خرجتُ من المرحاض أُدلّك فروة رأسي المبتلة بينما أدندن بتلك الأغنية العالقة برأسي، التقطتُ تفاحةً صفراء ثم أخذتُ أسترجعُ ما كتبته في دفتري يوم أمس، حتمًا كانت مغامرة لن تتكرر!
تناولتُ إفطاري بينما أفكر إلى أين سأذهبُ اليوم، وبعد ما صادفته، فأتمنى أن تكون مغامرة اليوم هادئة، رغم أن حدسي يضحك على أمنيتي.
جهّزتُ حقيبة ظهري، بعدها أخذتُ لمحة على ملابسي، ألوان هادئة عكست لون عينيّ العسليتَين، أخذت أفتح أبواب الخزانة من أيّ باب يظهر النور اليوم؟ فتحتُ الباب، ومرحّبًا بالنّورِ السّاطع.
كنتُ في عصرٍ قديم، يرتدي الناس زيًا تقليديًا بينما يتحدثون لغةً غريبة، شعر طويل، ملابس أشبه بالفساتين لكنّها ليست كذلك، وأعين...
أنا أعلم هذا! لقد رأيتهم العديد من المرّات بينما أتابع دراماتٍ مختلفة، هل أنا في كوريا؟ مرحى! هل سأقابل هان سونغ الآن؟ ماذا عن ريو وسوهو؟
بأي حال، سرتُ إلى جانبهم محاولًا أن أفهم أي حرفٍ يقال لكن لا شيء إطلاقًا، لذا قررت الاستعانة بذكائي الحاد لأعلم أنّني في أحد العصور القديمة الآن ربما عصر الممالك الثلاث أو عصر غوريو!
استنتاجي هذا نابع عن دراسات عميقة وأبحاث وجهود عظيمة أو ربما جهود السّهر بعد العمل لمتابعة الدّراما الكورية.
بأي حال أدركت أنها اللّغة الصينية؛ فكان الكوريون يستخدمونها حتى القرن الخامس عشر، ولحظة واحدة!
أخذت جولة ورأيت عدة إعلانات في أنحاء المنطقة والتي لم أستطع معرفة اسمها بعد، لكن اللّغة الصّينية هي كل ما أرى.
أتذكّرُ أنّني قد حضرتُ مهرجانًا قبلًا مع صديقي أمجد، إن كانت ذاكرتي صحيحة فكان عرضًا استعراضيًا لتلك الحقبة من الزّمن، كيف علمت؟ من الكتابات التي تواجدت كديكور ولم أفهمها كما لم أفهم الآن.
جلستُ على الجانب وفجأةً شعرتُ بأحدٌ يضع كفه على كتفي، كانت عجوزًا تحادثني بتلك اللغة التي لا زلتُ لا أفهمها، فهِمت هي أنّني لم أفهمها لذا شدتني من يدي لأذهبُ خلفها.
منزلها كان بسيطًا وأوانيها فخارية جميلة الشّكل وقد انتشرت بعض الكتابات الصينية هنا وهناك.
كانت تتحدّث مع شخصٍ آخر، بينما ينظرون نحوي كلّ بضعِ ثوانٍ، استقمتُ بينما أنحني كما يفعلون وأردتُ الذّهاب لكنّها استمرت بالصّياح لذا اندفعتُ بعيدًا بينما أركض، ولم أنسَ أخذ بضع الورقات التي كانت موضوعة جانبًا، يجب أن أعرف ما كان يقال حولي.
جلستُ بعيدًا بينما أخرجت هاتفي وحاولت أن أفتح المترجم، والذي كان لا يحتاج وجود شبكة! لكن سقطت ابتسامتِي عندما لاحظتُ أن بطارية هاتفي قد نفذت.
أنت تقرأ
الرحالة
Nonfiksiحَملْنَا دفترًا كان قد وقعَ علينَا، كُتب فيه تاريخ الأدب من بلدانٍ عدّة، كُتّاب وثقافَاتٌ جديدة، هل قرأتم قليلًا من الأدب الروسي؟ أو اليابانيّ! ولربمَا يكون المغربيّ أبهى! في كتَاب الرحّالة ضع خريطةً أمامك لترى إلى أي أدبٍ سيقودك.