حيثُ المذكّرة

724 76 60
                                    

  في أحد المتنزّهات، اجتمع أعضاء فريق النّقد يتمشّون كسربٍ في طريقهم إلى مكتبةٍ تقع بعد المتنزه، تعلو صدورهم شارات النّقد الذّهبية اللّامعة التي بالطّبع شدّت انتباه المتواجدين في المكان، أم جذبهم صوت صراخهم العالي؟ 

«أقحمتِنا في كلّ تلك الأعمال يوم الإجازة، ومن ثمّ تجمعيننا في مكتبةٍ قديمةٍ لنعمل هناك؟ لِمَ لم تتركينا نرتاح على أَسِرّتنا لنعمل بكلِّ أريحيّةٍ على الأقل؟» هذا صوت آرمي المتذمّر يعلو.

  شقّت ابتسامةٌ صغيرةٌ ثغر أوديت بينما تقول كحكيمٍ واثقٍ «عزيزي، حينما نعمل في بيئةٍ هادئةٍ مليئة بالمصادر التي قد نحتاجها لإتمام أعمالنا حتمًا سننتهي أسرع، ماذا بظنّك؟ لديّ المزيد من المصائب لكم لاحقًا يا رفاق.»

  أدار آرمي عينَيه بضجرٍ بينما يدوّر في يده قلمًا، ذلك حينما اقتربت منه رفيف تثبّت نظّارة القراءة على عينَيها «معها حقٌ.» ثم ابتعدت عنه سريعًا مقهقهةً قبل أن يفترسها.

دخل الجميع المكتبة، اختاروا طاولةً يجلسون عليها معًا وتركوا أقلامهم ودفاتر ملاحظاتهم. 
  انطلقت سماء برفقة الآنسة ماربل إلى قسم التّاريخ ينتقون حاجتهم من الكتب، وآيرى تراجع ملاحظاتها.

فجأة حيث كانوا يجلسون، انبثقت من الفراغ بوابةٌ سحريّةٌ غريبةٌ تدور كالدّوامات، تشبه الثّقوب السّوداء، وكأنّها من عالمٍ آخر!

بينما كان الجميع يراقب في صمتٍ، يترقّبون خروج فضائيٍ أو ما شابه، حلّقت مذكرةٌ غريبةٌ ثمّ حطّت على رأس آرمي بقسوةٍ، ليحملها ويحاول ألّا يصرخ شاتمًا أوديت دون سبب، وذلك لأنّه في مكتبة.

تدافع بقية النّقاد على آرمي، بينما روّاد المكتبة ابتعدوا خوفًا من هذا الشّيء الذي يتقافز بين أيديهم متشاجرين على من سيتصفّحه أولًا.

تزامنًا مع وقوع المذكّرة في يد بلير، اختفت البوّابة العجيبة كما ظهرت.
  أولى الصّفحات كانت تعلوها جملةٌ قائلة: «تعود هذه المذكّرة للرّحّالة -الذي لن يكون مشهورًا أبدًا- أدهم، وسأكتب فيها مغامراتي التي لن يصدّقها أحد.»
 
  كانت الجملة كفيلةً بأن تفتح أفواه النّقاد كلّهم بدهشةٍ. حيث بدأت بلير تقلّب سريعًا، تلقي نظرةً على خطّ أدهم وهو يكتب مغامراته الغريبة في عصورٍ وأزمنةٍ مختلفة، واصفًا ثقافتي الأدب والنّقد لدى عدّة شعوبٍ. على ما يبدو أنّه كان قد زارها بنفسه! جاعلًا مع كل كلمةٍ تخطفها أعينهم تتلألأ حماسةٍ.

باندفاعٍ خرج الجميع بالمذكّرة راكضين مغادرين المكتبة، سعداء بكَنزِهم الجديدِ الرّائع. وكلٌّ منهم يفكر بردّ فعل بقيّة الأعضاء حينما يصلون المقرّ ليخبروهم  بالخبر السّار، أو كيف سيستفيدون من المذكّرة، أو...

  لحظة! عادت سماء إلى المكتبة لأنّها نسيت أغراضها من شدّة حماسها، فحملتهم على عجلةٍ لتعود وتواكب ركض البقيّة، تحت نظرات كلّ من في المكتبةِ المندهشةِ المستغربة.

-------

يعود النّقاد بكتابٍ جديدٍ ممتعٍ ومفيدٍ هذه المرّة، بموضوعٍ فريدٍ لم تشهدوه قبلًا!

فأين بدأ الأدب في اليابان؟ ومتى تبنّى اليونانيّون النّقد؟ وكيف كانت أشعار المصريّين؟ وماذا كتب الاسبانيّون من رواياتٍ؟
ومَن أشهر أدباء ونقّاد سوريا؟

سنتناول هذه التّفاصيل كلّها في «الرّحّالة»، الذي سيعنى بتتبّع تاريخ الأدب والنّقد ومراحل ظهورهما وازدهارهما في مختلف العصور  ومختلف البلدان، فما مدى حماسكم لرحلاتنا القادمة؟

وهذه المرّة عندنا لكم مفاجأة صغيرة! فأوّل من يتفاعل على الفصل بالتّعليقات ستكون له فرصة الظّهور في إحدى أحداث الفصل الموالي، من ذا الذي لا يريد أن تكون له بصمةٌ وحضورٌ في إحدى فصول كتابنا المميّز؟ -غمزة-

ألسنا نكافئكم بالكثير الآن؟

-منشن- لشخصٍ توّد أن يرافقك التّرحال.

اجمعوا حقائبكم وحاجياتكم، لنبدأ المغامرة! ✨ 

-الرّحّالة أوديت.

الرحالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن