقك القوي ؛ لتُزهر حياتي على أثره. كم أنتِ غريبة؛ تهاجمين الجميع بأشواككِ؛ ولكن أنا هاجمتيني بسحرِك ..♥️🍂 ميار خالد