***
عيون صامته وقلبٍ ممزق وأنفاس منقطعة، هذا هو حالي الآن
عقل يُصدّق وقلب يُكذّب، خدعت قلبي ليثق بك وعقلي ليصدق كلماتك المزيفة..
ومال هذا القلب الذي ينبض بكرهك ثم يدق
بعشقك في نفس اللحظة..
إنني مرهقة بك..***
مى : أنه بيحبك! عمر بيحبك يا دكتور
ريم بصدمة : إيه ؟!
مى ابتسمت بحزن : عشان كده كنت بحاول أعمل إيه حاجه الفت نظره بيها، بس هو برضو مش شايفني و للأسف في محاولاتي دي كنت بخسر نفسي أنا أسفه لو اذيتك بسبب جناني ده
ريم : أنا مش زعلانه منك و كويس إنك فوقتي لنفسك بدري بس هو ليه مقاليش ؟
مى ابتسمت : السؤال ده تسأليه ليه بقى
ثم نهضت من مكانها لتتركها في دوامة من التفكير ابتسمت قليلاً و عادت كل ذكريات عمر في رأسها و قد تأكدت كل ظنونها، أنه يحبها بالفعل! توترت و خجلت قليلاً و لم تعرف كيف عليها التصرف الآن و لكن أنسب حل هو المواجهة فظلت مكانها للحظات لتتحلى ببعض القوة ثم نهضت من مكانها و بحثت عن عمر ..
ذهبت مى إلى عمر بعد أن قالت تلك الجملة الى ريم و ما أن رآها هو حتى نظر إلي الجهة الأخرى و جاء ليتخطاها و لكنها أوقفته
مى : ممكن أتكلم معاك شوية
عمر : مش عايز أتكلم معاكي أمشي من وشي يا مى
مى : أرجوك اسمعني المرة دي بس عشان خاطر الصداقة اللي بينا
عمر بعتاب : و إنتِ خليتي فيها صداقة بعد اللي عملتيه
مى : عشان خاطري
تنهد عمر بضيق ثم سار معها حتى وقفوا في مكان هادئ نوعاً ما فبدأت مى في الكلام
مى : أنا عارفه أنك زعلان مني بسبب اللي عملته و حقك .. أنا مكنتش شايفة غيرك قدامي أكيد حسيت إني بحبك مش كده
عمر : صدقيني يا مى ده مش حب ممكن نسميه اعجاب أو شوية مشاعر حلوة لكن عمره ما هيكون حب .. الحب مفيهوش أنانية و إنتِ كنتِ أنانية معايا يا مى
عمر : للأسف أنا فهمت متأخر أوي أن الحب مش بالعافية
عمر : مش متأخر ولا حاجة .. كويس أنك فوقتي دلوقتي
مى ابتسمت : عندك حق، أنا روحت لدكتور ريم و حكيتلها كل حاجه و أنك مقولتش كده و إني أنا اللي كدابة و هي فهمتني و حاجة تانية
عمر : حاجة إيه ؟
مى ابتسمت : سيبتلك الباب مفتوح .. روح قولها يلا
عمر أبتسم بعفوية لتقول مى : أكيد أنا هبقى فرحانه طول ما أنت فرحان و هحاول أغير المشاعر دي لمشاعر أخوة و خلاص
عمر : شكراً يا مى، بجد إنتِ شيلتي من على قلبي هم كبير أوي
مى : عارفه .. بس الهم الأكبر لسه متشالش
تنهد عمر بضيق و فهم كلامها ليقول : والله مش عارفه إزاي هقولها إني أنا اللي كنت السبب
مى : لازم تعرفها يا عمر عشان تبدأوا علاقتكم صح
عمر : عارف يا مى بس مش قادر .. مش عارف رد فعل ريم هيكون إيه بس أكيد هيكون صعب
مى : صدقني تأخرك ده هيصعب الأمور أكتر اتشجع و روح قولها الموضوع سهل
عمر انفعل قليلاً ليقول : هو إيه اللي سهل يا مى! عايزاني أروح أقولها إني أنا اللي حبستها في المدرج و كون إني كدبت عليها أساساً طول الفترة دي .. بفكر أخلي الموضوع جوايا و أنها متعرفش حاجة عنه
مى : اللي يريحك يا عمر بس من رأيي أنها لازم تعرف و بعدين سيب ليها حرية الإختيار
عمر : هبقى أشوف الموضوع ده
ابتسمت له مى و التفت الإثنان ليجدوا ريم واقفة أمامهم و في عيونها دموع ثابتة و تنظر لعمر بصدمة كبيرة و عيون متسعة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظت ورد من نومها لتجد نفسها قد غفت بجانب بسملة بعد أن خرجت من غرفتها بتوتر و ذهبت إليها، نهضت من مكانها و ذهبت لتبدل ملابسها و تعدل من هيئتها فلم تنتبه للواقف عند باب الغرفة يتابعها بصمت و عندما رأته فزعت بشدة
ورد بفزع : كريم بيه! في إيه واقف كده ليه خضتني
كريم ظل صامتاً و ينظر إليها فقط فقالت هي : في إيه بتبصلي كده ليه
كريم : ولا حاجه قلقت لما ملقتكيش في الاوضة
ورد : بليه كانت خايفة تنام لوحدها، بتدلع يعني ففضلت جمبها لحد ما راحت عليا نومه، هو في حاجه ولا إيه ؟
كريم : لا مفيش
ورد : مش عارفه مش مرتاحه
كريم أبتسم و أردف : صدقيني ولا حاجه .. ورد
ورد : نعم
كريم : بتثقي فيا ؟
ورد نظرت له بتساؤل نوعاً ما لتقول : أكيد بثق فيك يا كريم بيه
كريم أبتسم بهدوء ثم انسحب من الغرفة لتقف ورد مكانها بعدم فهم غير قادرة على استيعاب أفعاله تلك و جاءت لتتحرك و لكن صدع هاتفها رنيناً لتتجه إليه
ورد : الو
: وحشتيني
ورد بتساؤل : نعم ؟ مين معايا
: معقول معرفتيش صوتي !
ورد ركزت في صوت المتحدث قليلاً و كان مألوفا لها و لكنها لم تتذكر من هو إلي أن قال
: من يوم ما شوفتك في المول و أنا هتجنن عليكي
ورد تغيرت نظراتها لتقول : أنت تاني! أنت جبت رقمي منين!
أمير : أمير لما بيعوز حاجه بيوصلها
ورد : و الدنيا مش تحت مزاجك .. أنت حد زقك عليا ولا إيه ؟
أمير ضحك بشر : مش معقول يعني جميلة و ذكية كمان
ورد : بقولك إيه أنا مش عايزة أطول مع واحد مش محترم زيك
ثم أنهت المكالمه في وجهه لتتنهد بضيق و فكرت كيف استطاع هذا الشخص أن يصل إليها، و ماذا يريد منها !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
مرت لحظات من الصمت و ريم تنظر إلى عمر بصدمة و دموع، نظرت لهم مى بحزن و ندم ثم انسحبت بهدوء، أقترب عمر منها و هو يرسل لها بنظراته ألف معني
ريم بدموع مكتومه : ليه ؟!
ظل عمر ينظر لها بندم غير قادر على الكلام
ريم : أنت يا عمر! حتى لو أنا اذيتك بكلامي في يوم من الأيام و ده كان قبل ما أعرفك كويس، معقول توصل بيك أنت تدوس على جرحي كده !
عمر : صدقيني كان غصب عني أنا عارف إني غلطان بس اسمعيني الأول
تساقطت الدموع من عيون ريم وهي تقول بتساؤل : غصب عنك؟! يعني إيه غصب عنك قولي أنه مكنش قصدك و أنا هصدقك أرجوك قول
صمت عمر بندم فقالت هي بدموع : أنا عارفه إنك كنت بتكرهني الفترة دي بس هان عليك؟ و جيت خرجتني و عملت فيها بطل يا بجاحتك يا أخي
عمر : صدقيني مكنش قصدي تتأذي كده ولا كان قصدي أن النور يتقطع من المدرج بس اللي حصل
قالت ريم بدموع و قهرة : الفترة اللي فاتت جاتلك كذا فرصة تقولي .. تعرفني ليه يا عمر .. ليه أعرف بالطريقة دي!
عمر : كنت خايف أخسرك ..
ريم مسحت دموعها و حاولت أن تقول بثبات : و ادي اللي خايف منه حصل
عمر : ريم أسمع...
قاطعته ريم بحدة : أسمي دكتور ريم و من النهاردة تلزم حدودك معايا
و جاءت لتتحرك و لكنه أمسك يدها بسرعه و نظر لها برجاء حتى تسمعه و لكن بدون فائدة، دفعت يده بعنف لتتحرك من مكانها و كادت أن تبتعد عنه و لكنه صرخ بها
عمر : أنا بحبك !
وقفت ريم مكانها للحظات ثم التفتت له و الدموع تُغرق عيونها و أردفت
ريم : يا خسارة يا عمر..
ثم تحركت من مكانها بخطوات سريعة ليقف هو مكانه يطالعها بندم و حزن كبير ثم ضرب الأرض بقدمه بعصبية، و بعد لحظات عاد إلى مكان الباصات مرة أخرى ليجدهم قد استعدوا للانطلاق و لكن ريم لم تكن موجودة، لم تمر ثواني حتى صعدت الى الباص و ملامح وجهها لا تفسر و تممت على عدد الطلاب ثم تحركوا و طوال الطريق كان الصمت محتل المكان..
في فيلا الرفاعي
نزلت ورد لتجد خالها و زوجته يجهزون أغراضهم و يستعدوا للرحيل فتنهدت براحة لتتجه إليها بسملة و التي استيقظت منذ قليل بابتسامة جميلة
بسملة : أخيراً هيمشوا يا ورد والله لولا أن أبيه كريم كان واقف .. كنت فرجت اللي أسمها منيرة دي
ورد : أبيه ؟
بسملة : أيوة هو قالي أقوله أبيه كريم عشان هو أكبر مني لازم أحترمه و برضو عمر .. أقصد أبيه عمر يعني
ورد ابتسمت لها بفرحة : أيوة كده شطورة يا بليه .. فرحانه بيكي
بسملة : إنتِ فكراني صغيرة ولا إيه يا ورد أنا بقيت أعرف الفرق بين الصح و الغلط
ورد : يا سلام على الناس الفاهمه .. ده إحنا نيجي ناخد رأيك بعد كده
بسملة بتكبر طفولي : أيوة طبعاً إنتِ فاكرة إيه .. مبحبش أتكلم عن نفسي كتير الحاجات دي بتتحسد
ورد ضحكت : طيب يا لمضة روحي العبي برا يلا
بسملة : يلا سلام بقى
ثم ذهبت بسملة من أمامها لتبتسم ورد بخفة و لكن تلك الابتسامة اختفت حين وجدت هاجر تتجه إليها
هاجر : أدينا ماشيين عشان ترتاحي
ورد : أحسن برضو و ياريت الزيارة دي متتكررش تاني
طالعتها هاجر بدهشه وقالت
هاجر : إنتِ جبتي القسوة دي كلها منين !
ورد : البركة فيكم
هاجر : برضو على الأقل إحنا فتحنا بيتنا ليكي إنتِ و أخواتك في يوم
ورد : عندك حق و عشان كده هتخرجوا من هنا بمزاجكم أحسن ما كنتم تخرجوا على القسم، بلاش تعملي دور الطيبة مش لايق عليكي
هاجر : اشمعنا إنتِ! ليه تبقي في كل ده و أنا كده
ورد : الأرزاق بتاعت ربنا يا هاجر مش البشر، أتقي الله إنتِ بس و أدعي ربنا يسامحك على اللي كنتِ بتعمليه فينا، إنتِ ورتينا ذل عمري ما هنساه و مش هقول غير حسبي الله و نعمى الوكيل
هاجر : ليه يعني محسساني إني قتلتك قبل كده!
ورد ضحكت بسخرية و قالت : نسيتي لما كنتِ بتلاقيني بنضف الأرض كنتِ بتعملي إيه؟ كنتِ بتجيبي صندوق الزبالة و تفضيه تاني عشان ترجع انضفه، نسيتي طقم العيد اللي كنت جايباه لريم أختي و في عز فرحتها بيه حرقتيه بالنار، نسيتي تعبي في الشغل و في البيت و أنا فاكرة أن أخواتي مرتاحين اتاريكي مطلعه عين ريم في البيت حتى بسملة كانت متبهدله و هي لسه عندها سنه، عمري ما هنسى يا هاجر عمري ما هنسى قهرتي و ذُلي و يوم القيامه هقف أنا و إنتِ قدام ربنا
هاجر نظرت لها بصدمة بسبب كلماتها تلك و تحركت من أمامها دون أن تتكلم و اتجهت إلى والدتها، تنهدت ورد بضيق و بعد ساعات كان خالها و زوجته و أبنته عند باب المنزل و ورد واقفة أمامهم بثبات و كانت مروة تراقبهم عن بعد
رمزي : اديني واقف على الباب أهو اعملي اللي وعدتيني بيه
ثم أخرج ورقه من جيبه و أعطاها لها لتزفر هي بضيق و تمسكها بدون إهتمام و قبل أن تمضيها قالت
ورد : صدقني لو فكرت تعمل أي حاجه تانية الورقة دي مش هيكون ليها أي لازمه و هعرف أخد حقي منك !
رمزي باستفزاز : معقول تكلمي خالك بالطريقة دي
ورد نظرت له بلامبالاة و أمسكت القلم و كادت أن تمضي حتى جاء كريم و سحب الورقة من يدها بسرعه
كريم : لا !
رمزي نظر له بخوف و قلق و نظرت له ورد بتساؤل
ورد : في إيه ؟!
كريم : اوعي تمضي على الورقة دي
ورد : ليه؟ أنت فاهم الورقة دي أيه أصلا دي تعهد مني إني مش هأذيهم
كريم : كل ده كدب
ورد : يعني إيه مش فاهمه ؟
كريم : خالك كان هيمضيكي على تنازل
ورد نظرت له بصدمة و قالت بعدم فهم : تنازل ؟! و هو أنا حيلتي حاجه
كريم أقترب منها و قال : إنتِ عندك أملاك و أراضي بقيمة ٥ مليون جنيه !
ورد نظرت له بصدمة و كأن السماء ضربتها بصاعقة و قالت
ورد : أنا مش فاهمه حاجه!!
كريم انفعل ليقول : والدتك نيهاد أشرف عبد المجيد كان عندها أراضي و عقارات بقيمة ٥ مليون جنيه و في يوم بيع الأملاك دي و عشان كده كانت مسافرة هي و والدك عملت حادثة و اتوفت، و كل حاجه راحت لبنتها الكبيرة ورد محمد عبد السلام و اللي هي أنتِ!
ثم تحرك و أتجه إلى خالها و طالعه بحده : و طبعاً خالك المحترم كان طمعان في كل ده لأن جدك قبل ما يموت كتب لبنته كل حاجه لأنه عارف إن أبنه أناني و جشع !! و هي حافظت على كل ده لحد ما قررت أنها تبيع و تعيشكم في مستوي أحسن .. بس للأسف ملحقتش و بعد موتها خالك كان ناوي يمضيكي على تنازل و ياخد كل حاجه منك لأنك أصلا مكنتيش عارفه موضوع الأملاك ده بس لحسن الحظ كنتِ لسه ١٧ سنه يعني قاصر و لما خلاكي عنده السنه دي مكنش عشانكم .. كان عشان خاطر الفلوس و كان ناوي أن بمجرد ما تتمي سن الرشد و متبقيش قاصر هياخد منك كل حاجه! و للأسف إنتِ مكنتش تعرفي كل الكلام ده عشان كده معرفتيش تطالبي بحقك
كانت ورد تنظر إلى كريم بصدمة كبيرة غير قادرة على استيعاب الكلام الذي يقوله و تكونت الدموع في عيونها
رمزي بخوف : أنت كداب الكلام ده مش صح!
كريم صاح به : أنا معايا أوراق و عقود تثبت الكلام ده
ثم التقط أحد الملفات من على الطاولة المجاورة له و أتجه إلى ورد و فتحه أمامها لتجد أسمها و أسم والدتها و تبقى فقط خانة التوقيع فارغة
كريم : موقفك وحش أوي صدقني
ورد رفعت عيونها عن الاوراق و نظرت إلى خالها بدموع و قهرة : ليه كده ! ليه حرام عليك أنا شوفت الذل و القهرة بعيني ليه خبيت عني! والله كنت هديك حقك لو طلبته مني ليه الأنانية
قال رمزي بعصبية : محدش أناني غير أمك، ما صدقت أبويا كتب لها كل حاجه أنا اللي شوفت الذل و القهرة منها كانت بتعاملني أكني خدام عندها
كريم : كدب !
رمزي : هو إيه اللي كدب!
كريم : كلامك ده كدب، نيهاد والدة ورد كانت فتحالك حساب في البنك و كل شهر كان بيوصلك مبلغ كويس منها !
رمزي صمت بتردد و توتر لتتجه إليه ورد و قالت بثبات : أنا مش هقول غير حسبي الله و نعمى الوكيل فيك، يا أخي يخربيت الفلوس اللي تخليك تذل عيال أختك كده .. لا أنا ولا أمي مسامحينك ليوم الدين !
نظر لها رمزي و جاء و ليتكلم و لكنها قالت بنبرة حادة : أطلع برا !
رمزي : بس..
ورد صرخت به : برا
نظر لها رمزي للحظات ثم ألتفت ليخرج من المنزل و لسوء الحظ في تلك اللحظة كانت ريم قد دلفت الى الفيلا و خلفها عمر لتلتقي بخالها !! نظرت إليه بصدمة شديدة و اتسعت عيونها لتنظر لها ورد بخوف و قلق منتظرة ردة فعلها !!توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟
أنت تقرأ
وردتي الشائكة
Romanceفي صحراء قلبي جئتي أنتِ لتنثري رحيقك القوي ؛ لتُزهر حياتي على أثره. كم أنتِ غريبة؛ تهاجمين الجميع بأشواككِ؛ ولكن أنا هاجمتيني بسحرِك ..♥️🍂 ميار خالد